الرئيسيةمنوعات

إعادة تشغيل أكبر منشأة في العالم لاحتجاز الكربون في تكساس

هاشتاق عربي

شارك هذا الموضوع:

يخطط مالكو “بيترا نوفا”، أكبر منشأة لاحتجاز الكربون في العالم لاستئناف عملياتها داخل المحطة التي تبلغ تكلفتها مليار دولار بعد ثلاث سنوات من الإغلاق. تمثل هذه الخطوة اختباراً لصناعة ناشئة يؤمن الخبراء أنها ضرورية لتحقيق الأهداف المناخية.

تعتزم “جيه إكس نيبون” (JX Nippon) إعادة تشغيل منشأة “بيترا نوفا” (Petra Nova) في تكساس، بعد أن تنتهي شركة “إن آر جي إنرجي” (NRG Energy Inc) من إصلاحات وحدة توليد الكهرباء التي تعمل بالفحم والتي تتصل بها، حسبما ذكرت الشركة في رد عبر البريد الإلكتروني على الأسئلة المطروحة عليها. تتوقع “إن آر جي إنرجي” انتهاء هذه الإصلاحات في يونيو.

خطوة لخفض الانبعاثات
ستشكل إعادة تشغيل هذه المحطة خطوة مهمة إلى الأمام لاحتجاز الكربون في الولايات المتحدة، ما يمنح فرصة جديدة لمشروعٍ اعتبره النقاد أبرز فشل لهذا القطاع.

يوفر قانون خفض معدلات التضخم الذي أقرته إدارة بايدن، حوافز ضريبية كبيرة لتعزيز تطوير التكنولوجيا التي من شأنها إزالة وخفض الانبعاثات الناتجة عن احتراق الوقود الأحفوري. ويؤكد عدد من خبراء البيئة البارزين أن احتجاز الكربون يطيل أمد استخراج النفط والغاز، رغم نجاح المشروع. بينما يُشير المؤيدون إلى أنه لا يوجد خيار آخر يمكن تطبيقه لإزالة الكربون وخفض انبعاثاته من الصناعات عالية التلوث.

أوروبا تكشف عن خطة استثمار خضراء لمنافسة أميركا والصين

“بيترا نوفا”، التي كُلِف بناؤها مليار دولار شاملاً مبلغ 195 مليون دولار قدمته الحكومة الأميركية، نقلت الكربون الذي التقطته بعد حرق الفحم إلى حقل نفط تديره شركة “هيلكورب إنرجي” (Hilcorp Energy Co)، حيث استُخدم لاستخراج النفط الخام عبر عملية تعرف بـ”الاستخلاص المعزز للنفط”. خلال هذه العملية، يعمل ثاني أكسيد الكربون مثل الصابون للضغط واستخراج النفط ليُخزن لاحقاً في خزانات عميقة تحت الأرض.

الحياد الكربوني
ذكرت “إن آر جي” أن هذه المنشأة كانت أكبر محطة في العالم لالتقاط الكربون بعد عملية الاحتراق، حيث تمكنت من التقاط كميات ضخمة بالأطنان سنوياً خلال ثلاث سنوات من تشغيلها.

أشارت الشركة في بيان إلى أن اقتصاديات المشروع أصبحت تشكل تحدياً إثر تعثره في 2020، عقب تراجع إنتاج النفط الخام وانخفاض أسعاره. باعت “إن آر جي” حصتها البالغة 50% في “بيترا نوفا” لـ”جيه إكس نيبون” مقابل 3.6 مليون دولار في نهاية العام الماضي، ما جعل الشركة اليابانية المالك الوحيد لها.

تسعى “جيه إكس نيبون” لاكتساب المزيد من المعلومات التقنية لعملية احتجاز الكربون ومساعدة الشركة الأم “إنيوس هولدينغز” (Eneos Holdings Inc)، ومقرها طوكيو، لتصبح محايدة كربونياً بحلول عام 2040، وفقاً لما قاله هوشينا تاتسورو المتحدث باسمها عبر البريد الإلكتروني، الذي أضاف أن جدوى “بترا نوفا” تعتمد بشكل أساسي على أسعار النفط.

ارتفاع احتجاز الكربون في الولايات المتحدة
يعتبر البعض أن احتجاز الكربون هو أداة حيوية للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، لأنه يتيح استخدام الوقود الأحفوري مع إزالة انبعاثاته الكربونية الملوثة.

لا يزال احتجاز الكربون في مراحله الأولى، مقارنةً بالتقنيات الأخرى منخفضة الكربون مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية، بسبب تكلفته العالية والمشاكل التقنية المعقدة.

يتوقع مصممو نماذج الطاقة ارتفاع احتجاز الكربون في الولايات المتحدة عشرة أضعاف ليصل إلى 200 مليون طن متري بحلول عام 2030، حيث تشجع الإعفاءات الضريبية التي منحها “قانون بايدن لخفض التضخم” وضغط العملاء والمنظمين، خفض الانبعاثات. لكن يعتبر هذا الهدف السامي بعيداً كل البعد عن الكمية المطلوب التقاطها والتي تبلغ 6.2 مليار طن متري، لبلوغ أهداف اتفاق باريس للمناخ، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.

يزعم المدافعون أن “بترا نوفا” حققت نجاحاً تقنياً. حيث التقطت المحطة، الواقعة في هيوستن الكبرى، 92.4 % من ثاني أكسيد الكربون من الغاز المعالج من وحدة توليد الكهرباء بالفحم وأظهرت أنه يمكن بناء مشروع على نطاق تجاري، حسبما قالت “إن آر جي” في تقريرها برعاية وزارة الطاقة.

تقويض الفوائد المناخية
ومع ذلك، كشف التقرير أيضاً تراجع كمية الكربون التي التقطتها المنشأة خلال العامين الأولين من تشغيلها، إلى مستويات تقل بكثير عن التوقعات” بعد توقف بعض أقسام المنشأة عن العمل.

يدل قرار “إن آر جي” ببيع الشركة مقابل مبلغ بسيط يقل عن تكلفتها على أمرين: إما صعوبة تشغيل المنشأة أو أنها مكلفة، كما قال ديفيد شليسل، مدير في معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي، وهي مجموعة أبحاث بيئية. في جميع الأحوال، إن الفوائد المناخية المزعومة للمنشأة تقوضها حقيقة “استخدامها لإطالة عمر حقل نفطي”.

وقال:” أنت تنتج المزيد من النفط، ثم تحرق هذا الزيت الذي يتسبب بانبعاث ثاني اكسيد الكربون. والنتيجة النهائية أنك تعوض جزءاً، إن لم يكن كل نسبة ثاني أكسيد الكربون الذي التقطته سابقاً”.

بلومبرغ الشرق

اقتصاد الشرق مع بلومبِرغ هي أحد الخدمات الإخبارية الناطقة بالعربية والمتخصصة بتوفير الأخبار والقصص الاقتصادية من حول العالم، والتي تتبع الشرق للأخبار التي انطلقت في 11 نوفمبر 2020 لتقديم تغطيات إخبارية من حول العالم باللغة العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى