تمهد القوة الاقتصادية الصاعدة لجيل الإنترنت الطريق أمام التحول في عديد من القطاعات، وعلى رأسها قطاع المدفوعات الرقمية، التي تعد بمنزلة العمود الفقري لعالم التجارة المعاصر، لكنها أصبحت هدفا رئيسا للتهديدات الإلكترونية، وتواجه الجهات المزودة للمدفوعات الرقمية والمستخدمون على حد سواء، تهديدات أمنية، وعليهم الأخذ بتدابير أمنية بما يضمن لهم الحماية من مخاطر التهديدات الأمنية.
وأظهرت دراسة حديثة، أن جيل الإنترنت في المملكة، وهم الأفراد من الفئة العمرية بين 18 و24 عاما يعتمدون على التحويلات المالية الدولية أكثر بمرتين عن أي فئة عمرية أخرى، وأظهرت النتائج أن الدعم العائلي عبر التحويلات المالية يأتي في المقام الأول لدى نصف المستهلكين من جيل الإنترنت، إلا أن ذلك لا يعني التقليل من طموحاتهم، حيث أكدت نسبة تزيد على 10 في المائة منهم أن دعم أعمالهم ومشاريعهم الخاصة يعد السبب الرئيس لتحويلاتهم المالية الدولية.
ومن خلال الدراسة، أظهر جيل الإنترنت البارع في الأعمال معلومات قيمة حول عاداته في اتخاذ القرارات بشأن شركات تحويل الأموال الدولية، التي أكدت أهمية السهولة، والسرعة، والرسوم المعقولة على التحويلات المالية، وبينت نتائج الدراسة أن الحصول على أفضل سعر للصرف أو للمعاملات، وسرعة إنجاز التحويلات، وضمان دفع المسلمين لأقل الرسوم، أو عدم دفع أي رسوم عند تسلم التحويلات، هي العوامل الثلاثة الأكثر تأثيرا، وذلك بنسبة 15 في المائة لكل من تلك العوامل. كما أوضح الاستطلاع أيضا أن جيل الإنترنت يبحث في المستقبل عن مزيد من المرونة في طرق تحويل الأموال، سواء أكانت تحويلات نقدية أم رقمية.
ويذكر أن الدراسة استطلعت آراء ما يزيد على 1,500 من المستهلكين الذين يقومون بتحويلات لإرسال الأموال وتسلمها في المملكة.
ومن حيث تأمين المدفوعات الرقمية، كشف استطلاع حديث أن 26 في المائة من المشاركين في المملكة تعرضوا لخسائر مالية مرتبطة بالتهديدات عند استخدام الخدمات المصرفية عبر الإنترنت وخدمات المحافظ المحمولة، وخسرت أغلبية المستخدمين التي تبلغ نسبتهم 88 في المائة ما يصل إلى ألف دولار بسبب هذه الحوادث، ونسبة 12 في المائة من المشاركين أنهم تعرضوا لخسارة تجاوزت قيمتها ألف دولار.
وفي السعودية، تم التصدي لأكثر من 540 ألف تهديد مالي، فيما تم التصدي لما يزيد على 1.8 مليون تهديد مالي في الشرق الأوسط، وفي العادة، يكون الهدف من هذه الهجمات سرقة المعلومات المالية، بما في ذلك أرقام بطاقات الائتمان، وبيانات تسجيل الدخول، وتعتمد في العادة على أساليب الهندسة الاجتماعية لجذب الضحايا.
ومع ذلك، لا يقتصر تأثير التهديد السيبراني الذي يستهدف المدفوعات الرقمية على الأعباء المالية التي يتكبدها المستهلكون فقط، لكنه يطول أحوالهم النفسية أيضا، فعلى سبيل المثال، قال 53 في المائة من المشاركين في الاستطلاع إنهم انتابتهم حالة من القلق الشديد بشأن احتمال استرداد أموالهم، وعبر 58 في المائة من المشاركين عن تدهور ثقتهم إزاء الجهات المزودة لخدمات الدفع الرقمي، وذكر 56 في المائة أنهم أصبحوا أكثر يقظة بعد تعرضهم لهذا النوع من الحوادث الإلكترونية، بينما لجأ 69 في المائة منهم إلى الاستعانة بالحلول الأمنية، مع تثبيتها على أجهزتهم، لمواجهة الفيروسات التي قد تصل إلى أجهزتهم.
ومنذ ظهور جائحة كورونا، تعرض 64 في المائة من المستخدمين في المملكة لحادثة واحدة على الأقل عند استخدام نظم المدفوعات الرقمية، ولهذا السبب، تزداد أهمية معرفة سبل التفاعل بشكل آمن مع أي تقنيات ناشئة، بما في ذلك الخدمات المصرفية عبر الإنترنت وخدمات المحافظ المحمولة.
ولحماية المستخدمين لأنفسهم فإن عليهم تجنب مشاركة رقم التعريف الشخصي أو كلمة المرور أو أي معلومات مالية أخرى مع أي شخص، سواء كان متصلا أو غير متصل بالإنترنت، وتجنب استخدام أي شبكة “واي فاي” عامة لإجراء أي معاملات عبر الإنترنت، واستخدم بطاقة ائتمان أو خصم منفصلة لإجراء المعاملات عبر الإنترنت، وضع حدا للإنفاق على البطاقة للمساعدة في تتبع المعاملات المالية، والحرص دائما على التسوق من المواقع الرسمية والموثوقة.