الرئيسيةتكنولوجيا

الشركات اللوجستية في آسيا تسرع الرقمنة

هاشتاق عربي

شارك هذا الموضوع:

يشهد قطاع الخدمات اللوجستية في آسيا ازدهارا. والتكنولوجيا – سواء استخدمت لرسم خرائط لطرق الشحن العالمية أو تخطيط لعمليات التسليم للعملاء – هي التي تساعد على دفع النمو في الشركات الكبيرة والصغيرة.

من مجموعات الشحن إلى مالكي المستودعات، عادة ما كانت الشركات اللوجستية بطيئة في تبني الرقمنة. لكن اضطرابات سلاسل التوريد العالمية في وقت مبكر من الجائحة أجبرت الشركات على إعادة التفكير فلجأت إلى الحلول القائمة على التكنولوجيا لتحديد مواقع البضائع والمساعدة على نقلها.

ولا يوجد مكان يتجلى فيه ذلك أكثر منه في آسيا، حيث يؤدي ارتفاع مبيعات التجارة الإلكترونية والقلق الغربي حول الموردين الصينيين إلى الضغط على مجموعات الخدمات اللوجستية.

وفقا لمجموعة إنسايدر إنتيليجانس للأبحاث، بلغت المبيعات عبر الإنترنت في آسيا ما يقارب ثلاثة تريليونات دولار في 2021. كما تعد الصين إلى حد بعيد أكبر سوق، لكن المبيعات تتوسع بسرعة في الدول في جميع أنحاء المنطقة وبدأت الشركات اللوجستية الناشئة في الظهور للمساعدة على تلبية الطلب.

انطلقت شركة يو بارسيل السنغافورية الناشئة في 2015 مع نموذج تعهيد جماعي للسائقين، باستخدام الذكاء الاصطناعي لمطابقتهم مع المواقع وعمليات التسليم. بمعدل نمو إيرادات سنوي مركب يبلغ 64 في المائة بين 2018 و2021، تم إدراج الشركة في تصنيف “فاينانشيال تايمز” وشركة ستاتيستا لهذا العام للشركات ذات النمو المرتفع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

يقول وي ليونج إنج، المؤسس المشارك وكبير مسؤولي العمليات، إن الطلب الكبير على عمليات التسليم عبر الإنترنت يعني أن شركته تكافح من أجل تلبية الطلبات في فترات الذروة. لم يكن قادرا على توفير السائقين، في كثير من الأحيان، واضطر إلى تسليم الطرود بنفسه “لكن القيام بذلك يجعلني أرغب في بناء تكنولوجيات أفضل”، كما يقول.

يضيف ليونج إنج إن شركته الناشئة، التي تركز على تسليم البضائع في اليوم نفسه التي تختلف من بضائع البقالة إلى الأدوية توسعت في ماليزيا وتخطط للانطلاق في الهند هذا العام.

النمو في صناعة الخدمات اللوجستية في المنطقة مدفوع بتكنولوجيات جديدة لتخطيط طرق الشحن وتتبع البضائع وتشغيل روبوتات المستودعات وإدارة أساطيل القيادة، وفقا لمحللين.

من المتوقع أن تحقق سوق الخدمات اللوجستية التعاقدية في آسيا التي تبلغ قيمتها 231.2 مليار دولار نموا سنويا مركبا يبلغ 5 في المائة بين 2019 و2028، وفقا لشركة موردور إنتيليجانس للتزويد البيانات اللوجستية.

تقول فيكي كيكاروفسكا، مديرة الأبحاث في شركة ترانسبورت إنتيليجانس الاستشارية للخدمات اللوجستية في المملكة المتحدة: “تخصص جميع شركات الخدمات اللوجستية الكبيرة مبالغ ضخمة من النقد من أجل الرقمنة، نظرا لزيادة الطلب على أن تصبح عمليات الشركة مرئية، وهو ما يشكل ضغطا كبيرا على شركات الخدمات اللوجستية للاستثمار لتكون مرئية في الوقت الفعلي”.

كما يعد تتبع الشحنات والعمليات أمرا مهما لقطاع المركبات، وهو أحد أكبر مستخدمي المجموعات اللوجستية على مستوى العالم.

إن اتجاهات الصناعة بما فيها التحول إلى السيارات الكهربائية وزيادة الصادرات من الصين، تعني أنه مع التحول في طلبات الإنتاج، يجب على العمليات اللوجستية أن تتكيف معها.

يقول تيم فوستر، كبير المستشارين اللوجستيين في كوشمان آند ويكفيلد: “كل سلاسل التوريد التي تم إنشاؤها وتكوينها بطريقة معينة كل تلك الخدمات اللوجستية، يتعين عليها الآن إعادة النظر وإعادة تشكيل نفسها”.

من جانبه، يقول ستيف ساكسون، الشريك في مكتب شركة ماكينزي في مدينة شينزين، إن شركات الخدمات اللوجستية بحاجة إلى التحلي بالمرونة الكافية لربط المكونات الجديدة بالمصنعين في المواقع الجديدة، وذلك لأن الأجزاء تأتي الآن من جميع أنحاء المنطقة. ويشير إلى أن “اليابان لديها كثير من المكونات ذات التكنولوجيا الفائقة في السيارات بينما تأتي الإطارات، أو على الأقل المطاط، من جنوب شرق آسيا. الأشخاص المنخرطون في سلاسل التوريد المختصة بالسيارات يبلون بلاء حسنا”.

في مكان آخر فيما يخص التصنيع، يتوقع المحللون أن تستفيد مجموعات الخدمات اللوجستية مع إيجاد الشركات الغربية مزيدا من الموردين خارج الصين وسط التوترات بين بكين وواشنطن.

تقول كيكاروفسكا إن سلاسل التوريد تتخطى الصين بشكل متزايد، وإن “جنوب شرق آسيا والهند هما الوجهتان اللتان ستكونان الأكثر جاذبية للإنتاج والتوريد”.

من جهته، يقول ساكسون إن الشركات “تنوع لأن عليها أن تفعل ذلك. إن الخطر كبير جدا في الاعتماد فقط على التصنيع في الصين”. لكنه أضاف أن شركات الخدمات اللوجستية “متأخرة قليلا عن الشركات المصنعة، وتحاول اللحاق بالركب”، وتركز على النمو في كل من الهند وإندونيسيا وباكستان وبنجلادش وفيتنام.

كما يحذر كذلك من أن نمو بعض عائدات الخدمات اللوجستية قد يكون “مؤقتا”، نظرا لارتفاع أسعار شحن الحاويات خلال الجائحة، حيث أدت محدودية طاقة الشحن إلى ارتفاع الأسعار.

حققت الشركات ذات الأصول النادرة مثل ناقلات الحاويات من السفن والطائرات زيادات ضخمة في الإيرادات والأرباح خلال هذه الفترة، لكن ذلك ليس مستداما، حسبما يجادل.

رغم كل ذلك، تبقى الفرص متاحة لمجموعات الخدمات اللوجستية بسبب نمو التجارة الإلكترونية، وفقا لكيكاروفسكا، لكن يتعين على الشركات “تكريس مزيد من الموارد” للتكنولوجيا كي تحافظ على نموها.

صحيفة الاقتصادية السعودية

صحيفة عربية سعودية متخصصة باخبار الاقتصاد العالمي و الخليجي و السعودي و كل ما يخص أسواق الأسهم و الطاقة و العقارات

مقالات ذات صلة

أترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى