هاشتاق عربي – وصفي الصفدي
أصبح الذكاء الاصطناعي أخيرا حديث الساعة وخاصة مع ظهور برامج متطورة مثل “شات جي بي تي” الذي شغل الساحة في مجال التكنولوجيا المتطورة وأشعل فتيل المنافسة بين الشركات الكبرى منها ما بدأ مناقشة الاستحواذ ومنها من طور برنامجه الخاص لمواكبة حجم المنافسة.
المنافسة في الذكاء الاصطناعي أصبحت تأخذ منحى المنافسة بين عمالقة التكنولوجيا، فيما وجدت الحكومات حول العالم نفسها في مواجهة المجهول، إذ لا قدرة لها على معرفة حدود هذه التكنولوجيا وتأثيراتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والتي وصفها البعض بأنها تمثل خطرا على حقوق الإنسان، فيما يرى فيها البعض الآخر فرصة وانعطافة هامة في خدمة الإنسان.
ما هو الذكاء الاصطناعي؟
الذكاء الاصطناعي ((Artificial Intelligence هو واحد مجالات علوم الحاسوب والذي يهتم بتصميم وتطوير أنظمة وبرامج تستطيع تنفيذ مهام ينجزها الإنسان بطريقة ذكية وفعالة، يستخدم فيها الحواسيب والعديد من الأجهزة الذكية للتعلم وتحليل البيانات واتخاذ القرارات الذكية والتفاعل مع البيئة المحيطة بها باستخدام الخوارزميات المتقدمة والتقنيات الحديثة.
لتحقيق الهدف من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، علينا استخدام تقنيات وأدوات الحوسبة المتطورة، مثل تعلم لغة الآلة (Machine Learning)، ومعالجة اللغة الطبيعية (Natural Language Processing)، التعلم العميق (Deep Learning)، وغيرها من التقنيات التي تسمح لأجهزة الحاسوب بالتعلم من البيانات والمصادر والخبرات المتاحة لها وتطبيق هذا التعلم لحل المشاكل المعقدة، انجاز المهمات وتقديم الحلول الفعالة بسرعة ودقة عالية والعمل المستمر على تطوير هذه القدرات.
من المهم مراقبة استخدام الذكاء الاصطناعي وتنظيمه بشكل صارم
يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات مثل الطب والزراعة والصناعة والتجارة والتعليم والأمن وغيرها، كما انه يعد من أهم التقنيات المستخدمة في العصر الحديث ومن المتوقع أن يحدث تغييراً جذرياً في كيفية تفاعل البشر مع التكنولوجيا وفي العديد من جوانب الحياة اليومية كما سبق واشرت إلى ذلك في مقالاتي السابقة عن انترنت الحواس وانترنت كل شيء والاندماج البشري-الآلي.
لنتعرف أكثر على تقنيات الذكاء الاصطناعي، علينا ان نعلم ما هي التقسيمات الحالية له والذي يقسم إلى ثلاث فئات رئيسية:
- الذكاء الاصطناعي الضعيف: وهو النوع الذي يتم تطويره لحل مهمات محددة ومحدودة، مثل تعرف الحاسوب على الصور وتحديد محتواها. ويتطلب هذا النوع من الذكاء الاصطناعي التعلم من نماذج سابقة والاعتماد على خوارزميات محددة لحل مشكلة معينة أو الرد و/أو تنفيذ شيء محدد.
- الذكاء الاصطناعي القوي: وهو النوع الذي يهدف إلى إنشاء أنظمة قادرة على التعلم والتفكير الإبداعي وحل مشاكل معقدة ومتعددة ومتنوعة واتخاذ القرارات بنفس فاعلية/قدرات البشر.
- الذكاء الاصطناعي العام: والذي يهدف إلى تطوير أنظمة قادرة على فهم العالم والمشاركة في أي نشاط يقوم به البشر، ويعد أكثر تعقيدًا وصعوبة في التطبيق.
أنواع الذكاء الاصطناعي
- تعلم الآلة (Machine Learning): يعتمد على تحليل البيانات والخوارزميات الإحصائية لأنماط غير مرئية لعمل نماذج تتنبأ بالمستقبل.
- التعلم العمق (Deep Learning): وهو عبارة عن فئة من تعلم الآلة يستخدم نظام شبكي/عصبية (Neural Networks) متعددة الطبقات لتعلم وتحليل البيانات، ويستخدم على نطاق واسع في التعرف على الصوت والصور ومعالجة اللغة الطبيعية بصورة تشبه عمل الدماغ البشري.
- معالجة اللغة الطبيعية (Natural Language Processing): وهي تقنية تستخدم لتحليل وفهم النصوص الطبيعية بما في ذلك الكلام والكتابة.
- روبوتات التفاعل الاجتماعي (Social Robotics): وهي نوع من الروبوتات الذكية تهدف إلى التفاعل الاجتماعي مع البشر والتفاعل مع بيئتها، وتستخدم في الرعاية الصحية وتعليم الأطفال والترفيه.
- الذكاء الاصطناعي المتقدم (Advanced AI): يستخدم في تطوير الروبوتات الذاتية التحكم والتعلم الذاتي والتفكير المعقد، ويستخدم في مجالات مثل الروبوتات الفضائية والروبوتات الصناعية.
تفرعات أخرى للذكاء الاصطناعي
- ذكاء اصطناعي شبكي/عصبي (Neural Networks AI): وهي تقنية تحاكي شبكات الأعصاب في الدماغ البشري، حيث يتم تدريب النماذج على البيانات الكبيرة والمعقدة، ويستخدم هذا النوع من الذكاء الاصطناعي في العديد من التطبيقات، مثل التعرف على الصوت والصورة.
- الذكاء الاصطناعي العام (General AI): يستخدم لتطوير النماذج التي تشبه قدرات الذكاء البشري في حل المشاكل واتخاذ القرارات في مختلف المجالات.
- الذكاء الاصطناعي المحدد (Narrow AI): يركز على مهمة محددة، مثل تحليل البيانات أو التعرف على الصورة، ويستخدم عادة في التطبيقات الصناعية والتجارية.
- الذكاء الاصطناعي الواعي (Conscious AI): يستخدم لتطوير نماذج قادرة على الوعي الذاتي وفهم العواطف والمشاعر، وهذا النوع من الذكاء الاصطناعي لا يزال في مرحلة التجريب والبحث.
- الذكاء الاصطناعي التطوري (Evolutionary AI): يستخدم تقنيات التطور الحيوي لتطوير النماذج، حيث يتم توليد الحلول واختيار الأفضل منها بناء على عمليات التطور والتكيف.
- الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative Artificial Intelligence): هو نوع يهدف إلى إنشاء محتوى جديد من خلال التعلم الآلي من مجموعة من البيانات. ويمكن استخدام هذا النوع من الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات، مثل إنشاء نصوص، أو صور، أو موسيقى جديدة، أو تحرير الصور وتوليدها. يتم تدريب الذكاء الاصطناعي التوليدي باستخدام نماذج التعلم العميق (Deep Learning)، حيث يتم تحليل مجموعة من البيانات الموجودة سابقًا، ثم يتم إنشاء نموذج يستخدم هذه البيانات كأساس لإنتاج بيانات جديدة بشكل مستقل. ويمكن استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في العديد من المجالات، مثل تصميم الملابس، وانشاء المحتوى المرئي والمسموع، والترجمة الآلية، والعديد من التطبيقات الأخرى.
مزايا وفوائد الذكاء الاصطناعي
- تحسين الإنتاجية وتقليل التكلفة وزيادة الكفاءة: ان استخدام التطبيقات الذكية يعمل على تقليل تكاليف الإنتاجية، حيث يمكن للآلات والروبوتات العمل بدقة عالية وتجنب الأخطاء في العمليات التشغيلية ورفع كفاءة وتحسين الإنتاجية لقدرته على تحليل البيانات بشكل سريع ودقيق وتحليلها بشكل فعال، مما يؤدي إلى زيادة الكفاءة والإنتاجية للشركات والمؤسسات.
- تحسين الجودة: يمكن للذكاء الاصطناعي العمل على تحسين جودة المنتجات والخدمات من خلال تحليل البيانات الخاصة بالمنتج، المستهلك، العمليات التشغيلية وبالتالي تزويد المسؤولين عن الخدمات والمنتجات بنتائج وآلية تحسين المنتج ليتلاءم مع احتياجات المستهلكين ومتلقي الخدمة.
- تحسين الصحة والرعاية الصحية: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية لتحسين التشخيص والعلاج، وكذلك لتحسين إدارة الملفات الطبية وتحسين عمليات الرعاية الصحية.
- تحسين الأمن والسلامة: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين الأمن والسلامة في مجالات مثل الطيران والنقل والطاقة، وذلك من خلال تحليل البيانات والتنبؤ بالمشاكل المحتملة.
- تحسين التعليم والتدريب: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين عمليات التعليم والتدريب، من خلال تقديم تجارب تعليمية مخصصة لكل طالب وتقديم تعليم شخصي وفعال.
- تحسين تجربة المستخدم: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة المستخدم في مجالات مثل التجارة الإلكترونية والترفيه، وذلك من خلال تحليل البيانات وتقديم تجربة مخصصة وفعالة.
- تحسين البحث والاستكشاف: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين عمليات البحث والاستكشاف في مجالات مثل العلوم والتكنولوجيا، وذلك من خلال تحليل البيانات وتوجيه الأبحاث والتحليلات.
- تحسين الإدارة والتخطيط: يمكن استخدام الذكاء للتنبؤ بالمستقبل ووضع الخطط والبرامج الاستراتيجية على مستوى الدولة و/او المؤسسات و/أو الشركات بناء على تحليل البيانات لاستشراف المستقبل.
- التنبؤ بالأحداث المستقبلية: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات والتنبؤ بالأحداث المستقبلية، مما يساعد في اتخاذ القرارات الصحيحة والتخطيط للمستقبل بشكل أفضل.
- السرعة والكفاءة: يعمل الذكاء الاصطناعي بشكل سريع ودقيق ولا يتعرض للتعب أو الإجهاد، مما يجعله فعالًا في تنفيذ المهام بشكل سريع وكفء.
- الابتكار والتطوير: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير برامج وحلول جديدة ومبتكرة، وذلك بفضل قدرته على التعلم وتحليل البيانات وتوفير توقعات دقيقة بما يتلاءم مع احتياجات الأسواق واهداف الشركة.
- التحكم الذاتي: يمكن للآلات المزودة بالذكاء الاصطناعي التحكم بأنفسها واتخاذ القرارات اللازمة في الوقت المناسب، مما يجعلها قادرة على العمل بشكل مستقل دون الحاجة الى تدخل بشري مباشر وأيضا دون الحاجة لوقف العلميات التشغيلية والعمل على مدار الساعة.
رغم الفوائد الجمة للذكاء الاصطناعي، لكن هناك جانب مظلم له إذا ما تم استغلاله بطريقة منافية للبشرية والأعراف والتشريعات والأنظمة والقوانين لذلك يجب ان نتعرف على مخاطره.
مخاطر الذكاء الاصطناعي:
يمكن أن يشكل الذكاء الاصطناعي (AI) مخاطر عديدة على المدى القريب والبعيد، من بينها:
- فقدان الوظائف: قد يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي إلى فقدان العديد من الوظائف التي يتم تنفيذها بشكل يدوي، حيث يمكن للروبوتات والأتمتة القيام بالعديد من الأعمال بشكل أسرع وأرخص من العمال البشريين.
- تهديد الخصوصية: يمكن للذكاء الاصطناعي جمع الكثير من البيانات عن الأفراد، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى خرق الخصوصية وانتهاك الحقوق الشخصية.
- التمييز: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتميز ضد فئات محددة من الأشخاص (مثل الأقليات)، مما يؤدي إلى تعزيز التمييز والعنصرية لذلك لا بد من تحييد جميع أنواع التطرف والتحييز وغيرها.
- الأخطاء والتحكم: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يرتكب أخطاء وأخطاء قد تكون خطيرة، ويمكن أن يؤدي التحكم غير المرغوب فيه في الذكاء الاصطناعي إلى أضرار جسيمة ما لم يتم السيطرة عليه.
- السلاح الفتاك: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يؤدي إلى تطوير الأسلحة الذاتية القائمة على الذكاء الاصطناعي، والتي يمكن أن تكون أكثر فتكًا ودقة من الأسلحة العادية بما في ذلك الأسلحة البيولوجية والكيماوية والدمار الشامل.
- تهديد الأمن السيبراني: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يستخدم في الهجمات السيبرانية، والتي يمكن أن تكون أكثر فتكًا ودقة من الهجمات التقليدية لقدرته الفائقة على تحليل وانشاء الخوارزميات بسرعة عالية.
- الاعتماد الزائد: يمكن أن يؤدي الاعتماد الزائد على الذكاء الاصطناعي إلى فقدان المهارات الأساسية والقدرة على الابتكار.
- التزييف العميق (Deepfake): هو نوع من التلاعب بالصور والفيديوهات يستخدم فيها تقنيات التعلم العميق لإنشاء محتوى وهمي يبدو وكأنه حقيقي. ويتم ذلك عن طريق استخدام خوارزميات تعلم الآلة لتدريب نماذج تستطيع إنشاء صور وفيديوهات تبدو وكأنها حقيقية. وتستخدم هذه التقنية في بعض الأحيان في الأغراض الفنية والإعلانية، ولكنها يمكن أيضًا استخدامها في أغراض خبيثة مثل إنشاء محتوى مزور للتضليل و/أو الابتزاز.
بعد الحديث عن مزايا وفوائد الذكاء الاصطناعي، لنتحدث عن أبرز واهم القطاعات والصناعات التي يمكن ان يكون له آثار اقتصادية كبيرة على الدولة والشركات والمؤسسات والتي تسعى دائما لتطوير خدماتها ومنتجاتها لضمان تقديم الأفضل لمستخدمي ومتلقي الخدامات ومستهلكي المنتجات وضمان ديمومة العمليات التشغيلية، يدخل الذكاء الاصطناعي (AI) في العديد من القطاعات والصناعات، ومن أبرزها:
- التصنيع: يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين عمليات التصنيع وتحسين جودة المنتجات، وذلك عن طريق تحليل البيانات وتحديد الأخطاء والمشاكل المحتملة لتجنبها عبر تطوير خوارزميات وقائية وتنبؤية.
- الصحة: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين رعاية المرضى وتشخيص الأمراض وتطوير الأدوية، كما يمكن استخدامه في البحوث الطبية وتحليل البيانات الطبية والحيوية وأساليب معالجة بناء على القراءات التي تم تحليلها لكل مريض وأفضل الطرق العلاجية لمكافحة الامراض والسيطرة على الأوبئة، كما يعلب دور كبير في تحليل الشيفرات الوراثية بسرعة فائقة.
- تجارة التجزئة: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل سلوك المستهلكين وتحديد احتياجاتهم وتقديم المنتجات والعروض الترويجية المناسبة لهم.
- الخدمات المالية: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين تحليل البيانات المالية والتنبؤ بالسوق والاستثمار، كما يمكن استخدامه في تحسين العمليات المصرفية وإدارة المخاطر وتجربة العميل.
- النقل: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين عمليات النقل واللوجستيات وتحسين كفاءة النقل العام والخاص وزيادة مستوى الرضى لدى المستخدمين.
- التعليم: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين عمليات التعلم وتحديد احتياجات الطلاب وتحسين نتائج الامتحانات وتطوير البرامج التعليمية لتلائم التطور المستمر واستشراف حاجة الأسواق للمهارات بما يتماشى مع الطلب وتجنب أثار الذكاء الاصطناعي على وظائف المستقبل.
- الزراعة: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين إنتاج الزراعة وتحليل البيانات الزراعية وتطوير الأدوات والتقنيات الزراعية.
- الأمن: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات الأمن وتحسين تقنيات الأمن وتحسين نظام الكشف عن الجرائم وملاحقة المطلوبين.
بعد الاطلاع على كل ما ذكر، يمكن القول بأن هناك العديد من المستفيدين من الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن استخدامه في مختلف الصناعات والقطاعات، ومن بين المستفيدين الرئيسيين:
- الشركات والأعمال: حيث يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وتحسين الإنتاجية وتحسين جودة المنتجات وخفض التكاليف.
- الحكومات: حيث يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين خدمات المواطنين وتحسين الإدارة الحكومية وتحسين الأمن والدفاع.
- المستهلكين: حيث يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة المستهلك وتحسين الخدمات المقدمة له.
- القطاع الصحي: حيث يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين تشخيص الأمراض وتطوير العلاجات وتحسين رعاية المرضى.
- القطاع التعليمي: حيث يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة التعلم وتحسين النتائج التعليمية وتحسين نظام التعليم.
- المجتمع: حيث يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الحياة الاجتماعية وتحسين الأمن والاستقرار الاجتماعي.
ولكن يمكن القول بأن الاستفادة الأكبر من الذكاء الاصطناعي تأتي للإنسان بشكل عام، حيث يمكن استخدامه في تحسين حياة الناس وتحسين الاقتصاد وتحسين الأمن والحفاظ على البيئة وتحسين جودة الحياة.
مضار عدم تبني الذكاء الاصطناعي:
رغم كل الجوانب الإيجابية للذكاء الاصطناعي، يبقى السؤال حول مضاره واحدة من هواجس أثر التطور التكنولوجي على البشرية، لذلك أحب ان الفت الانتباه الى بعض مضاره ومن بين هذه المضار:
- ضياع الفرص: قد يفوت الكثير من الفرص الاقتصادية والتكنولوجية إذا لم يتم تبني التكنولوجيا. يمكن أن تؤدي التكنولوجيا إلى تحسين الإنتاجية وخفض التكاليف وتحسين الجودة، مما يمكن أن يؤدي إلى زيادة الإنتاج وتوفير فرص العمل وتحسين مستوى الحياة للناس.
- عدم المنافسة: إذا لم يتم تبني التكنولوجيا، فقد يتخلف بعض الدول أو الشركات عن منافستها العالمية، وبالتالي فإنها قد تفقد حصتها في السوق العالمية.
- تباطؤ التطور: قد يؤدي عدم تبني التكنولوجيا إلى تباطؤ التطور الاقتصادي والتكنولوجي والاجتماعي في المستقبل، وهذا يمكن أن يؤثر سلبًا على مستقبل البشرية.
- عدم الاستفادة من مزايا التكنولوجيا: يمكن أن يؤدي عدم تبني التكنولوجيا إلى عدم الاستفادة من مزايا التكنولوجيا، وهذا يمكن أن يؤثر سلبًا على جودة الحياة ومستوى الحياة للناس.
- عدم التواصل: يمكن أن يؤدي عدم تبني التكنولوجيا إلى عدم التواصل بشكل فعال مع الآخرين في العالم، وهذا يمكن أن يؤثر سلبًا على قدرة الدولة على الاستمرارية.
مستقبل الذكاء الاصطناعي:
قبل ختام هذا المقال، لماذا لا نلقي نظرة على مستقبل الذكاء الاصطناعي والذي يعتبر واعداً بمزيد من التطور والتقدم في المجال التقني والتكنولوجي، ومن المتوقع أن يتم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات مختلفة مثل الطب والصناعة والتجارة والترفيه، والتعليم، والسياسة، وغيرها.
ومن بين التوجهات المحتملة لمستقبل الذكاء الاصطناعي:
- زيادة استخدام التعلم العميق (Deep Learning) والشبكات العصبية (Neural Networks) وتحسين أداء هذه التقنيات وتوسيع نطاق تطبيقاتها.
- تطوير نظم الروبوتات الذكية والتي يمكنها العمل في بيئات متنوعة وتنفيذ المهام المختلفة.
- تحسين أداء الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل التعلم الآلي والتحدث الطبيعي والتعرف على الصوت والصورة.
- استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الضخمة والتنبؤ بالأحداث وتحسين أنظمة الأمان والأمن السيبراني.
- تحسين القدرة على التفاعل البشري-الآلي وتطوير واجهات المستخدم التي توفر تجربة مريحة وفعالة.
- تخطيط العمليات الذكية (Intelligent Process Automation): وهي تقنية تهدف إلى تحسين وتحديث العمليات التي تتم في الشركات والمؤسسات، من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات والآلات الذكية.
ومع ذلك، يجب أن يتم استخدام التقنية بشكل مسؤول ومتزن، وضمان توافر التشريعات والأنظمة والقوانين المناسبة لحماية حقوق المستخدمين والحفاظ على الأخلاقيات المهنية
الخلاصة
الذكاء الاصطناعي هو مجال يتضمن استخدام التقنيات الحاسوبية لتمثيل وتحليل ومحاكاة الذكاء البشري. يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات، بما في ذلك التعلم الآلي وتحليل البيانات والتعرف على الصوت والصورة والروبوتات والأتمتة والذكاء العام.
يعد الذكاء الاصطناعي بمثابة ثورة تكنولوجية تؤثر بشكل كبير على البشرية. فعلى سبيل المثال، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الإنتاجية والكفاءة في مجالات العمل، ويمكن أن يؤدي إلى توفير الوقت والموارد وتحسين جودة المنتجات والخدمات.
ومع ذلك، يمكن أن يكون للذكاء الاصطناعي أيضًا تأثير سلبي على البشرية. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي الاستخدام الزائد للذكاء الاصطناعي إلى فقدان الوظائف وتأثير سلبي على الصحة النفسية والاجتماعية للأفراد.
بالإضافة إلى ذلك، يثير الذكاء الاصطناعي أيضًا مخاوف أخلاقية وقانونية، بما في ذلك مسائل الخصوصية والأمن والتحكم عن بعد والتمييز والتمكين. ومن المهم بالتالي أن تتم مراقبة استخدام الذكاء الاصطناعي وتنظيمه بشكل صارم لضمان أن يكون له تأثير إيجابي على البشرية والمجتمع بشكل عام. في المقال القادم، سنتحدث عن أبرز استخدامات الذكاء الاصطناعي في مختلف الصناعات والقطاعات.