أخبار الشركاتالرئيسية

إليك ما كشفت عنه تسريحات موظفي “ميتا” مؤخرًا

هاشتاق عربي

شارك هذا الموضوع:

ازدهر القطاع التقني في زمن جائحة كورونا، وأصبح عدد الموظفين أحد مقاييس النجاح السائدة. ومع مرور فصل تلو آخر، كشفت كبريات شركات التكنولوجيا-التي تقع مقراتها في سيليكون فالي- للمحللين والمستثمرين عن عدد العاملين الذين انضموا إليها مؤخراً وهم بالآلاف، على اعتبار أنَّ ذلك يمثل أحد مقاييس النجاح إلى جانب البيانات التقليدية الأخرى مثل نمو الإيرادات والهامش التشغيلي.

“ميتا بلاتفورمز إنك” مالكة “فيسبوك” كانت من أوائل من اتبعوا نهج زيادة عدد العاملين، وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية زادت من قاعدة موظفيها بوتيرة مذهلة، وما بين نهاية 2019 وذروة عدد عامليها في 2022، ضاعفت الشركة عددهم إلى 87 ألف موظف تقريباً.

ساند التعيين مشروعاتها الطموحة- والمنحوسة في بعض الحالات- مثل رهانها الكبير على الميتافيرس، لكنَّه سمح للشركة باتخاذ موقف شرس في حروب المواهب، إذ جمعت الموظفين التقنيين المهرة بدلاً من مشاهدتهم ينتقلون إلى المنافسين. أحد موظفي “ميتا” المُسرّحين في الموجة الأولى قال مؤخراً في مقطع مصوّر نُشر على منصة “تيك توك” المنافسة: “بدا أنَّ (ميتا) عيّنتنا حتى لا تتمكّن الشركات الأخرى من توظيفنا، كانوا يجمعوننا مثل بطاقات البوكيمون”.

“ميتا” تسرح 10000 موظف
تمر شركة “ميتا” بحالة ارتجاج مفاجئ. قال الرئيس التنفيذي للشركة، مارك زوكربيرغ الثلاثاء إن الشركة ستُسرّح 10000 موظف آخر بالإضافة إلى 11 ألفاً أُعلن عن تسريحهم في نوفمبر. وبجمع الرقمين، يشكّل هذا الأمر خفضاً في القوى العاملة بنسبة 25% تقريباً من ذروتها قبل 6 أشهر. رفعت مشتريات المساهمين سعر السهم 7.25%، برغم أنَّ الأسهم ما زالت تحوم عند نصف القيمة التي بلغتها أثناء ذروتها في 2021.

انقلب الارتفاع الشديد في التوظيف بشركات التكنولوجيا إلى أزمة تعيين، التي تعرف بشكل أقل لطفاً باسم “التسريح الجماعي”. على السطح، يتمحور خفض العمالة حول كل الشؤون المعتادة التي يشير إليها تسريح الموظفين؛ كالحد من النفقات وتحسين قيمة السهم، الخ. لكنَّها تعكس تغيراً أعمق في التفكير بالمقاييس التي تهم القطاع التقني الذي طالما تمكن من سن قوانينه.

فيما سارع الرؤساء التنفيذيون ببناء إمبراطورياتهم في أثناء الجائحة، أصبح العدد الكبير والمتنامي للموظفين مرادفاً لقوة الشركة الكلية، كإشارة إلى أنَّ لديها المال والنفوذ والطموحات الكبيرة. تميزت شركة أبل بتجنّبها لموجة التعيين المدفوعة بالجائحة، وتجنبت بذلك التسريحات الكبيرة. لكن بالنسبة إلى بقية الشركات؛ فإنَّ قاعدة الموظفين الضخمة حالياً تعني الإفراط وانعدام الانضباط، لذلك أطلق زوكربيرغ على عام 2023 “عام كفاءة (ميتا)”.

شركات التكنولوجيا تعود للأساليب التقليدية
تتحوّل شركات التكنولوجيا الآن إلى أساليب أكثر تقليدية لقياس النجاح، نظراً لأنَّ هذا ما تطالب به سوق الأسهم، إذ تراجع أداء الاقتصاد والشركات. ففي شركة “سيلز فورس” (Salesforce)، كمثال، تمكّن رئيسها التنفيذي مارك بينيوف من تحديث الدعوات لزيادة ربحية الشركة وإيراداتها، الآن وفي حين يواجه بضعة مساهمين نشطاء، فإنَّه سرح الآلاف من قوته العاملة، وركز بشدة على هوامش الربح الإجمالي.

أما عن زوكربيرغ، أتاحت له إعادة الهيكلة واسعة النطاق أيضاً الانسحاب من المشروعات التي لا تحقق أي تقدم، مثل جهوده الخاطئة لبيع سماعات الواقع الافتراضي لأصحاب الشركات.

أحد مصادر الحث على تخفيض حجم العمالة هو إيلون ماسك نفسه الذي سرح عدداً كبيراً من موظفي تويتر منذ شرائه لمنصة التواصل الاجتماعي العام الماضي، فانخفض عدد عامليها من 7500 إلى نحو 2000 موظف، مع الإعلان عن تسريح 10% أخرى من العاملين في الشهر الماضي. تمكّن ماسك بطريقة ما من إدارة منصة التواصل الاجتماعي -قد يجادل الكثيرون بأنَّه يديرها بالكاد- بأقل عدد من الموظفين، إذ سمح للرؤساء التنفيذيين لشركات تقنية أخرى بإعادة تقييم حجم عملياتهم وقدرتهم على تحقيق المزيد بموظفين أقل عدداً.

الشركات الكبرى تعمل بعقلية “القطيع”
تميل شركات التكنولوجيا الكبرى إلى العمل بعقلية القطيع، فيوظفون معاً ويسرّحون معاً، وهذا أحد أسباب أنَّ أغلب عمليات تخفيض العمالة المبدئية في أرجاء القطاع كانت تتراوح ما بين 6% إلى 10% من إجمالي عدد العاملين بالشركة. لا توجد أي جاذبية لتلك الأرقام، لكنْ هذا ما يفعله الآخرون.

مع تخفيض “ميتا” نحو 25% من عدد موظفيها؛ فالأرجح أن يحذو حذوها آخرون في عالم التقنية، لكن إذا وُجدت فرصة للتحرر من عقلية التفكير الجمعي لشركات التكنولوجيا، فالفرصة سانحة الآن. الشركات التي تنفذ قرارات تسريح موظفيها بحسم أكبر من توظيفهم بحرية سيجنون المنافع الأكبر على المدى الطويل.

بلومبرغ الشرق

اقتصاد الشرق مع بلومبِرغ هي أحد الخدمات الإخبارية الناطقة بالعربية والمتخصصة بتوفير الأخبار والقصص الاقتصادية من حول العالم، والتي تتبع الشرق للأخبار التي انطلقت في 11 نوفمبر 2020 لتقديم تغطيات إخبارية من حول العالم باللغة العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى