أجهزة ذكيةالرئيسية

مهارات لن تعلمنا اياها التكنولوجيا الحديثة

هاشتاق عربي

كان كتاب التكنولوجيا متحمسين للإشادة بنظارات الواقع الافتراضي “الاستثنائية” و”القوية” و”السحرية” التي كشفت عنها “أبل” الأسبوع الماضي.
لكن أقر بعض بشعورهم “بالوحدة بشكل غريب” والحيرة بعد ارتداء النظارات التي تبلغ قيمتها 3499 دولارا، التي يبدو من الواضح أنه يمكنها تغيير تجربة مشاهدة أشرطة الفيديو أو الأفلام.
“إنها ليست شيئا سأستخدمه مع زوجتي”، كما كتب أحد المراجعين بعد تجربة مزايا الجهاز الساحرة الشبيهة بالسينما. “لا تزال تبعث شعورا بأنها للاستخدام الفردي”.
لذا فإن هذا الجهاز الغريب يذهلني، لأنه آخر شيء من الممكن أن نحتاج إليه في عالم تقود فيه التكنولوجيا مستويات خطيرة بالفعل من التشتت والانفصال عن العالم.
لكن إذا كان التاريخ هو دليلنا، فسنترك موجة التكنولوجيا الجديدة هذه، أو شيء آخر مثلها، تلتف حولنا، فقط لأنه بإمكانها ذلك. كل هذا تذكير بأنه من غرفة الاجتماعات حتى غرف الدراسة، لا يمكنك تعلم مهارات التواصل بشكل جيد بما فيه الكفاية.
انتبهت لهذا قبل عدة أيام عندما سألتني صديقتي فجأة عما إذا كنت أرى نفسي من المشعين أم من المستنزفين للطاقة؟
كانت تتحدث عن الفكرة الدائمة بأن هناك نوعين من الأشخاص في العالم: المشعون الذين يفيضون بالدفء وينشرون الطاقة لمن حولهم، والمستنزفون الأنانيون والسلبيون الذين يفعلون العكس.
المفهوم جذاب لأنه يبدو سهل التمييز. يمكننا التفكير مباشرة في أي من الرؤساء والزملاء والأصدقاء يندرجون تحت تصنيف المشعين بالطاقة أو مستنزفيها.
على الأقل، نظن أننا نستطيع. في الحقيقة، كلا النوعين يمكن أن يكون موجودا في الشخص نفسه. كما يشهد نصفي الآخر، يمكن أن أكون مستنزفة حقيقية للطاقة عندما أعود إلى المنزل بعد يوم طويل من إشعاع الطاقة في العمل.
ما يهم هو وجود الوعي الذاتي لفهم آثار تصرفاتك، وكيفية تخفيفها.
دفع مسؤولون تنفيذيون في الشركات مبالغ كبيرة لوقت طويل لتعلم مثل هذه المهارات من مدربي قيادة الشركات مثل إلكا إدواردز.
أمضت إدواردز عقودا في تدريب عملاء مؤشر فاينانشيال تايمز 100، كما أخبرتني الأسبوع ما قبل الماضي، “أي نوع من تطوير القيادة النافع يجب أن يعلم الناس مفهوم الاختيار الواعي”.
من غير المرجح أن يعزز قضاء ساعات ونظارات “أبل” مثبتة على رأسك اكتساب هذه المعرفة. كذلك الساعات التي نقضيها بالفعل في المراسلة، والتدوين عبر مواقع التواصل، وتصفح الشاشات الصغيرة الملتصقة بنا.
يثير ذلك سؤالا عن أطفال المدارس الذين هم من بين أكثر مستخدمي التكنولوجيا تشتتا. رغم أنه من المهم للقادة في قمة مسارهم المهني أن يتواصلوا جيدا، أليس من المفترض أن تدرس هذه المهارة في المدارس أيضا؟
في الحقيقة، إنها تدرس، إلى حد ما. تقيم شركة إدواردز، “آيفي هاوس”، دورات في القيادة في كلية إيتون وكليات خاصة أخرى كبيرة. لكن لديها كذلك برنامج رعاية الشركات الذي يقدم تدريبا في مجموعة من الكليات الحكومية.
تقول “إدواردز”، “إن النتائج من الممكن أن تغير حياة الطلاب المحتاجين”.
تحكي قصة طالبة كان لديها وظيفة يوم السبت في متجر كانت تطبق ما تعلمته عن استخدام “طاقة الشخص المشع” عند الحديث عن نفسها مع أحد العملاء، الذي اتضح أنه يدير منظمة محلية كبيرة. كان العميل مبهورا لدرجة أنه عرض على الطالبة فرصة وظيفية ستعطيها الخبرة، والحصول عليها صعب لولا ذلك.
من الواضح أنه سيكون من الأفضل إن كان بإمكان أي مدرسة تقديم هذه المساعدة، ومئات المدارس تفعل ذلك في المملكة المتحدة الآن، حيث يعود الفضل بشكل كبير إلى المنظمات الخيرية التي تعزز “الخطابة”، أو القدرة على استخدام اللغة المنطوقة بفاعلية.
لكن توجد حاجة إلى مزيد، وفقا للمناصرين مثل نيل ميرسير، أستاذ فخري في التعليم في جامعة كامبريدج.
يقول، وهو محق، “إن الخطابة يجب أن تعلم بشكل واسع مثل مهارات الرياضيات التي كان ريشي سوناك رئيس الوزراء يدافع عنها. أتمنى لو أنني تعلمت الخطابة في المدرسة كما كانوا يعلموني الرياضيات. لم يعلموني أبدا كيف ألقي خطابا على الملأ، مع ذلك فإنني أفعل ذلك طوال الوقت”.
يقول ميرسير “إن معلمي الخطابة لا يتحدثون عن المشعين والمستنزفين. لكنهم يؤمنون بأن مستويات الثقة بالنفس التي تحدث تغييرا تأتي من تعلم كيفية الحديث والاستماع والتحدث مع الآخرين جيدا”.
كثير من مهارات الخطابة ستبدو مألوفة لأي مسؤول تنفيذي قد دخل دورات القيادة. خاطب الجهور الكبير بإقناع. ترأس الاجتماعات بشكل فعال. ابدأ محادثات قصيرة مع الغرباء. وأمر إضافي آخر: استمع جيدا للآخرين واجعلهم يشعرون بأن صوتهم مسموع.
يفضل أن تفعل ذلك بدون نظارات الواقع الافتراضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى