شهدت الأوضاع التشغيلية في الموانئ العالمية تحسناً كبيراً في أعقاب المستويات غير المسبوقة من الاضطرابات الناجمة عن جائحة كورونا، وذلك وفقاً للإصدار الثالث من المؤشر العالمي لأداء موانئ الحاويات. وعلى الصعيد العالمي، لا تزال الموانئ تقوم بتخليص البضائع المتراكمة، لكن لا يزال هناك مجال إضافي لتحقيق مكاسب في الكفاءة. فالبيانات التي ساقها المؤشر تؤكد أن التطور في التحول الرقمي لعمليات الموانئ وتحديث بنيتها التحتية من شأنه أن يرفع مستوى الإنتاجية وخدمة الزبائن وخفض الانبعاثات الضارة.
يعتبر الإصدار الثالث من المؤشر العالمي لأداء موانئ الحاويات، الذي أعده البنك الدولي ومعلومات الأسواق الصادرة عن وكالة ستاندرد أند بورز العالمية، مؤشراً يستند إلى البيانات القابلة للمقارنة، كما يصنف 348 ميناءً من موانئ الحاويات على مستوى العالم وفقاً لمستوى كفاءتها، والذي يُقاس بالوقت الذي تقضيه السفينة منذ وصولها إلى الميناء حتى مغادرتها من الرصيف بعد إتمام شحن أو تفريغ البضائع. ويهدف تصنيف الموانئ إلى تحديد الفجوات والفرص المتاحة للتحسين لصالح أصحاب المصلحة الرئيسيين في التجارة العالمية، بما في ذلك الحكومات، وخطوط الشحن البحري، ومشغلي الموانئ ومحطات الشحن، وشركات الشحن، وشركات الخدمات اللوجستية، والمستهلكين.
ويُعد ميناء يانغشان الصيني من أبرز ما أورده التقرير حيث احتل صدارة تصنيف الموانئ على الرغم مما شهده من فترة اضطرابات شديدة تسببت فيها الأعاصير إلى جانب العوامل الأخرى التي حدثت عام 2022.
وإذا نظرنا إلى موانئ أخرى غير يانغشان، فإن أداء موانئ الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كان جيداً مرة أخرى هذا العام، حيث حلت ثلاثة موانئ من المنطقة في المراكز الخمسة الأولى كما يلي: جاء ميناء صلالة في عُمان في المركز الثاني، وجاء ميناء خليفة في أبو ظبي في المركز الثالث، بينما احتل ميناء طنجة على البحر المتوسط المركز الرابع.
وأظهرت الموانئ في أمريكا اللاتينية تحسناً في أدائها خلال عام 2022، حيث جاء ميناء قرطاجنة الكولومبي في المركز الخامس بشكل عام، بينما جاء ميناء بوسورجا الإكوادوري في المركز التاسع عشر.
وفي جنوب شرق آسيا، ارتقى ميناء تانجونغ بيليباس في ماليزيا إلى المركز السادس هذا العام، وجاء ميناء كاي ميب في فييتنام في المركز الثاني عشر، بينما احتل ميناء سنغافورة المركز الثامن عشر.
وفي المركز السادس عشر، جاء ميناء الجزيرة الخضراء في أسبانيا ليحقق أعلى مرتبة بين موانئ أوروبا.
وجاء ميناء ويلمنغتون بكارولينا الشمالية في المركز الرابع والأربعين، وميناء فيرجينيا في المركز الثاني والخمسين، ليحتلا بذلك أعلى مراتب التصنيف في أمريكا الشمالية.
وكان ميناء بربرة، الذي جاء في المركز المائة وأربعة وأربعين، أعلى الموانئ تصنيفاً في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء. ولا يزال العديد من موانئ هذه المنطقة يعاني من طول الوقت الذي تقضيه السفن في الرسو، الأمر الذي يشكل خطراً مستمراً لتسببه في فترات التعطل في سلاسل الإمداد.
وفي هذا الصدد، قال مارتن همفريز، كبير الخبراء الاقتصاديين في قطاع النقل بالبنك الدولي: “يُعد تحسين كفاءة الموانئ أمراً ضرورياً لإطلاق العنان للنمو والتنمية في أفريقيا، حيث تُعتبر الموانئ الأفريقية بواباتٍ حيوية للتبادل التجاري والتجارة، كما تسهم كفاءة تشغيلها في تحقيق الأمن الغذائي. ثم إن تشغيلها بكفاءة يعتبر أحد المحددات الرئيسية فيما إذا كانت أفريقيا تحقق إمكاناتها الاقتصادية.”
المصدر: البنك الدولي