التخفيضات الصارمة على توقعات الإنتاج لسماعة فيجن برو الخاصة بشركة أبل ركزت الانتباه على المكون الأغلى في الجهاز، شاشات أو إل أيه دي اختصارا لـ(الصمام الثنائي العضوي الباعث للضوء) الدقيقة جدا المطلوبة لإنتاج تجارب غامرة بحق.
ذكرت “فاينانشيال تايمز” هذا الأسبوع أن شركة التكنولوجيا الأمريكية العملاقة تعتقد أنها ستنتج أقل من 400 ألف وحدة في 2024، بعد أن حددت في السابق هدف مبيعات داخلية يبلغ مليون وحدة في أول 12 شهرا.
تتمثل إحدى المشكلات في تعقيدات تصميم سماعة رأس “الواقع المختلط” الجديدة من شركة أبل. وفقا للأشخاص المشاركين في عملية إنتاج سماعات فيجن برو، يشمل ذلك التكاليف والتحديات الفنية التي يفرضها استخدام شاشات أو إل أيه دي الدقيقة، وهو منتج متخصص نسبيا بحجم طابع بريدي.
بينما يتم ترسيب مواد أو إل أيه دي المستخدمة في الهواتف الذكية المتطورة على طبقة من زجاج، يتم ترسيب مواد أو إل أيه دي الدقيقة على رقاقة السيليكون الأكثر استخداما لإنتاج أشباه الموصلات.
تبلغ دقة الجيل الحالي من شاشات أو إل أيه دي الدقيقة ثلاثة آلاف بكسل لكل بوصة – ستة أضعاف بكسل لكل بوصة في شاشة الليد الزجاجية، وأكبر من دقة تلفزيون 4 كيه المتطور لكل عين.
لكن تكلفة رقاقة السيليكون، والتحدي المتمثل في تصنيع منتج يمكن أن تدمره بقع صغيرة من الغبار التي تدخل أثناء عملية التصنيع، وحقيقة أنه لم تبدأ أي شركة بعد في الإنتاج الضخم، كل ذلك يسهم في تكلفتها الباهظة لدرجة تعوق الإنتاج.
يقدر إريك تشيو، نائب الرئيس الأول لشؤون الأبحاث في شركة ترند فورس، أن التكلفة الإجمالية لشاشتين أو إل أيه دي دقيقتين – واحدة لكل عين – في سماعة فيجن برو من شركة أبل، تبلغ 700 دولار، أي نحو نصف تكلفة تصنيع المنتج المقرر بيعه بالتجزئة بسعر 3,499 دولارا عند إطلاقه في الولايات المتحدة أوائل العام المقبل.
وفقا لشخصين على دراية بعملية تصنيع سماعة فيجن برو، فإن شاشات أو إل أيه دي الدقيقة، للتكرار الأول لسماعة الرأس الرئيسة لأبل، يتم إنتاجها بواسطة سوني، التي كانت رائدة في التكنولوجيا لاستخدامها في كاميراتها الرقمية، باستخدام رقائق السيليكون التي تنتجها شركة تي إس إم سي التايوانية المصنعة لأشباه الموصلات.
لكن شركة التكنولوجيا اليابانية العملاقة، التي رفضت التعليق على ما إذا كانت موردا لسماعة فيجن برو، مترددة في زيادة إنتاج الشاشات، وسط شكوك حول آفاق النمو المستقبلية لسوق سماعات الواقع المختلط.
قال تيروشي شيميزو، رئيس وحدة أشباه الموصلات في شركة سوني، الأسبوع الماضي، “سنراقب لنرى مقدار زيادة الطلب على (شاشات أو إل أيه دي الدقيقة)”. مضيفا، “لا أعتقد أننا سنكون مندفعين” في إنتاج شاشات العرض بحجم مستشعرات الصور التي توفرها لكاميرات الهواتف الذكية.
قال هيروشي هاياس، خبير العرض في شركة أومديا، إنه من المحتمل أن يكون لدى شركة سوني القدرة على زيادة إنتاج شاشات أو إل أيه دي الدقيقة إلى حد ما نظرا لأنها كانت تقوم بتصنيع كميات أكبر في الماضي لاستخدامها في محددات الرؤية للكاميرات الرقمية.
ومع ذلك، قال هاياس إنه من غير المرجح أن تتوسع السوق بشكل كبير مع إطلاق سماعة فيجن برو من شركة أبل. قال، “هناك توقعات لكن سبق لعدد كبير من الشركات أن تحدت سوق (الواقع الافتراضي) ولم تنجح”.
“بالنسبة لشركة سوني، ربما شعرت ببساطة أنه لا يوجد سبب للرفض نظرا لأن شركة أبل عميل كبير جدا ومن المحتمل أن تكون أعداد (سماعات فيجن برو التي سيتم بيعها) محدودة”.
قال المحللون إن عدم استعداد شركة سوني التام للالتزام بالتكنولوجيا يوفر فرصة للمنافسين الكوريين مثل شركتي سامسونج ديسبلاي وإل جي ديسبلاي للظهور كموردين رائدين لشاشات أو إل أيه دي الدقيقة لسماعات فيجن برو وما سيأتي بعدها.
تقوم شركة سامسونج ديسبلاي، التي استحوذت على الشركة المنتجة لشاشات أو إل أيه دي الدقيقة الأمريكية، شركة إي ماجين، مقابل 218 مليون دولار في أيار (مايو) من هذا العام، ببناء مرفق لتصنيع الشاشات الدقيقة في مصنعها في كوريا الجنوبية، بهدف بدء الإنتاج التجريبي في العام المقبل.
شركة إل جي ديسبلاي، التي تنتج شاشات أو إل أيه دي الخارجية على النموذج الافتتاحي لفيجن برو، كشفت عن نموذجها الأولي لشاشات أو إل أيه دي الدقيقة في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية السنوي في لاس فيجاس في كانون الثاني (يناير).
ذكرت “فاينانشيال تايمز” هذا الأسبوع أن شركة أبل تعمل مع شركتي سامسونج وإل جي على تطوير أجيال مستقبلية من سماعاتها، بما في ذلك نسخة أرخص من سماعات فيجن برو مصممة لجذب المستهلكين في السوق الشاملة.
كما أرسلت شركة سي واي أيه التي تتخذ من الصين مقرا لها، نماذج أولية متعددة من شاشات أو إل أيه دي الدقيقة لشركة أبل، وفقا لما ذكره شخصان مطلعان على الوضع. قال شخصان مقربان من أبل إن شركة أبل قد تواصلت مع المجموعة، وأرسلت موظفين للعمل مع شركة سي واي أيه وقدموا ملاحظاتهم على العينات.
لكن شخصين على دراية مباشرة بالعملية قالا إنه لم يتمكن أي من صانعي الشاشات حتى الآن من تلبية توقعات شركة أبل فيما يتعلق بالتكنولوجيا، وسط مخاوف مستمرة بشأن تكلفة المكون.
وأضافا أن شركة أبل غير راغبة في التنازل عن جودة الشاشات باستخدام تكنولوجيات بديلة، حتى بالنسبة إلى نماذج السوق الشاملة المستقبلية.
قال يي تشونج-هون، خبير صناعة الشاشات ورئيس شركة يو بي آي ريسيرش ومقرها سيئول، إن شركة سامسونج “في أفضل وضع لتزويد شاشات أو إل أيه دي الدقيقة للإصدار الثاني من سماعات شركة أبل”، لكنه حذر من أن “معدل الإنتاجية ليس جيدا بشكل عام عبر الصناعة”.
وقال يي، “ليس من السهل تعزيز معدل العائد لأن البيكسلات مدمجة للغاية وأسعار الرقائق باهظة الثمن. ولن يتمكنوا من خفض أسعار شاشات أو إل أيه دي الدقيقة في أي وقت قريب”.
أضاف يي أن الشركات الصينية قد تجد صعوبة في توفير الشاشات لشركة أبل في المستقبل بالنظر إلى استخداماتها العسكرية المحتملة.
في العام الماضي، حصلت شركة إي ماجين على عقد من قبل الجيش الأمريكي لاستكشاف تكنولوجيات العرض لتوفير بيانات الاستشعار والبيانات التكتيكية للجنود الأمريكيين. فرضت واشنطن قيودا على تصدير التكنولوجيات بما في ذلك أشباه الموصلات المتقدمة التي تعتقد أنه يمكن للجيش الصيني استخدامها.
قال نام سانج-أوك، الباحث في معهد كوريا للاقتصاد الصناعي والتجارة الذي تديره الدولة، إن جميع صانعي شاشات العرض يواجهون معضلة فيما يتعلق بما إذا كانوا سيخصصون الموارد اللازمة لإنتاج مكونات لما يظل منتجا متخصصا نسبيا، بالنظر إلى شدة المنافسة في أي مكان آخر في قطاع العرض.
قال نام، “لزيادة معدل العائد على شاشات أو إل أيه دي الدقيقة، تحتاج شركتا سامسونج وإل جي لاستثمار مليارات الدولارات. لكنها ليست على رأس أولوياتها (…) سيظل تركيزها على شاشات أو إل أيه دي لأجهزة التلفزيون، والأجهزة اللوحية والهواتف القابلة للطي في الوقت الحالي، حيث من غير المرجح أن تباع سماعات الواقع المختلط بكميات كبيرة في أي وقت قريبا”.