أخبار الشركاتالرئيسية

ضغوط جديدة تجتاح صناعة الطيران

هاشتاق عربي

تتعرض شركات الطيران والمطارات إلى ضغوط متزايدة لتجنب موجة أخرى من اضطراب السفر العالمي، حيث يفرض ازدهار الطلب على الطيران ضغوطا جديدة على نظام تداعى على مدار الـ12 شهرا الماضية.

قادة الصناعة واثقون بأن مزيجا من الموارد الإضافية وبعض القيود على الطاقة الاستيعابية سيؤدي إلى تجنب المشاهد الفوضوية التي حدثت الصيف الماضي وأفسدت العودة إلى السفر الجماعي بعد الاضطرابات المرتبطة بالجائحة.

لكنهم ما زالوا يتوقعون حدوث بعض الاضطرابات خلال مواسم الذروة بسبب نقص الموظفين ذوي الخبرة والحجوزات الكثيفة التي تثقل كاهل نظام لا يزال هشا.

قال جوزيف فارادي، الرئيس التنفيذي لشركة ويز أير الأوروبية، “لقد عانى الجميع خلال الصيف بسبب الفوضى. أعتقد أنه من مصلحة الجميع أن نحسن أداءنا”.

اختارت بعض الشركات فرض قيود على أعداد الركاب لحماية عملياتها خلال فترات الذروة.

لا يزال مطار شيبول في أمستردام يضع حدا أقصى لعدد الركاب، وطلب من شركات الطيران خفض مبيعات التذاكر 5 في المائة في فترات الصباح المزدحمة خلال العطلات في أيار (مايو).

ذكرت تقارير إعلامية ألمانية أن مطار هيثرو في لندن سيمنع شركات الطيران من تسيير رحلات إضافية خلال ذروة الصيف، بينما خفضت شركة الطيران الألمانية لوفتهانزا بعض الرحلات المقررة بسبب نقص الموظفين.

قال الرئيس التنفيذي لمجموعة أي إيه جي التي تملك الخطوط البريطانية، إنه “قلق” بشأن الطاقة الاستيعابية في مطار هيثرو هذا الصيف، حيث طلب من الشركات العاملة في المطار التأكد من أن لديها العدد الكافي من الموظفين.

من جانبه، حذر جون هولاند-كاي، الرئيس التنفيذي لمطار هيثرو، من أن الصناعة لا تزال بحاجة إلى مزيد من الموظفين ذوي الخبرة لمواجهة الوضع، على الرغم من ثقته بتجنب حدوث اضطرابات كبيرة في المطار.

تعافى عدد الموظفين في 400 شركة تعمل في مطار هيثرو إلى نحو 75 ألف شخص، ارتفاعا من 50 ألف في ذروة الجائحة، لكن الرقم لا يزال أقل بمقدار ألفي موظف عن 2019.

“إننا نهدف إلى الحصول على أكثر من 77 ألف موظف لفصل الصيف لأن الناس لا يتمتعون بمستويات المهارات والكفاءة نفسها مقارنة بفترة ما قبل الجائحة”. كما قال.

وجدت دراسة استقصائية أجراها الاتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا” في تشرين الأول (أكتوبر) أن هناك فجوة في المهارات “في القطاع برمته”، بينما تعتقد النقابات أن الصناعة لم تفعل شيئا يذكر لجعل الوظائف أكثر جاذبية للمساعدة على الاحتفاظ بالموظفين عند انضمامهم لها.

قال كبار المسؤولين التنفيذيين إن أكبر درس استخلصناه من فوضى العام الماضي هو الحاجة إلى بناء قدر أكبر من المرونة التشغيلية، بما في ذلك وجود مزيد من الطائرات والموظفين على أهبة الاستعداد كحائل دون وقوع حالات التأخير الخارجة عن نطاق السيطرة.

حذر سكوت كيربي، الرئيس التنفيذي لشركة يونايتد أيرلاينز، الشهر الماضي من أن بعض شركات الطيران الأمريكية تبيع تذاكر لرحلات لن تتمكن من تشغيلها.

كما قال إن شركة الطيران التي يعمل فيها كانت تسير رحلاتها المجدولة بدلا من ذلك بزيادة 10 في المائة من الموظفين المناوبين و25 في المائة من الطائرات الاحتياطية.

في أوروبا، سيكون لدى “ويز أير” أيضا مزيد من الطائرات والطاقم في وضع الاستعداد هذا الصيف، في حين سيتم وضع جداول للطيارين وطواقم الطائرات للعمل لساعات أقل في كل نوبة لضمان قدرتهم على البقاء ضمن القواعد القانونية بشأن العمل الإضافي إذا حدثت مشكلات، كما قال فارادي.

إن اتخاذ هذه التدابير يخفف سباق الصناعة نحو خفض التكاليف التشغيلية. لكن كيربي قال إن هذا سيعوض بشكل أكبر من خلال تجنب “الانهيارات التشغيلية التي لا مفر منها”.

“لا يمكنك تشغيل شركة الطيران وكأنك في 2019 وإلا ستفشل”، كما أضاف.

والولايات المتحدة تعيش بالفعل وسط أسوأ شتاء من الاضطرابات منذ عقد.

قال إد باستيان، الرئيس التنفيذي لشركة دلتا أيرلاينز، إن نظام الطيران الأمريكي “هش”، حيث يفوق الطلب على السفر مقاعد الرحلات الجوية. لكنه قال إن التوظيف “قوي” في الشركة، وأن تدريب الموظفين الجدد سينتهي قبل موسم الصيف المزدحم.

“من الواضح أن الطلب في 2022 تجاوز قدرتنا على الإيفاء به بعدة طرق. إننا جميعا في الصناعة مدينون لعملائنا بالتأكد من أننا لا نطير بما يتجاوز قدراتنا”.

أظهر الاضطراب الذي حدث العام الماضي أيضا كيفية اعتماد كل رحلة على شبكة معقدة من الشركات، وأن نقطة ضعف واحدة يمكن أن تسبب اضطرابا في السلسلة.

أمضت شركات الطيران الأوروبية الشتاء الأهدأ وهي تدقق في سلاسل التوريد الخاصة بها، خاصة الشركات التي تقدم خدمات كإعادة تزويد الطيارات بالوقود وتسجيل الوصول ومناولة الأمتعة.

قال يوهان لوندجرين، الرئيس التنفيذي لشركة إيزي جيت، “ينبغي ألا نشعر بالرضا، لكن الوضع بالتأكيد يبدو أفضل بكثير”.

على الرغم من اندفاع الصناعة إلى تنظيم عملياتها الخاصة، حذر كبار المسؤولين التنفيذيين من أنهم سيكونون عاجزين بشكل أساس عن التعامل مع أكبر خطر محتمل، تأخيرات مراقبة الحركة الجوية.

حذرت هيئة مراقبة الحركة الجوية الأوروبية ” يورو كونترول” من “اضطراب كبير”، يعود جزئيا إلى ازدحام الأجواء أكثر من المعتاد بعد إغلاق المجالين الجويين الأوكراني والروسي.

تستغرق عملية تدريب مراقب للحركة الجوية ثلاثة أعوام تقريبا، ما يعني أن إعادة التوظيف بعد الجائحة عملية بطيئة.

ضحك فارادي عندما سئل عما إذا كان واثقا بأن الصيف سيمر بسلاسة في أوروبا، فأجاب “كلا، لست واثقا من ذلك”، مشيرا إلى مخاوف تتعلق بالحركة الجوية.

قالت شركة الطيران الأمريكية جت بلو إنها تبنت نهجا تشغيليا أكثر “تحفظا” بسبب عدد التأخيرات التي واجهتها في مراقبة الحركة الجوية، بما في ذلك جلب مزيد من “رحلات الذهاب والإياب” لتقليل الاضطراب في حال إلغاء رحلة، وجدولة مزيد من الرحلات الجوية أينما وجد طاقم للطيارات.

بعد ثلاثة أعوام من القيود على الحدود وانهيارات السفر، يأمل رؤساء الصناعة ألا يصدر 2023 عناوين رئيسة كثيرة.

قال جوردون ديوير، الرئيس التنفيذي لمطار إدنبرة، في مؤتمر لصناعة الطيران، “إن الوضع يتطلب فقط عاما من القدرة الرتيبة على التنبؤ لإعادة ثقة الناس مرة أخرى. إننا بحاجة إلى الأداء الجيد باستمرار بطريقة رتيبة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى