منذ ظهور جائحة كوفيد – 19 وتحول العمل والتعلم إلى نمط “عن بعد” أو النمط الهجين، نما منذ ذلك الوقت الطلب على الأجهزة اللوحية بشكل خاص من قبل الطلاب، حتى مع عودة الحياة إلى طبيعتها الآن، ما زال بعض المستخدمين لا يمكنهم الاستغناء عن الأجهزة اللوحية، لكن لأغراض الترفيه أو مشاهدة المحتوى أو الوصول إلى الشبكات الاجتماعية، وما زال المستخدمون يقعون في حيرة عند اختيار الجهاز المناسب لهم، وهناك أمور يجب على المستخدمين أخذها في الحسبان لاختيار الجهاز المناسب لهم، تتركز في الغرض الأساسي من الجهاز، إلى جانب المواصفات التقنية التي تشمل حجم الشاشة والمعالج والذاكرة والكاميرا والبطارية والمساحة التخزينية ونظام التشغيل وغيرها.
في البداية قبل النظر إلى الخيارات المتاحة في السوق، يجب على المستخدم تحديد ما هو احتياجه من اقتناء الجهاز اللوحي، وما إذا كان سيستخدمه لتصفح الإنترنت وتفقد البريد الإلكتروني أم لدخول الاجتماعات المرئية أو لمشاهدة محتوى الفيديو، أو لقراءة الكتب وتصفح ملفات PDF أو التصميم والألعاب وغيرها. كل هذه الأسئلة تجب الإجابة عنها، حيث إن هناك أجهزة عديدة بمختلف الإمكانات والأشكال والأحجام ولكل منهما وظائف ومميزات معينة يقوم بها، لذلك يجب تحديد نوعية الاستخدام وما يريح العينين بشكل خاص أثناء المشاهدة المطولة للشاشة، فعلى سبيل المثال في حالة إذا أراد المستخدم اقتناء جهاز لوحي لتصفح الإنترنت ومتابعة البريد الإلكتروني أو لغرض قراء الكتب الإلكترونية والشبكات الاجتماعية، فجميعها لا تحتاج إلى إمكانات عالية من الجانب التقني، وعادة ما تكون ذات تكلفة مناسبة. أما إذا كان لغرض التصميم ومشاهدة الأفلام وممارسة الألعاب بكل أنواعها، فهذه الاحتياجات تتطلب إمكانات وقدرات عالية لا بد من وجودها في الجهاز حتى يؤدي المهمة بما فيه الكفاية.
في البداية يجب تحديد نظام التشغيل الذي سيعمل به الجهاز، فهناك ثلاثة أنظمة تشغيل، وهي: أندرويد وiOS وعدد محدود جدا من الأجهزة العاملة بنظام ويندوز، فبالنسبة إلى نظام تشغيل أندرويد فهو الأكثر شيوعا، ويستخدمه أغلب الأجهزة مثل أجهزة سامسونج ولينوفو وأسوس وهونور وغيرها، ونظام ويندوز يأتي مع الأجهزة التي تنتجها شركة مايكروسوفت، أما iOS فهو مخصص فقط للأجهزة اللوحية (آيباد) التي تصدر من شركة أبل.
وبالحديث عن التصميم والمواصفات التقنية يأتي حجم الشاشة ودقتها كأبرز الأمور، فهناك عديد من الأحجام القياسية للأجهزة اللوحية حيث تبدأ من سبع بوصات حتى الحجم الأكبر وهو 13 بوصة، لكن يتوقف اختيار المستخدم لحجم الشاشة على استخدامه له، فإذا أراد الجهاز لغرض قراءة الكتب وتصفح الإنترنت وكتابة المحتوي والدردشة والفيديو، فكل هذه الأغراض يناسبها جدا الحجم الصغير الذي يبدأ من سبع إلى ثماني بوصات، أما إذا كان لمشاهدة الأفلام ومقاطع الفيديو بجودة عالية أو لتشغيل الألعاب الضخمة فسيناسبها الحجم المتوسط الذي يبدأ من ثمان إلى عشر بوصات إلى جانب توافقها مع الأقلام الرقمية في حال احتاج المستخدم إلى ذلك.
ومن المهم النظر إلى الأداء العالي الذي يجب ألا يقل عن معالج ثماني النواة ومساحة تخزينية لا تقل عن 128 جيجابايت وذاكرة عشوائية لا تقل عن ستة جيجابايت، لضمان سلاسة الأداء والسرعة، خاصة عند الرغبة في تشغيل أحدث التطبيقات والألعاب الضخمة بسلاسة دون مواجهة مشكلات، فهذا يتطلب قدرات مرتفعة ومستوى عاليا من الأداء. كما يجب النظر إلى البطارية التي يجب أن يصل عمرها إلى تسع ساعات عمل، وهو ما توفره البطاريات التي تبدأ من ستة آلاف أمبير وأعلى، فالأجهزة اللوحية عموما دائما ما تستخدم لوقت طويل، وهذا يحتاج إلى بطارية تدوم ساعات أطول.
كما يجب النظر إلى طرق الاتصال، وهي من أهم النقاط التي يجب أن يدعمها الجهاز، وتتركز في دعم شريحة SIM أو الشريحة الرقمية وتقنيات الجيل الخامس 5G وWiFi 6 وكذلك البلوتوث وNFC. وفي النهاية، ما يحكم كل شيء هو ميزانية المستخدم، حيث تؤثر الميزات التقنية السابقة في السعر بشكل كبير، حيث إن سعة التخزين إن كانت كبيرة، وسرعة المعالج ودقة الكاميرا وسعة البطارية وغيرها، كلها عوامل تؤثر في ارتفاع وانخفاض سعر الجهاز.