بعد أقل من ساعات على طرح “سناب شات” برنامج الدردشة “ماي إيه آي” لجميع المستخدمين خلال الأسبوع الماضي، أخبرت ليندسي لي، وهي أم من إيست بريري بولاية ميسوري الأمريكية، ابنتها البالغة من العمر 13 عاما بالابتعاد فورا عن البرنامج.
اعتبرت لي التي تعمل في شركة برمجيات هذا القرار حلا مؤقتا، وقالت “إنني بحاجة لمعرفة المزيد عن البرنامج، حتى يمكنني وضع بعض الحدود والإرشادات الصحية”، يبدو أنها قلقة بشأن الطريقة التي يتعامل بها روبوت الدردشة مع المستخدمين الصغار مثل ابنتها.
تأتي هذه الميزة من سناب شات مدعومة بأداة روبوت الدردشة “تشات جي بي تي” المنتشر حاليا، كما تتشابه معه في تقديم الإجابات على الأسئلة والتحدث إلى المستخدمين.
لكن إصدار “سناب شات” يحتوي على بعض الاختلافات الرئيسية، إذ يمكن المستخدمين من وضع اسم روبوت المحادثة، وتصميم صورة رمزية شخصية، وإدخالها في المحادثات مع الأصدقاء، إلا أنه قد يبدو من غير الواضح أنك تتحدث مع جهاز الحاسب الآلي.
لا يواجه “سناب شات” غضب الأهالي فقط، فالأداة الجديدة فتحت بوابة النيران على التطبيق، بعدما اشتكى المستخدمون من عدم القدرة على إزالة الميزة من حساباتهم دون دفع اشتراك مميز، ويقول بعض المراهقين إنهم اضطروا إلى دفع رسوم “سناب شات” البالغة 3.99 دولار لإيقاف تشغيل الأداة قبل إلغاء الخدمة على الفور.
كما أمطروا “سناب شات” على متاجر التطبيقات بالتعليقات السيئة، والانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب مخاوف من انتهاك الخصوصية.
لكن في الوقت ذاته، أُعجب البعض بالأداة، إذ تشير ردود الأفعال المتباينة إلى المخاطر التي تواجهها الشركات في طرح تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدية الجديدة، خاصة في منتجات أغلب مستخدميها من فئة الشباب.
كان “سناب شات” شريكا مبكرا في الإطلاق عندما أتاحت “أوبن إيه آي” الوصول إلى “تشات جي بي تي” لشركات الطرف الثالث، ومن المتوقع أن يتبعها العديد من الشركات الأُخرى.
أثار السناتور الديمقراطي مايكل بينيت مخاوف بشأن تعاطي المستخدمين الأصغر سنا مع برنامج الدردشة الآلي، واستشهد بتقارير تفيد بإمكانية تزويد الأطفال باقتراحات حول كيفية الكذب على والديهم.
كتب بينيت “قد تكون هذه الأمثلة مزعجة لأي منصة تواصل اجتماعي، لكنها مقلقة بشكل خاص بالنسبة إلى (سناب شات) الذي يستخدمه نحو 60 في المائة من المراهقين الأمريكيين”.
على الرغم من إطلاق “سناب شات” لأداته بصفة تجريبية، فإنه سرعان ما سجّل الأطفال والمراهقون في تجربته الاجتماعية.
في مدونة، قالت الشركة إن “ماي إيه آي” يبتعد كلياً عن الكمال، ولكنه أحرز الكثير من التقدم.
من جهتها، قالت شركة “سناب شات” لـ “سي إن إن” إنها تواصل تحسين “ماي إيه آي” بناء على تعليقات المستخدمين، وتعمل على إنشاء المزيد من الحواجز للحفاظ على أمانهم.
وأضافت الشركة أنه على غرار أدواتها الأُخرى، لا يتعيّن على المستخدمين التفاعل مع برنامج الدردشة إذا لم يرغبوا في ذلك.
لكن الآباء يخشون من تأثير هذه الأدوات على الصحة العقلية لأبنائهم، قالت أخصائية نفسية إكلينيكية في مدينة نيويورك، ألكسندرا هاملت، “إن آباء بعض مرضاها أعربوا عن قلقهم بشأن كيفية تفاعل ابنهم المراهق مع أداة (سناب شات)، وهناك أيضاً مخاوف بشأن تقديم نصائح حول الصحة العقلية”.
وأضافت إذا كان المراهق في حالة مزاجية سلبية، وليس لديه الرغبة في الشعور بالتحسن، فقد يسعى إلى الحديث مع روبوت الدردشة، وبمرور الوقت، يعرضه الأمر إلى حالة ذهنية عاطفية، يصبح من الصعب على الفرد أن يفكر بطريقة منطقية.
في الوقت الحالي، يقع العبء على الآباء لبدء محادثات هادفة مع أبنائهم المراهقين حول أفضل الممارسات للتواصل مع الذكاء الاصطناعي، خاصة مع انتشار هذه الأدوات مؤخراً.
قالت سينيد بوفيل، مؤسسة “واي”، وهي شركة ناشئة للمساعدة في إعداد الشباب للمستقبل باستخدام التكنولوجيات المتقدمة، “إن الآباء بحاجة إلى توضيح أن روبوت المحادثة ليس صديقك، أو معالجاً لك، أو مستشاراً يمكنك الوثوق به، بل إن أي شخص يتعامل معه يحتاج إلى توخّي الحذر”.
وشددت على ضرورة اللوائح الفيدرالية التي تتطلب من الشركات الالتزام ببروتوكولات محددة، وذلك لمواكبة الوتيرة السريعة للتقدم في مجال الذكاء الاصطناعي.