مقالات

الكتب الأكثر مبيعاً.. هل تستحق القراءة فعلاً؟

شارك هذا الموضوع:

ريدة مجدي محيلان- الجامعة الأردنية

في عالمٍ كثُرت فيه الخياراتُ وتنوعّت على جميعِ الأصعدة، لم تنجُ الكتب من هذا التطوّرِ الهائل، فمكتباتُ العالمِ اليوم تعجُّ بملايينِ الكتب في شتّى المجالات حتّى أصبحتْ عمليّةُ اختيارِالقارئ لكتابٍ واحدٍ يجدُ فيهِ ضالّته ضرباً من ضروبِ الخيال، لذا يلجأ العديدُ من القرّاء إلى الاستعانةِ بتوصياتِ الآخرين أو التوجّه غالباً إلى ما يسمّى بقائمةِ الكتبِ الأكثرِ مبيعاً أو” البيست سيلر”.

قد تبدو هذه الكتب للوهلةِ الأولى طوقَ النّجاةِ الّذي سينتشلُ أولئكَ الغارقين في بحرٍ عميقٍ من المعرفةِ الّلامحدودة ليرسلهم إلى برّ الأمان حيث يجدون ضالّتهم في كتابٍ واحدٍ استعانَ بهِ كُثُرٌ دونَ غيره، الأمر الذي لا يضعُ مجالاً للشكّ بأنّه الأفضل، إذ لا يُجمِعُ القومُ على ضلالة.

إلا أنَّ هناك أسئلة عديدة تطرحُ نفسها في هذا السّياق؛ لعلَّ أبرزها هو كيفَ وصلتْ هذه الكتب إلى قائمةِ الأكثرِ مبيعاً؟ وهل وصولها إلى هذه المرتبة الرّفيعة يعني بالضّرورة أنّها الأفضل من النّاحية الأدبيّة؟ وهل يعيبنا أن نجدَ العديدَ من هذه الكتب كتباً عاديّة أم أنَّ علينا الشكّ في ذائقتنا الأدبية؟

ما هو السرّ وراءَ تصدُّر بعض الكتب قائمةَ الأكثرِ مبيعاً؟

هناك العديدُ من السّماتِ البارزة  الّتي تميّزُ هذه الكتب عن غيرها و لعلَّ أهمها:

  • عموميّةُ الجمهورِ المستهدف

من أهمّ مميّزات هذه الكتب أنّها غالباً ما تكون كتباً عامّةً  تخاطبُ جميعَ الأفراد على اختلاف ميولهم وخلفيّاتهم الثّقافية ممّا يزيد من شعبيّتها.

  • مضمونُها الجاذب للقارئ

حيث تتعمّد أن تحوي  بين طيّاتها مواضيعَ مثيرةً للجدل أو أحداثاً تحاكي ما يحدث في الواقع خلال فترة نشرها.

  • شهرةُ مؤلّفيها

من الوارد جدّاً أن يتصدّر أحد الكتب قائمة الأكثر مبيعاً حتّى قبل نشره، و يعزى ذلك إلى شهرةِ مؤلّفِ الكتاب أو إصدارهِ لمؤلّفاتٍ سابقة لاقت رواجاً في حينها.

  • براعةُ دورُ النّشرِ بالتّرويجِ للكتب

يتمّ ذلك باستعمالِ عباراتٍ رنّانة مثل “الكتاب الأكثر مبيعاً ” أو”الأكثر انتشاراً” أو”تمّت ترجمته لأكثر من لغة”، وتنجح هذه الدّعايات في الكثير من الأحيان في زيادة مبيعات تلك الكتب، ممّا يؤدي إلى نجاحها تجاريّاً بغضّ النّظر عن قيمتها الأدبية أو العلمية.

تقييمُ الكتب الأكثر مبيعاً

من الجديرِ بالذّكر هنا أنَّ العديد من هذه الكتب قد نجح على الصّعيدين الأدبيّ والتجاريّ، وأنّه لا يجدر بنا التّعميم أو الحكم عليها بأنّها جيّدة أو سيّئة، إلا أنّني أرى أنَّ التّقييم الحقيقيّ للكتب ينبغي أن يستند إلى جودةِ ما تحتويه من معلومات وبلاغة أدبيّة وليس أعداد النّسخِ المباعة.

طرق لضمان وصول الكتب الأفضل إلى القمّة

لضمان أن ما يتمّ بيعه وانتشاره بشكل واسع هو الأفضل، لا بدّ من التّركيز على عاملين مهمّين وهما:

  • إيجاد ناقدين متخصّصين بمجالات الكتب المنشورة بحيث يتمّ تقييمها باحترافية.
  • تحسين المستوى الثّقافي للعامّة بتنظيم دورات تدريبيّة متخصّصة وإقامة الفعاليّات والأنشطة الثّقافية الّتي من شأنها أن تساهمَ في رفعِ نسبةِ القرّاء المثقّفين والقادرين على تمييزِ الغثّ من السّمين.

ختاماً، أودُّ أن أوكّد على أنَّ الكتابَ الجيّد هو ذلك الذي تجدُ فيه مبتغاك، وهو ذاته الّذي تشعرُ معه بأنّك في حوارٍ مثمرٍ مع  كاتبه و إن كنتَ الشّخص الوحيد الّذي يشعرُ بذلك.

المراجع:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى