منوعات

“الجيل زد” أكثر كفاءة من سابقيه

هاشتاق عربي

كنت لتوي قد تخرجت في الجامعة، وفي نهاية الأسبوع الأول لي في العمل أخذني زميل أكبر مني سنا جانبا. قال هذا المخضرم المهموم، الذي ربما كان عمره 32 عاما في ذلك الوقت: “يبدو أنك شخص لطيف، لكنك تعطي انطباعا بأنك تدرس الصحافة، ولا تمارسها”.

كانت عنده وجهة نظر في ذلك، أخذتها على محمل الجد. لكن تبادل الحديث هذا عاد إلي مجددا عندما قرأت أحدث عناوين الأخبار حول مدى قلق أرباب العمل اليوم بشأن موظفيهم الجدد.

شعرت كل من شركة ديلويت وبي دبليو سي بالحاجة إلى منح أصغر موظفيهما سنا في المملكة المتحدة تدريبا إضافيا بعد أن خلصتا إلى أن الأعوام التي قضوها خلال فترات الإغلاق والقيود بسبب كوفيد جعلتهم أقل مهارة في التواصل والحديث أثناء الاجتماعات، حسبما أوردت “فاينانشيال تايمز” هذا الشهر.

بالنسبة إلى من هم من أبناء الجيل زد، الذين انضموا إلى القوى العاملة بعد كوفيد-19، الجائحة حولت وظائفهم الأولى إلى مكالمة فيديو استمرت لعامين. تم التعبير عن هذا القلق أيضا في تقرير جديد أعدته شركتا أوليفر وايمان وذا نيوز موفمنت، يرسم صورة لمجموعة منفصلة ومهتمة بنشاطاتها الجانبية أكثر من اهتمامها بوظائفها اليومية.

إننا نشهد إحدى حالات الذعر الدورية في عالم العمل حيث يرفض الوافدون الجدد الامتثال للطريقة التي يتم بها إنجاز الأمور. هذه المرة، ما يزيد من القلق هو حدس مفاده أن سنوات الجائحة عطلت التجارب الجامعية الاعتيادية لدرجة أن فئة مصغرة من الجيل الذي عانى كوفيد يدخل أماكن العمل دون المهارات الاجتماعية المعتادة.

لكن هذه المخاوف لا تدعمها الاستطلاعات باستمرار: وجدت دراسة حديثة لمجلس المؤتمر أن الرضا الوظيفي للعاملين الأمريكيين كان أعلى من أي وقت مضى، في حين وجد بحث أوليفر وايمان أن العاملين من الجيل زد كانوا أكثر نجاحا في العمل ممن يكبرونهم سنا.

مع ذلك، هذا يثير قلق عديد من أصحاب العمل بشأن إعادة الناس إلى المكاتب، التي بدأ فيها المديرون من الجيل إكس وجيل الألفية حياتهم المهنية. “التطور الوظيفي يحدث في لحظات التعلم بين أعضاء الفريق”، هذا ما قالته شركة بلاك روك لموظفيها الأسبوع الماضي لتوضيح سبب وجوب وجودهم في مكاتبها على الأقل أربعة أيام في الأسبوع.

للمديرين الحق في مناقشة عدد المرات التي يجب أن يحضر فيها موظفوهم الأصغر سنا إلى مكاتبهم، بحيث يتحقق شيء من التوازن بين المرونة و”لحظات التعلم”. لكن يجب عليهم أيضا أن يفكروا فيما يفعلونه لموظفي الجيل زد بمجرد دخولهم إلى المكتب – وكم مرة يأخذونهم إلى خارجه.

ميليسا سويفت، الشريكة في شركة ميرسر للاستشارات، ترى أن الجيل زد “وقع بين مطرقة كوفيد وسندان تشات جي بي تي”. لقد تركتهم الجائحة “في البراري” عندما كانوا طلابا، والآن الذكاء الاصطناعي يغير كثيرا من العمل الذي تعلمه المهنيون في بداية حياتهم المهنية.

مع ذلك، ترى سويفت أن الاحتياجات غير العادية لهذه المجموعة تصطدم بحقيقة أن مديريهم مرهقون للغاية ولا يملكون سوى قليل من الوقت الذي يمكن أن يقضونه في تدريب الجيل القادم، أو حتى أن ينتبهوا لما هي عليه التجربة في مكان العمل. بعبارة أخرى، لا يمكنك أن تعلق كل ما يحدث على الجيل زد.

لقد أنفقت الشركات مليارات الدولارات من أجل تحسين تجربة العملاء، كما تشير تيفاني بوفا، المروجة للنمو العالمي في شركة سيلزفورس، لكنها لم تبذل أي جهد مماثل لتحسين تجربة الموظف. بدلا من ذلك، ضغطها من أجل الإنتاجية ترك الموظفين الشباب مثقلين بالأعباء، بينما لا يزال الرؤساء، ممن لديهم قليل من التدريب على مهارات مثل التوجيه، يحصلون على ترقيات إلى مناصب إدارية.

إذن، ما الذي يجب أن يفعله الجيل إكس والمديرون من جيل الألفية لتحسين حياة العمل للجيل زد؟

يقول واين بيرسون، الرئيس التنفيذي لشركة بي دي أوه يو إس أيه للمحاسبة، إن شركته، كما هي حال شركتي بي دبليو سي وديلويت، أعادت التفكير في نهجها في التدريب. لكنها أيضا عينت مرشدين لجميع الموظفين الذين تعينهم، وتحدثت إلى قادتها حول كيفية إيجاد مزيد من الألفة بينهم.

يضيف بيرسون أن ذلك يمكن أن يعني أي شيء، بدءا من جعل أطقم الفرق تعمل في غرف للتعاون إلى تنظيم ساعة مخصصة للمرح أو العشاء. سويفت أيضا من أنصار الساعات المخصصة للمرح، ومن أنصارها كذلك أندية المطاعم والبطولات الرياضية.

لقد تم تخفيض الميزانيات المخصصة للترفيه عن الموظفين أثناء الجائحة، لكن هناك مبررا لدعم المناسبات غير الرسمية حيث يمكن للزملاء التعلم من بعضهم بعضا في بيئة أقل إلزامية من الدورات التدريبية. كثير مما تعلمته عن مهنتي، والأماكن التي عملت فيها، لم أتعلمه وأنا جالس على مكتبي ولكن خلال الأمسيات، وتناول وجبات الغداء والقهوة مع زملائي.

ينبغي لأصحاب العمل أيضا منح المديرين والوافدين الجدد وقتا للقيام بذلك، مدركين أن الوقت الذي يتم قضاؤه في تبادل القصص والنصائح لا يتم سرقته من يوم العمل، بل هو جزء مهم منه.

لا يشعر الجميع بالراحة في الحانة كما كنت أشعر في العشرينيات من عمري، لذلك إذا كانت ساعة المرح تبدو وكأنها وصفة للتعاسة، فعليك على الأقل أن تأخذ موظفيك الجدد لتناول الغداء. وأثناء قيامك بتوزيع الأفكار المستقاة من مسيرتك المهنية الطويلة، خصص إحدى اللحظات لتسألهم عن الأفكار التي يحملونها لك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى