في عام 2008، مع بداية الأزمة المالية العالمية، دخلت أليكسا فون توبيل البالغة من العمر 24 عاماً إلى مكتب القبول في كلية هارفارد للأعمال وأعلنت عن خطتها لأخذ إجازة رسمية حتى تتمكن من بدء عمل تجاري.
زُرعت بذور فكرتها لتأسيس شركة “LearnVest”، وهي شركة استشارات مالية عبر الإنترنت مقرها نيويورك، في سن 14 عاماً، عندما توفي والدها. وشاهدت والدتها الممرضة وهي تتولى السيطرة على الشؤون المالية للأسرة، وقررت أن العالم بحاجة إلى المزيد من أدوات التمويل الشخصي المخصصة للأشخاص العاديين.
وفي عام 2007، أثناء عملها كمحلل في “مورغان ستانلي”، بدأت “فون توبل” العمل على خطة عمل من 75 صفحة. بعد عام، التحقت بكلية هارفارد للأعمال، على افتراض أنها ستحتاج إلى تدريب وبعض العلاقات لبدء شركة ناشئة ناجحة.
ولكن عندما حدثت الأزمة المالية، أخبرها حدسها أن الناس بحاجة إلى مساعدة مالية شخصية على الفور. وقالت إن ترك الدراسة لتأسيس “LearnVest” كان أكبر تأرجح حدث في حياتها، وفقاً لما ذكرته لشبكة “CNBC”، واطلعت عليه “العربية.نت”.
شكك أصدقاؤها في سلامة عقلها، واعتقد البعض أنها تدمر حياتها المهنية، بالرغم من امتلاكها مسارا وظيفيا مذهلا.
ومع ذلك، فقد جمعت في غضون عام أكثر من مليون دولار من رأس المال الاستثماري والمستثمرين الممولين. وتنسب الفضل لخطة عملها التفصيلية، وقناعتها بأنها تستطيع الاستفادة من سوق محرومة من الأشخاص الذين يحتاجون بشكل عاجل إلى المساعدة.
طورت فون توبل “LearnVest” ليصبح لديها 1.5 مليون مستخدم قبل أن تبيع شركتها إلى “Northwestern Mutual” مقابل 375 مليون دولار في عام 2015. واليوم، تدير “Inspired Capital”، وهو صندوق استثماري في نيويورك شاركت في تأسيسه في عام 2019 للاستثمار في الشركات الناشئة في المراحل المبكرة.
وإليك أبرز التحديات والمخاوف التي واجهتها لترك عملها، وإطلاق شركتها الناشئة، وكيف يمكن للشخص معرفة متى يستحق الأمر المخاطرة.
لماذا أطلقت “LeanVest”؟
قالت فون توبل: “لم يكن الأمر مرتبطا بمشكلة ضعف مواردي المالية للبحث عن بديل، ولكن أكثر مرتبط بأني لم أدرها من قبل. كانت لحظة كما لو كنت أفتح عيني للمرة الأولى: أين هم؟ ماذا أفعل؟”.
ذهبت إلى جامعة هارفارد، وتحديداً كلية هارفارد للأعمال، وفوجئت بعدم وجود أي تعليم حول المحفظة المالية الشخصية، وكيفية إدارة شؤونك المالية.
لماذا قفزت إلى مخاطرة كبيرة في وقت ينهار فيه الاقتصاد بدلاً من إنهاء دراستها؟
وقالت فون كنت في هذه الشرنقة المريحة والآمنة للغاية مع خطة حياة واضحة. كان هناك شيء عميق في غرائزي يعلم أنني يجب أن أخرج من الفقاعة الآمنة والمثيرة والقفز خارجها.
سافرت إلى نيويورك لبدء شركتها الناشئة، وبكت طوال الرحلة، وفقاً لفون التي قالت: “قلت لنفسي: ماذا فعلت بحق الجحيم؟”.
في نفس الوقت بالضبط، كان لدي هذه الغريزة العميقة أنه عندما يتعرج العالم، عليك أن تتعرج. كان من الواضح جداً أن هذا هو الوقت الذي احتاجت فيه أميركا إلى [أداة مثل LearnVest] أكثر من غيرها.
ما هي أكبر مخاوفك في تلك اللحظة؟
بالنسبة لي، كان الخوف من: لا أعرف حتى كيف أفعل هذا.
ولا يقارن هذا مع وقتنا الحالي، إذ بات هناك دليل، فبمجرد أن تكتب “أريد أن أبدأ شركة” عبر الإنترنت تظهر إليك مجموعة طويلة من الاقتراحات، وهناك من تتحدث معه. وأياً من هذا لم يكن واضحا في 2008. حتى إن شركات رأس المال المخاطر، لم تكن بهذا الانتشار أو الحجم أو حتى الوضوح – وهذا هو بالضبط سبب بناء صندوق [رأس المال الاستثماري]، “Inspired Capital”.
كيف تكتشف الفرصة وتغتنمها؟
وقالت فون: “بالفعل كنت قد كتبت خطة عمل من 75 صفحة. لقد تحدثت، حرفياً، إلى مئات الأشخاص، أي شخص يتحدث معي، عن محفظته لم يكن راضياً عن أدائه المالي”.
وفي رأيي كان فرصة لصناعة سوق جديد، تظهر ليل نهار وتصرخ أمامي للنهوض واستغلالها. و”بالنسبة لي كنت مثل من قفز من الطائرة، لكن لديه مظلتان وخريطة لمكان الهبوط. وبالتالي لقد كانت مخاطرة مدروسة ومحسوبة إلى حد كبير”.
ماذا لو لم تخاطر؟
وتعتقد فون أنها لو لم تخاطر حينها لكانت فعلت الأمر ذاته، ولكن في وقت متأخر، أو ربما ضيعت الفرصة تماماً.
وكان أحد الأمور التي تعلمتها بجامعة هارفارد، هو أنه إذا سألت أشخاصاً في سن 90 عاماً، أو أشخاصاً في الفصل الأخير من حياتهم، ما الذي كانوا سيغيرونه، فلن يندموا أبداً على شيء فعلوه. أنت تندم دائماً على الشيء الذي لم تفعله.