يزيد التطور الكبير، الذي تشهده شبكات الجيل الخامس وإنترنت الأشياء وحوسبة الحافة من تعقيدات شبكات ومنظومة الهواتف المحمولة، والتي تجاوز دورها مجرد تقديم خاصية للتواصل فحسب، بل توجب عليها أيضاً توفير قيمة، ولكن لحسن الحظ تمكنت القوى الخارقة للبيانات والذكاء الاصطناعي من إتاحة خدمات التشغيل الآلي المتقدمة.
وقالت زليكا ليماستر، المدير الأول لعمليات الذكاء الاصطناعي الاستراتيجية في شركة «إريكسون»، إن الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي برهنا على أهميتهما في توفير مزايا ملموسة لشركات الاتصالات في العديد من المناطق، وأشارت إلى أن هناك 5 مزايا رئيسية يقدمها الذكاء الاصطناعي لشبكات الاتصالات:
1 الكفاءة والفعالية: بتولي المهام الروتينية وتعزيز كفاءة الشبكة ستتمكن الأتمتة المدعمة بالذكاء الاصطناعي من تحسين عمل الشبكات وخفض التكاليف، فبفضل خبرة إريكسون المشهودة لعقود وعقود في مجال نظم الشبكات والبيانات، ورصدنا للاتجاهات المعاصرة والبالية والتعلم منها، فضلاً عن قدرتنا على اكتشاف كل ما هو غير مألوف، تتمتع إريكسون بمعرفة متعمقة، تمكنها من بناء وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الشبكات، وأنماط حركات مرورها، حيث تحقق تلك الخوارزميات الاستفادة المثلى، وتوفر أفضل تخطيط للشبكة بأسرها، وفي العمليات التشغيلية يمكن للذكاء الاصطناعي تحديد السبب الرئيسي للمشاكل بدقة متناهية، ويسهم ذلك في خفض المدة الزمنية لحل المشكلة، وتوقع تجنب حدوثها، بالإضافة إلى تقليل تكلفة أوقات التوقف، بل ويمكن للذكاء الاصطناعي أيضاً أن يعالج المشكلة ذاتياً، ويقلص بالتالي يستغني كلياً عن تدخل العنصر البشري.
2 تعزيز الأداء: كلما زاد تعقيد الشبكات تعذر تلبية توقعات العملاء في الحفاظ على أداء عالٍ لها، ولكن بتعظيم الاستفادة من الذكاء الاصطناعي سيتمكن مقدمو خدمات الاتصالات من التحكم في هذا التعقيد المتزايد، وتحسين تجربة العملاء، والحفاظ على أداء أفضل للشبكات، وبتحليل أنماط حركات مرور الشبكات وحسن تخصيص الموارد سيعزز الذكاء الاصطناعي من الإنتاجية والموثوقية، فبتخصيص الشبكات ذات الطابع النشط والموارد الحاسوبية لخدمة المواقع، التي يرتفع بها الطلب على الخدمات، وبتعزيز توجيه البيانات للحد من الازدحام يمكن تحقيق الاستفادة الكاملة من النطاق الترددي وتحسين وقت الاستجابة.
3 الطاقة والاستدامة: مع الارتفاع المتزايد في تكلفة الطاقة والمساعي العالمية للوصول لانبعاثات صفرية، فضلاً عن تنامي الطلب على زيادة سعة الشبكات، أصبح تقييم استهلاك الطاقة أمراً حتمياً للعمليات المستدامة، وبينما نتطلع اليوم لمستقبل الجيل السادس بأجهزة صفرية الطاقة سيعزز الذكاء الاصطناعي من استغلال الشبكات دون المساس بجودة الأداء أو الخصائص الموفرة للطاقة. سيتمكن الذكاء الاصطناعي أيضاً من العمل ذاتياً- في الوقت الفعلي أو المستهدف– على حركة مرور الشبكات، داعماً مقدمي خدمات الاتصالات في خفض استهلاكهم للطاقة، ومن ثم تقليل انبعاثاتهم الكربونية، وتقليص التكاليف التشغيلية إعمالاً لأهداف التنمية المستدامة.
4 المصداقية والأمان: دائماً ما نتعامل مع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بحذر، حيث إن نجاحها يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالقيم والأخلاقيات، لذا تؤسس النظم على معايير الشفافية وتبسيط الشرح للمستخدم، وضمان وجود قدر كافٍ من المعلومات الإيضاحية لتيسير حل المشكلات وتحسين الأداء، فضلاً عن التأكد من إن البيانات الواردة للنظم آمنة تماماً، ولا يوجد بها أي تحيز نحو الذكاء الاصطناعي ومحمية كلياً من أي هجمات.
وفي عالم الذكاء الاصطناعي يعد الأمن والالتزام من النقاط، التي دائماً ما يشوبها القلق، ولكن بفضل الخوارزميات الموثوقة يمكننا تقليص المشكلات المتعلقة بهما، فبرصد ومنع المخاطر، كالهجمات الإلكترونية والاحتيال، يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة مقدمي خدمات الاتصالات في حماية شبكاتهم وبيانات عملائهم، والبرهنة على التزامهم الجاد نحو الممارسات التجارية المسؤولة، وتستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي أيضاً في رصد وتجنب حدوث الاحتيالات في مجالات إدارة المشتركين والفواتير، والتي تساند بدورها مقدمي خدمات الاتصالات في خفض معدلات خسارتهم وتحسين أدائهم المالي.
5 فتح فرص أعمال تجارية جديدة: بتطويع تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات والأنماط السلوكية تتاح فرص سانحة لمقدمي خدمات الاتصالات لاكتساب معرفة أكبر وأعمق بقاعدة العملاء واحتياجاتهم، وبذلك يرسخون فرص أعمالهم الجديدة، ويقدمون خدمات معدة خصيصاً وكذلك التصرف بفعالية لتلبية حاجة العملاء، فحينما تطوع تلك الخدمات بكفاءة ينجح مقدمو خدمات الاتصالات في زيادة إيراداتهم وتعزيز التنافسية بالسوق.
المصدر: تك عربي