أخبار الشركاتالرئيسية

لماذا تخلت شركات التكنولوجيا عن آلاف الموظفين؟

هاشتاق عربي

شارك هذا الموضوع:

سرحت شركات التكنولوجيا الكبرى آلاف العمال منذ بداية السنة، رغم امتلاك بعضها لميزانيات متينة. إلا أن المحرك وراء هذه الحملة يتمثل بعدم اليقين الاقتصادي الذي يدفع هذه الشركات للمزيد من التحوط، حسب ما ورد في تقرير لشبكة سي أن بي سي.

وامتدت موجة التسريح التي طاولت آلاف الموظفين من الولايات المتحدة الأميركية إلى آسيا وأوروبا في العديد من عمالقة التكنولوجيا حول العالم، مثل مايكروسوفت وغوغل وساب.

لكن المفارقة، وفق سي أن بي سي، أن معظم هذه الشركات كانت تدر أرباحا.

وقالت شركة الخدمات المالية جيفريز إن موجة التسريح جاءت بعد توظيف مفرط للشركات التكنولوجية خلال انتشار كورونا، وما تبع ذلك من توقعات نمو أبطأ وأقل من السابق.

وما يزيد من حدة الظرف هو ارتفاع التضخم وأسعار الفائدة، ما يكبح إنفاق المستثمرين في ظل جو من عدم اليقين الاقتصادي العالمي.

وتفسر سي أن بي سي ما حصل أيضا، خصوصا لدى الشركات الصغيرة، من خلال الاستعانة بتقرير بنك أوف أميركا الذي يوضح أن زيادة التوظيف لدى الشركات الناشئة كانت مدفوعة جزئيا بسهولة الحصول على الرأسمال بكلفة قليلة.

وفي الإطار، يذكر أن الأربعاء، رفع البنك المركزي الأميركي سعر الفائدة ربع نقطة مئوية، مواصلا سياسته الرامية إلى كبح التضخم المرتفع، وأصبح سعر الفائدة الآن في نطاق 4,75 إلى 5 في المئة، وهو أعلى مستوى له منذ العام 2006.

وعرضت سي أن بي سي في تقريرها، الخميس، أبرز شركات التكنولوجيا التي دخلت موجة تسريح الموظفين رغم تحقيقها للأرباح في ميزانياتها.

ومن هذه الشركات مايكروسوفت التي سجلت ربحا صافيا قدره 16,4 مليار دولار خلال الفصل المنتهي بآخر ديسمبر الماضي، بانخفاض 8 في المئة عن السنة السابقة.

وسبق أن ذكر الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت ساتيا نادالا في التقرير السنوي أن الشركة قدمت “نتائج قياسية” في السنة المالية 2022 المنتهية في 30 يونيو.

ورغم ذلك أعلنت مايكروسوفت في يناير عن تسريح 10 آلاف موظف استعدادا منها لتباطؤ نمو إيراداتها.

وكذلك، أعلنت ألفابت الشركة الأم لغوغل في يناير عن تسريح 12 ألف موظف رغم تمكنها من تحقيق نمو في الإيرادات بنسبة 1 في المئة على أساس سنوي بالفصل المنتهي في ديسمبر، بعد بعض المشاكل في الربع الرابع.

بدورها سرحت أمازون أكثر من 18 ألف موظف في يناير ومن المرتقب أن تتخلى عن 9 آلاف عامل إضافي خلال الأسابيع المقبلة رغم كشفها عن عائدات جيدة في الربع الأخير من عام 2022 متجاوزة تقديرات المحللين، حسب سي أن بي سي. ولكن، كان عام 2022 أبطأ من حيث النمو في أمازون.

أما شركة ساب الألمانية فقد حققت زيادة في عائداتها إضافة إلى نمو إيجابي بالأرباح، ومع ذلك، أعلنت في يناير أنها ستلغي ما يصل إلى 3 آلاف وظيفة.

وتطرق تقرير سي أن بي سي إلى شركة Sea Group التكنولوجية، ومقرها سنغافورة، التي أعلنت عن صافي دخل قدره نحو 422 مليون دولار في الربع الأخير من عام 2022، وهو أول ربح ربع سنوي للشركة منذ بدايتها في عام 2019.

وخلال العام الماضي، ورد أن الشركة ألغت أكثر من 7 آلاف وظيفة، أو نحو 10 في المئة من قوتها العاملة.

أيضا، شركة ديل التكنولوجية، التي سجلت إيرادات قياسية بلغت 102 مليار دولار في السنة المالية 2023 المنتهية في 3 فبراير، بزيادة 1 في المئة عن العام السابق، وأعلنت في فبراير عن خططها لتسريح 5 في المئة من قوتها العاملة، أو نحو 6650 عاملا.

وختمت سي أن بي سي تقريرها بشركة آبل، التي تهرب من التسريح الجماعي للعمال حتى الآن، كونها وظفت بوتيرة أبطأ من غوغل وأمازون ومايكروسوفت وميتا.

وتعاني الشركات التكنولوجية بدورها من الوضع الاقتصادي العالمي، خصوصا لجهة ارتفاع التضخم وخطر الركود وزيادة أسعار الفائدة.

وتوقع الاحتياطي الفيدرالي، الأربعاء، أن تكون نسبة التضخم هذا العام أعلى بقليل مما توقعه في ديسمبر، عند 3,6 في المئة مقابل 3,5 في المئة، فيما توقع انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بواقع 0,4 في المئة مقابل 0,5 في المئة للعام 2023 وبنسبة 1,2 في المئة مقابل 1,6 في المئة للعام 2024.

وحذر البنك المركزي في بيان من أن الأزمة المصرفية الأخيرة “من المرجح (..) أن تثقل كاهل النشاط الاقتصادي والتوظيف والتضخم” مشيرا إلى أن “حجم هذه الآثار غير مؤكد”.

لكنه أعاد تأكيد أن “النظام المصرفي الأميركي صلب ومرن” وأن اللجنة المكلّفة السياسة النقدية “ما زالت متنبّهة لمخاطر التضخم”، حسب فرانس برس.

وفي ظل ذلك، اختتمت وول ستريت تعاملات، الخميس، على ارتفاع بعد أن بثت تصريحات وزيرة الخزانة جانيت يلين بأن الهيئات التنظيمية ستتخذ تدابير للحفاظ على ودائع الأميركيين الطمأنينة في نفوس المتعاملين.

وجاءت تصريحات يلين غدة رفع البنك المركزي أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية، واستبعادها في جلسة بمجلس الشيوخ التأمين الشامل على الودائع.

والحد الأقصى للتأمين على الودائع هو 250 ألف دولار.

وبحسب البيانات الأولية، ارتفع المؤشر ستاندرد اند بورز 500 بواقع 11.12 نقطة أو 0.28 في المئة ليغلق عند 3948.09 نقطة، في حين صعد المؤشر ناسداك المجمع 116.85 نقطة أو واحدا في المئة إلى 11786.81 نقطة. وزاد كذلك المؤشر داو جونز الصناعي 66.08 نقطة أو 0.21 في المئة إلى 32.096.19 نقطة، وفق رويترز.

الحرة

الحرة قناة فضائية مقرها في الولايات المتحدة الأميركية وتمولها حكومة الولايات المتحدة. بدأت البث في 14 فبراير، 2004 وتصل إلى 22 بلد عبر الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى