في الوقت الذي لا يزال فيه تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل في مراحله الأولى، كشفت أحدث بيانات من «لينكد إن» زيادة في استخدام كلمات مثل «ChatGPT» و«الذكاء الاصطناعي التوليدي» في الملفات الشخصية على موقع الشبكة الاجتماعية المملوكة لشركة «مايكروسوفت» العالمية، على مستوى العالم بنسبة 71 % في شهر واحد من 23 فبراير إلى 23 مارس.
وتشير البيانات إلى نمو المهارات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي المضافة إلى ملفات تعريف الأعضاء على مستوى العالم العام الماضي، وذلك بالنسبة للوظائف المرتبطة بالبرمجة وتحليل البيانات وعبر مجموعة واسعة من القطاعات، فيما أكد علي مطر، رئيس شبكة لينكد إن في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والأسواق الناشئة في أفريقيا وأوروبا، أن الأرقام تشير بوضوح إلى ارتفاع الطلب على مهارات الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI) في العالم.
وتشير تقارير إلى أن نمو الذكاء الاصطناعي أدى إلى خلق وظائف ومهارات جديدة في جميع الصناعات تقريباً، حتى تلك التي لا ترتبط عادةً بالتكنولوجيا، مثل البيع بالتجزئة والنقل والعقارات.
وأفاد مطر في تصريحات خاصة لـ«البيان» أن العديد من الوظائف الحالية ضمن فضاء الذكاء الاصطناعي تم تطويرها حديثاً، وأغلبها لم تكن موجودة من قبل. وأضاف: «بالتالي فإن النهج التقليدي للتوظيف (البحث عن مسميات وظيفية تقليدية) لن يخدم أصحاب العمل بالشكل المطلوب. ويتعين على أصحاب العمل عوضاً عن ذلك التركيز، خلال البحث عن المهنيين، على النظر أكثر فيما إذا كان صاحب الملف يمتلك المهارات المطلوبة، بدلاً من النظر إلى التعليم أو الخبرة للقيام بالمهام المطلوبة».
وحول القطاعات التي يحتمل أن يخلق، أو يلغي فيها الذكاء الاصطناعي وظائف، قال مطر: «يتناول معظم الحديث عن الذكاء الاصطناعي الوظائف والقطاعات التي سوف تتغير بسبب التكنولوجيا المتسارعة، لكنني أعتقد أن الطريقة الأفضل للتفكير في الذكاء الاصطناعي هي تحديد المهارات والمهام التي تستطيع هذه التكنولوجيا القيام بها بشكل جيد، بغض النظر عن الوظائف والقطاعات، ثم يتبع ذلك التفكير في أفضل طريقة لتبنيها لمساعدتنا من أجل أن نكون أكثر إنتاجية، وممارسة العمل الذي نستمتع به والاستفادة من وقتنا بشكل أكبر».