تكنولوجيا

هل يقترب الحاسوب من محاكاة الدماغ البشري؟

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي
رغم تطور سرعة وقوة أجهزة الحواسيب حاليا فإنها ما تزال بعيدة كل البعد عن مجاراة الدماغ البشري، حيث تتم برمجة أجهزة الحواسيب لأداء مهام فريدة ومحددة مثل التحدث أو لعب الشطرنج.
ولكن عند قياس إمكانيات جهاز الحاسوب مع قدرات العقل البشري بشكل كامل، فإن الاختلاف يظهر بشكل واضح يؤكد أن العلاقة بين الاثنين غير وثيقة ولا متشابهة.
وحاول العلماء، على مدى السنوات القليلة الماضية وبمختلف الطرق المتنوعة، تطوير الحاسوب الخارق الذي بإمكانه تقليد درجة تعقيد ومعالجة قوة الدماغ البشري الحقيقي.
وتعمل الحواسيب الفائقة بشكل عام وفق نظم معالجة متوازية، وتتطور باستمرار تماشيا مع قانون مور الذي ينص على أن عدد الترانزستورات ضمن الرقاقة يتضاعف كل 18 شهرأ، مما يعني إمكانية تأدية رقاقة واحدة وظيفة مجموعة معالجات متوازية مستقبلا.
ويعمل الدماغ البشري بشكل متواز أيضا، ولكن ضمن نطاق مختلف عن الحواسيب الفائقة. ووفقا لعلماء الأحياء فإن الدماغ البشري يمتلك ما يقارب من تسعين مليار خلية عصبية مرتبطة معا بكل معنى الكلمة، مما يعني وجود أكثر من 220 تريليون نقطة اتصال تسمى نقاط التشابك العصبي أو المشابك العصبية.
ولا توجد حواسيب فائقة قادرة على تشغيل برامج محاكاة للدماغ البشري حتى الآن، ويوفر نظام الاتصال المتكامل والمتقن داخل الدماغ مئات التريليونات من المسارات المختلفة للإشارات الدماغية بحيث يمكنها التنقل من خلالها.
ويعمل العلماء على محاولة تقليد قدرة الدماغ البشري رقميا، واحتاجوا قبل سنوات قليلة إلى أكثر من 82 ألف معالج تعمل على أحد أسرع الحواسيب العملاقة بالعالم من أجل تقليد ثانية واحدة فقط من نشاط دماغ الإنسان.
ويقدر الباحثون أن محاكاة الدماغ البشري تحتاج على الأقل إلى جهاز مع قدرة حسابية تبلغ 36.8 بيتافلوب، وتعتبر البيتافلوب مكافئة لألف تريليون عملية فاصلة عائمة بالثانية الواحدة، مع ذاكرة وصول عشوائي تبلغ 3.2 بيتابايتات أو 3200 تيرابايت.
ولا يتوقع الوصول إلى هذه القدرات وفق مقاييس التكنولوجيا العملاقة اليوم قبل ثلاث سنوات على الأقل.
يُذكر أن علماء أعصاب من معهد سالك للعلوم البيولوجية في كاليفورنيا توصلوا بدراسة نشرت في يناير/كانون الثاني الماضي إلى أن سعة التخزين بالدماغ البشري تعادل البيتابايت (الرقم 1 متبوعا بـ15 صفرا) من البيانات، أو ما يعادل سعة الشبكة العنكبوتية العالمية بأسرها.
المصدر:الجزيرة نت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى