منوعات

ماذا تعرف عن هايز برنارد؟

هاشتاق عربي

كان هايز برنارد جالسا في مباراة كرة قدم مع زميل رئيس تنفيذي، عندما قرر أن يختبر نظرية حول ما قد يفسر النجاح الذي حققه جاره.
قال مؤسس شركة جود ليب الأمريكية للتكنولوجيا المالية مخمنا “يجب أن أعرف، هل هي مشكلات أبوية، أم تجربة أوشكت بك على الموت، أم صعوبات في التعلم؟”.
أخذ الرئيس التنفيذي لحظة كي يتعافى من صدمته من السؤال، لكنه أجاب في النهاية بأنه، في الحقيقة، يمكن أن يعزو دافعه الريادي إلى مواجهته كارثة وعلاقته المضطربة مع والده. وبعد 15 دقيقة أخرى من التأمل، يتذكر برنارد، ينظر ويقول “إنها المعادلة، أليست كذلك؟”.
قبل فترة طويلة من تأسيسه شركة جود ليب، وهي شركة تكنولوجيا مالية تركز على الطاقة النظيفة تمول نحو ثلث جميع منشآت الطاقة الشمسية السكنية في الولايات المتحدة، كان برنارد طفلا يعاني عسر القراءة، تربى على يد أم عزباء تكافح لدفع الإيجار. تعرض للسخرية في المدرسة بسبب ضعفه في التهجئة، وكان يعيش في مدينة كريف كور في ولاية ميزوري، على بعد مليون ميل مجازا من المراكز في وادي السيليكون وول ستريت التي ستجعله يوما ما مليارديرا.
يقول “كان عندي عقدة نقص بسبب صعوبات التعلم. كان عندي عقدة نقص لأن والدي تركني عندما كنت في الثانية أو الثالثة من عمري. إنها توجد دافعا وطموحا لإثبات نفسك”.
مر برنارد أيضا بتجربة أوشك فيها على الموت مجازا حين كان يبني شركة قيمت بـ12 مليار دولار في أحدث جولة لجمع الأموال. فبعد بضعة أعوام من بيع البرامج لشركة أوراكل في كاليفورنيا ودراسة لاري إليسون مؤسسها، أنشأ شركة تسمى باراماونت إكويتي مورجيج مع اثنين من أصدقائه في 2003.
بعد خمسة أعوام، عجل انهيار سوق الرهن العقاري في الولايات المتحدة بحدوث أزمة مالية وانتكاسة في ثروات برنارد تضمنت تسوية مالية من ست خانات مع ولاية واشنطن بشأن أخطائه، بما فيها ذكر بعض الإعلانات الإذاعية بطريقة لا مبالية قدمها بنفسه.
ويقول “لقد رمي بي على الأرض في عام 2008″، متذكرا موظفيه المخلصين الذين اضطر إلى تسريحهم. لكنه رأى فرصة فيما تبقى من شركته الأولى، تطبيق ما تعلمه من بيع البرمجيات ومن الرهون العقارية على صناعة الطاقة الشمسية المنزلية الناشئة.
من بين عملاء شركة باراماونت سولار التابعة لبرنارد كانت “سولار سيتي”، شركة التصنيع والتركيب التي يديرها إيلون ماسك وابن عمه. اشترت “سولار سيتي” “باراماونت سولار” في 2013 مقابل نحو 120 مليون دولار، وهو ما جعل برنارد مدير الإيرادات فيها.
غادر برنارد عندما اشترت شركة تسلا التابعة لماسك “سولار سيتي” عام 2016، لكنه بدأ العمل على خطة “طموحة” لترميم شركته القديمة في مجال الرهن العقاري. في اجتماع للشركة في مسرح في ساكرامنتو في أوائل 2018، أخبر موظفيها الـ1500 بأنهم سيبنون “أكبر شركة تكنولوجيا مالية للحلول المستدامة”.
وبدلا من تأجير أنظمة الطاقة الشمسية أو بيعها، سيمولون مشتريات أصحاب المنازل، ويسمحون لهم بتركيب المعدات المكلفة ماليا بدفع أموال قليلة مقدما أو دونها وسداد القروض ذات الأسعار التنافسية على مدى عدة أعوام.
يقول برنارد “إن أول درس تعلمه في الإدارة هو أن “القيادة تقاس بالمتابعة”. لكن عندما عرض هذه الخطة، لم يتبعه عدد مثير للأعصاب من الأشخاص الذين كان يقودهم.
يتذكر قائلا “نحو نصف الشركة ظنوا أن هذا الرجل فقد عقله وغادروا”. يجادل بأن معظم الناس يكرهون التغيير، وإنها “كانت فكرة جريئة جدا”.
حقيقة أن مئات الأشخاص الذين عملوا مع برنارد لأعوام لم يستطيعوا رؤية الفرصة التي رآها هو أثارت سؤالا: كيف يمكن لشخص بالدافع الريادي الذي يملكه أن يجعله معديا؟
يقول بصراحة “الحقيقة هي أنك لا تفعل ذلك”، ويقدر أن 80 في المائة من الناس “ليست لديهم روح الريادة في أجسادهم”. يعترف قائلا “كنت أحاول إثارة حماسهم ودفعهم ليكونوا مثلي، والحقيقة هي، لا، هذا ليس ما يريدون فعله. إنهم يريدون الأمان”.
يعزو برنارد الفضل في اندفاعه إلى عسر القراءة الذي عاناه، الذي أجبره على العمل بجهد أكبر من أقرانه في المدرسة، وأعطاه الطموح لإثبات نفسه لهم، وكان ذلك يعني “يمكنني رؤية الأشياء بطريقة مختلفة قليلا عن الآخرين”.
كانت رؤيته للشركة التي تحولت لتصبح “جود ليب” هي تجميع القروض لتركيب منشآت الطاقة الشمسية، وربط المقرضين الذين يحتاجون إلى قصة تمويل مستدامة، وصناعة مجزأة من مصنعين وفنيي تركيب، وأصحاب المنازل الذين يريدون فواتير طاقة وانبعاثات كربونية أقل.
عملت الشركة على تمويل 23 مليار دولار من معدات الطاقة الشمسية والبطاريات والتجهيزات المستدامة الأخرى، بمعدلات تخلف عن سداد قروضها بأقل من 1 في المائة.
أقنع عرض برنارد مستثمري السوق الخاصة باستثمار 2.25 مليار دولار في “جود ليب” وساعده ذلك على تأسيس مجلس استشاري انتقائي يضم جيف إيميلت، الرئيس التنفيذي السابق لشركة جنرال إلكتريك، والممثل إدوارد نورتون، ونجم اتحاد كرة القدم الأمريكية توني جونزاليس.
يقول إيميلت “تستخدم جود ليب التكنولوجيا لربط وول ستريت بشخص في توكسون يضع الألواح الشمسية على سطحه. من السهل قول ذلك ومن الصعب فعله. لدى برنارد قصة خلف ذلك مقنعة حقا التي تتحول وتصبح حافزا مذهلا”.
يضيف “الأشخاص الجيدون حقا يعرفون كيفية القيادة بقوة والاستماع في الوقت نفسه. هايز هو أحد هؤلاء الرجال الذين يمكنهم السير بسرعة 100 ميل في الساعة بطريقة محفزة للغاية لكن في الوقت نفسه يتقبل الملاحظات ويسأل: ما الذي يمكنني فعله أفضل؟”.
يعترف برنارد بأنه قبل عامين، أجرت الشركة “دراسة جادة” حول طرح أسهمها للاكتتاب العام لمنحهم سيولة، لكنها تراجعت عن ذلك. يقول “إن مسألة الاكتتاب العام لا تزال مطروحة دائما للنقاش”، لكنه لن يحدث في العام الجاري.
بعد الرفض المروع الذي تعرض له في سكرامنتو، شحذ برنارد أفكاره حول كيفية إقناع موظفيه. تتمثل فرضيته في أن أقوى القادة هم الذين يركزون على الأشخاص. ففي عالم يتم فيه نسخ الأفكار الجيدة، يجب على الشركات أن تنفذ الفكرة أفضل من منافسيها، كما يقول، “وإذا كنت ستفوز بمسابقة التنفيذ، يجب أن تفوز بمسابقة المواهب”.
تفعل الشركات ذلك بإشباع حاجة أصحاب أفضل أداء بالإحساس بالمهمة، وفقا لبرنارد. في ملخصه الأخير لتلك المهمة في وثيقة من صفحتين، يحث الزملاء على “العيش من أجل التأثير” و”الإبحار في المحيطات الزرقاء للاستكشاف”.
وضع برنارد جدول أعمال خيرية في نموذج أعمال “جود ليب”. وبعد انتكاساته في 2008، اصطحب فريقه الأول إلى مالي لبناء مدرسة. هناك رأى الحاجة إلى الكهرباء لإنارة الفصول الدراسية والمياه النظيفة للناس الذين يشربون “السم”.
وهكذا في غضون بضعة أعوام من انطلاق شركته في مجال الطاقة الشمسية، أسس مجموعة غير ربحية. تمد منظمة جيف باور أنظمة المياه والطاقة التي تعمل بالطاقة الشمسية في كل مكان، من المدارس إلى دور أيتام الفيلة في دول تمتد من نيكاراجوا إلى النيبال.
تغطي “جود ليب” النفقات العامة لمنظمة جيف باوار، لكن جزءا كبيرا من تمويلها يأتي من الشركات التي تمنحها تبرعاتها برنامجا للمسؤولية الاجتماعية وفرصة لإرسال الموظفين في رحلات لبناء روح الفريق لتركيب أنظمتها.
يصف برنارد هذه الفكرة اللامعة عندما وضع نموذج التمويل هذا، أثناء الاستحمام على متن يخت في كرواتيا، بأنها “إحدى أفضل الأفكار التي خطرت على بالي في حياتي”.
اصطحب ابنه وابنتيه في تلك الرحلات، قائلا “إنه يأمل في تأليف قلوبهم”. هل يشعر بالقلق أنهم، دون أن يمروا بالبداية الأصعب في الحياة التي عاشها، سيفتقرون إلى طموحه؟
يجيب “أعتقد أنهم مدفوعون بالمهمة والهدف، وهذا كل ما يمكنني أن أتمناه. لكنهم ليسوا مدفوعين بالخوف بقدر ما كنت عليه”. حتى إذا كان أطفاله يعانون مشكلات أبوية، فليس ضمن ذلك القلق أن والدهم قد يتركهم غير قادرين على دفع الإيجار.
في هذه الأثناء، لا يزال برنارد، البالغ من العمر 51 عاما، يدعي أنه قلق من أنه قد “يخسر كل شيء غدا”. لكنه يضيف “لقد تعلمت التعامل مع خوفي قليلا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى