الرئيسيةريادة

من رائد أعمال إلى أبرز مستثمري العملات المشفرة في العالم

هاشتاق عربي

شارك هذا الموضوع:

يُعرف رجل الأعمال الصيني يات سيو بأنه المستثمر الأبرز في عالم الألعاب القائمة على تقنية البلوكتشين، ولد ونشأ في النمسا، وتدرب كموسيقي قبل أن يصبح مبرمجا، ثم بدأ في إطلاق الشركات بعد انتقاله إلى هونغ كونغ عام 1996.

يروج سيو لفكرة حقوق الملكية الرقمية في ألعاب الفيديو بحيث يمكن للاعبين امتلاك الرموز الخاصة بهم داخل اللعبة في شكل رموز غير قابلة للاستبدال (NFTs) مسجلة عبر تقنية البلوكتشين، والكسب في أثناء اللعب، والربح من خلال تبادلها مع لاعبين آخرين.

ومع ازدهار العملات المشفرة عام 2021، ركب سيو موجة المضاربة مع بيع شركته رموزا غير قابلة للاستبدال مرتبطة بمحفظة استثمارات لنحو 400 شركة ناشئة تعمل في المجال نفسه.

في جولة تمويل عام 2022، حصد تقييما قدره 5.9 مليارات دولار مع دعم من أبرز الأسماء الرائدة في عالم الاستثمار.

واستعرض تقرير نشرته صحيفة “فايننشال تايمز” (Financial Times) البريطانية -كتبه كاظم شوبر وجيميما كيلي وتشان هوه- قصة نجاح رائد الأعمال يات سيو ومراحل تطور شركته “أنيموكا براندز” (Animoca Brands) الواقعة في هونغ كونغ.

فعندما اجتاح وباء كورونا العالم عام 2020، كان سيو يملك شركة تطوير تطبيقات غير معروفة في هونغ كونغ. ولسنوات، كانت الدعامة الأساسية لشركته هي ألعاب الهاتف المحمول القائمة على علامات تجارية معروفة مثل “غارفيلد” (Garfield) أو “توماس محرك الدبابة”، إذ كانت أنيموكا تقوم بترخيص حقوق الملكية الفكرية وتجميعها في ألعاب مجانية.

ومع تصاعد فقاعة الإنترنت، أطلق سيو خدمة مراسلة عبر الإنترنت تسمى “آوتبليز” (Outblaze)، ثم باعها عام 2009 لشركة “آي بي إم” (IBM).

تجاوزت ألعاب أنيموكا التوقعات في تصنيفات “آب ستور” (App Store)، ولكن غالبا ما كانت تظهر الألعاب للمستخدمين بأسماء ناشرين مختلفين، الأمر الذي أغضب شركة “آبل” (Apple) التي نظرت إلى هذه التكتيكات على أنها تلاعب، فقررت إزالة تطبيقات الشركة عام 2012. ومع أنها سمحت للشركة بالعودة بحلول عام 2013، إلا أن الضرر الذي لحق بسمعتها جعل الشركة منبوذة إلى حد ما.

بحلول أواخر عام 2017 ، بدأ سيو يستثمر في الذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية، وكان من أوائل المستثمرين في الشركة التي تقف وراء فقاعة الرموز غير القابلة للاستبدال الأصلية “كريبتوكيتيز” (CryptoKitties)، التي تضمنت تداول القطط الافتراضية.

واستحوذ على شركة ناشئة تسمى “ليدي آر إس” (Leade.rs)، في صفقة مشاركة للترويج لحقوق الملكية الرقمية لأصحابها، ومن بينهم ريد هوفمان، مؤسس “لينكد إن” (LinkedIn).

وعندما انتشرت جائحة كوفيد-19، التي أدت بدورها إلى دفع الحكومات والبنوك المركزية إلى ضخ تريليونات الدولارات في الاقتصاد العالمي، ازدهرت المضاربة بالعملات المشفرة وشهدت أعمال أنيموكا طفرة كبيرة.

الازدهار والكساد
وفي تقرير آخر نشره موقع “كوين ديسك” (Coindesk)، أكدت الكاتبة روزي بربر أنه في الأشهر السبعة حتى أبريل/نيسان 2022، حققت شركة كريبتوكيتيز أرباحا قدرها 721 مليون دولار من مبيعات الرموز غير قابلة للاستبدال. وقدرت محفظتها الناشئة بقيمة 1.5 مليار دولار، مشيرة إلى أن لديها 4.2 مليارات دولار أخرى من “احتياطيات الأصول الرقمية” التي لم يتم احتسابها في ميزانيتها.

كان سيو من بين داعمي الشركات الناشئة التي حظيت فجأة بشعبية لدى المستثمرين. وبالنسبة للمؤسسين، كان التمويل من أنيموكا علامة على المصداقية، وقد عززت أنيموكا إيراداتها من خلال إصدار رموز جديدة أو الحصول على الرموز التي أصدرتها شركات المحافظ الخاصة بها بسعر رخيص ثم إعادة بيعها بأسعار مرتفعة.

لكن الانهيار في سوق العملات المشفرة كان دراماتيكيا مثل صعوده، وكان التأثير واضحا في أسواق الرموز غير قابلة للاستبدال التي بنت أنيموكا نجاحها عليها. عادت قيمة العملات المشفرة إلى الارتفاع -حتى الآن- ولكن من بين 13 رمزا من قائمة أنيموكا على موقعها على الإنترنت، خسر 11 منها أكثر من 90% من قيمته، مقابل 30% على الأقل للرمزين الباقين.

تم تداول أسهم أنيموكا، التي بلغت ذروتها كانون الثاني/يناير 2022، عند نحو 4.60 دولارات للسهم في السوق الثانوية للشركات.

وحسب سيباستيان بورجيت، رئيس العمليات في شركة ساندبوكس، فإن الشركة استمرت في النمو رغم تراجع سوق العملات المشفرة لأن نشاط المنصة الافتراضية لا يعتمد على دورة أسواق العملات المشفرة.

على وشك الإفلاس
كان حماس سيو للعملات المشفرة ونهجه الاستثماري الحر مصدرا للمشاكل بالنسبة لشركة أنيموكا على مر السنين.

في مارس/آذار 2020، أخرجت البورصة الأسترالية للأوراق المالية شركة أنيموكا من قائمتها، بسبب إخفاقات الحوكمة.

مع ذلك، لا يزال لدى شركة أنيموكا الآلاف من المساهمين وهي ملزمة بتقديم حسابات عامة في أستراليا.

ومن جهته، يقر سيو بأن أنيموكا لم تكن لديها جميع الوثائق التي يريدها المدققون، لكنه يقول إن ذلك كان متوقعا نظرا لطبيعة وحجم الاستثمارات التي كان يقوم بها، واعترف بأن شركته شهدت عمليات داخلية فوضوية وذات حوكمة ضعيفة، حيث تم اتخاذ القرارات إلى حد كبير على أساس حدسه الشخصي.

ثقة في المستقبل
تسعى أنيموكا لجمع رأس مال مجازف يصل إلى مليار دولار. وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد انهيار “إف تي إكس”، أراد سيو طمأنة المساهمين، وأكد أن أنيموكا لديها 214 مليون دولار نقدا وأصول رقمية بقيمة 940 مليون دولار و”احتياطات رقمية خارج الميزانية” تبلغ 3 مليارات دولار.

شبكة الجزيرة

قناة تلفزيونية إخبارية حكومية تابعة لشبكة الجزيرة الإعلامية، تأسست في 1 نوفمبر 1996، ويقع مقرها في العاصمة القطرية الدوحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى