في إفادة أمام الكونغرس، قال رئيس شركة الذكاء الاصطناعي التي تُصنع شات جي بي تي، سام ألتمان، الثلاثاء، إن التدخل الحكومي “سيكون مهما وحاسما للتخفيف من مخاطر أنظمة الذكاء الاصطناعي المتزايدة بقوة”، وفقا لوكالة “أسوشيتد برس”.
وأدلى ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة “أوبن إيه أي” OpenAI، بشهادته في جلسة استماع لمجلس الشيوخ، الثلاثاء، قائلا: “مع تقدم هذه التكنولوجيا، ندرك أن الناس قلقون بشأن الكيفية التي يمكن أن تغير بها الطريقة التي نعيش بها. ونحن أيضًا نشعر بالأمر نفسه”.
واقترح ألتمان تشكيل وكالة أميركية أو عالمية تُرخص أنظمة الذكاء الاصطناعي وتتمتع بسلطة “سحب هذا الترخيص وضمان الامتثال لمعايير السلامة”.
وحازت شركته الناشئة، التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً لها، على اهتمام الجمهور بعد أن أطلقت “شات جي بي تي”، في أواخر العام الماضي، وهي عبارة عن أداة روبوت محادثة مجانية تجيب على الأسئلة بإجابات مقنعة شبيهة بالإنسان.
وفي البداية، أثار “شات جي بي تي”، الذعر بين المعلمين حول إمكانية استخدامه للغش في مهام الواجبات المنزلية، لكن الأمر امتد ليشمل مخاوف أوسع بشأن قدرة أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي على تضليل الناس ونشر الأكاذيب وانتهاك حماية حقوق الطبع والنشر وإلغاء بعض الوظائف.
وذكرت “أسوشيتد برس” أنه رغم عدم وجود أي إشارة فورية على أن الكونغرس سوف يضع قواعد جديدة شاملة للذكاء الاصطناعي، كما يفعل المشرعون الأوروبيون، فإن المخاوف المجتمعية دفعت ألتمان وغيره من الرؤساء التنفيذيين التقنيين إلى التوجه للبيت الأبيض، في وقت سابق من مايو الجاري، ودفعت الوكالات الأميركية إلى التعهد بقمع أدوات الذكاء الاصطناعي الضارة التي تنتهك الحقوق المدنية الحالية وقوانين حماية المستهلك.
وافتتح السناتور ريتشارد بلومنتال، الديمقراطي من ولاية كناتيكيت الذي يرأس اللجنة الفرعية للجنة القضائية في مجلس الشيوخ بشأن الخصوصية والتكنولوجيا والقانون، الجلسة بخطاب مسجل بدا مثل صوته، لكنه في الواقع كان استنساخًا صوتيًا تم تدريبه على خطب بلومنتال، ثم ألقى خطابا كتبه “شات جي بي تو” بعد أن طلب من “شات بوت” chatbot كتابة ملاحظاته الافتتاحية.
وقال بلومنتال، إن النتيجة كانت رائعة، لكنه أضاف: “ماذا لو طلبت منه خطابا يُبرز تأييدي لاستسلام أوكرانيا أو قيادة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين؟”
وأضاف بلومنتال أنه يجب أن يُطلب من شركات الذكاء الاصطناعي اختبار أنظمتها والكشف عن المخاطر المعروفة قبل إطلاقها، وأعرب عن قلقه الخاص بشأن الكيفية التي يمكن أن تؤدي بها أنظمة الذكاء الاصطناعي المستقبلية إلى زعزعة استقرار سوق العمل.
وقال السناتور الجمهوري، جوش هاولي، من ميسوري: “سيتطور الذكاء الاصطناعي بطرق لا يمكننا حتى تخيلها، وسيكون له تداعيات كبيرة على انتخابات الأميركيين ووظائفهم وأمنهم”.
وأضاف: “تمثل جلسة الاستماع هذه خطوة أولى حاسمة نحو فهم ما يجب أن يفعله الكونغرس”.
وبعد سؤاله عن أسوأ مخاوفه بشأن الذكاء الاصطناعي، تجنب ألتمان التفاصيل. لكنه اقترح لاحقًا أن تقوم وكالة تنظيمية جديدة بفرض ضمانات من شأنها تنظيم عمل نماذج الذكاء الاصطناعي التي يمكنها “التكرار الذاتي والتسلل الذاتي”، وهو ما اعتبرته “أسوشيتد برس” يُعطي ملمحًا إلى المخاوف المستقبلية بشأن أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة التي يمكن أن تتلاعب بالبشر وتُسيطر عليهم.
وشارك ألتمان في تأسيس شركة “أوبن إيه أي”، في عام 2015، بدعم من الملياردير، إيلون ماسك، ثم تطورت الشركة من مختبر أبحاث غير ربحي إلى شركة. ومن أهم منتجاتها المشهورة الأخرى التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، صانع الصور DALL-E.
كما استثمرت شركة “ميكروسوفت” مليارات الدولارات في شركة “أوبن إيه أي” الناشئة ودمجت تقنيتها في منتجاتها الخاصة، بما في ذلك محرك البحث “بلينغ”.
ويخطط ألتمان أيضًا للشروع في جولة حول العالم، في مايو الجاري، إلى العواصم الوطنية والمدن الكبرى عبر القارات الست للتحدث عن التكنولوجيا مع صانعي السياسات والجمهور. وعشية شهادته في مجلس الشيوخ، تناول العشاء مع عشرات من المشرعين الأميركيين، وقال العديد منهم لشبكة “سي أن بي سي” إنهم أعجبوا بتعليقاته.