هاشتاق عربي – وصفي الصفدي
لاحقا لسلسلة حلقات إنترنت الأشياء، إنترنت الحواس وإنترنت كل شيء، نستمر في طرح ما هو مفيد للتعريف بالتكنولوجيا المتطورة والتي تركز على التفاعل مع حياتنا اليومية او ما يمكن ان نعتبره الاندماج التكنولوجي الحياتي لما له من اثر كبير على طريقة عيشنا، تطور حياتنا والأهم من ذلك تطوير اسواق جديدة تخدم عجلة الاقتصاد الوطني والرقمي.
التكنولوجيا الناشئة
هو اسم يطلق على التقنيات الرقمية الجديدة التي لا تزال محدودة الانتشار او تطبيقها العملي محدود في مرحلة التطوير. الهدف الرئيسي منها هو تغيير واقع حال وتحسين جودة الحياة او المنتج، احداث تغيير في عدة مجالات مثل القطاع الصناعي، الصحي، التعليمي، العملي بحيث تعمل على تحسين الفاعلية بين بيئات التكنولوجيا المترابطة ومن الامثلة عليها انترنت الاشياء، الذكاء الاصطناعي، البيانات الضخمة، الحوسبة السحابية، الحوسبة الضبابية، الروبوتات، الطباعة ثلاثية الأبعاد، بلوكشين، ويب 3.0، الواقع المعزز والممتد، الميتافيرس، الامن السيبراني، الحوسبة الكمومية، والتكنولوجيا الحيوية.
تحديات التكنولوجيا الناشئة والرقمنة
أهم التحديات التكنولوجيا الناشئة
- بلغ عدد سكان الكرة ثمانية مليار نسمة منهم 3 مليار ليس لديهم حق النفاذ للخدمات الرقمية بالإضافة إلى الفجوة الرقمية الجندرية التي تحرم 20% من النساء من حق النفاذ للإنترنت.
- الفجوة والمهارات الرقمية بما يتناسب مه التطور التكنولوجي الذي نعيشه او سوف نعيشه بالمستقبل لذلك يجب العمل على تحسين نوعية التعليم لسد الفجوات الرقمية وايضا تبني برامج تطويريه للموظفين لرفع مستوى مهاراتهم.
- كلف انشاء البنى التحتّية بما فيها شبكات الجيل الخامس.
- الهوية والمواطنة الرقمية واحدة من أهم المحاور التي يجب العمل عليها لتعزيز الاندماج بين الحياة المادية والافتراضية.
- حماية البيانات والخصوصية والأمن السيبراني والتصدي للهجمات الإلكترونية.
- الأجهزة الذكية والقابلة للارتداء وتوفيرها بأسعار تناسب الأسواق المستهدفة وتوفيرها للجميع.
- الانظمة والتشريعات الرقمية على مستوى دولي والعمل على تفعيل القيود الرقمية والاصول الرقمية وغيرها.
- نظام العملات الرقمية المركزية والمرخصة من قبل البنوك المركزية والمربوطة بعملة الدولة او سلة العملات الدولية بسعر صرف معروف ومحكوم من قبل البنوك المركزية وليس العملات المشفرة الا إذا تم اخضاعها لقوانين البنوك المركزية بسعر ثابت.
- التوسع بتطبيقات البلوكشين للتدقيق الرقمي والدفع الرقمي والتحقق من هوية المستخدم بما يضمن حماية البيانات والاصول والهوية والرصيد الرقمي.
الأسواق الناشئة بالأرقام
حسب التقرير الصادر عن ماجنيت (MAGNiTT) شهد العام 2022 انخفاض بنسبة 2% في حجم الاستثمار حيث بلغت هذه القيمة 7.2 مليار دولار لتمويل المشاريع بينما انخفض عدد الاتفاقات بنسبة 4% مسجلا 1473 اتفاق ممول. وحسب هذا التقرير بما يخص منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا لعام 2022، كان ملخص العام كما يلي:
- تراجع عدد الصفقات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بنسبة 8% إلى 627 من عام 2022 مقارنة ب 679 في عام 2021.
- زادت قيمة التمويل بنسبة 8% لتصل إلى 3.2 مليار دولار مسجلة زيادة 5% للصفقات الضخمة و10% للصفقات غير الضخمة.
- تم تسجيل 7 صفقات ضخمة (+100 مليون دولار أمريكي) في عام 2022، ثلاثة منهم في المملكة العربية السعودية مما يسلط الضوء على نضوج النظام البيئي.
- حافظت مصر والإمارات والسعودية على المراكز الثلاثة الأولى على مستوى عدد الصفقات وقيمة التمويل واستحوذت مصر على 160 صفقة تبعتها الامارات ب 153 صفقة و144 صفقة للسعودية.
- استحوذت الامارات على 1.2 مليار دولار وتبعتها السعودية بما قيمته 987 مليون دولار من اجمالي التمويل \ الاستثمارات.
- واصلت التكنولوجيا المالية ريادتها في هذا المجال حيث حصدت المركز الأول بنسبة 29% من قيمة الصفقات، 15% حازت عليها النقل والخدمات اللوجستية، كمات حصد التسوق الإلكتروني على المركز الثالث بنسبة 11% من اجمالي قيمة الصفقات.
- حصد العام 2022 مركزه كعام قياسي بالنسبة لعمليات الخروج مسجلا 70 عملية خروج ودمج/استحواذ، 50% منها لشركات ناشئة عمرها خمس سنوات او أقل.
التكنولوجيا الناشئة والاقتصاد
حسب دراسات عدة من قبل جهات رسمية وغير رسمية، فإن التكنولوجيا الناشئة والرقمنة ستساهم بشكل كبير بتوفير فرص عمل، خفض نسبة البطالة خاصة بين القوى العاملة النسائية، ومن المتوقع نمو في الناتج القومي يصل ل ٤٦% خلال الثلاثة عقود القادمة حسب دراسة للبنك الدولي.
أهم الصناعات الرقمية وأثرها على الاقتصاد
- من المتوقع ان تستثمر الشركات حوالي 620 مليار دولار في خدمات الجيل الخامس، وستصل مساهمة قطاع الاتصالات لحوالي 5 تريليون دولار خلال 2025 وخلق ما يقارب من 2 مليون فرصة عمل جديدة.
- سيشهد قطاع الأجهزة الذكية نسبة نمو تصل ل 13% ومن المتوقع شحن 1.5 مليار جهاز منهم 700 مليون جهاز يدعم الجيل الخامس بحلول عام 2026.
- انترنت الأشياء يتوقع ان يتضاعف عدد الأجهزة ليصل إلى 25 مليار جهاز متصل مع عوائد تصل ل 1.123 تريليون دولار بحلول عام 2025.
- الميتافيرس استثمرت الشركات خلال هذا العام ما يقارب 120 مليار دولار ومن المتوقع ان يصل حجم العوائد الى 5 تريليون دولار بحلول عام 2030 حسب دراسة نشرت لشركة ماكينزي.
- صناعة المحتوى الرقمي من الدعاية والاعلان، الاتصالات المرئية، البث المرئي، الفيديو حسب الطلب، وخدمات المراقبة والتحليلات المرئية لمجمع عوائد يصل لأكثر من 1 تريليون دولار لغاية 2027.
- الامن السيبراني من المتوقع ان تصل العوائد إلى 366 مليار دولار لغاية عام 2028. يتوقع ان تنفق الشركات حوالي 10 مليار دولار على التدريب لغاية عام 2027، ستبلغ القيمة السوقية لمنتجات وخدمات الامن السيبراني حوالي 1 تريليون دولار حسب موقع “financeonline.com”.
- الذكاء الاصطناعي من المتوقع ان تصل العوائد إلى 349 مليار دولار لغاية عام 2027.
- الحوسبة السحابية من المتوقع ان تصل العوائد إلى 947 مليار دولار لغاية عام 2027.
- التسوق الالكتروني من المتوقع ان تصل العوائد إلى 8 تريليون دولار لغاية عام 2025.
الخلاصة
كما ذكرنا سابقا في العديد من المقالات، على الدول ان تعمل على خلق وتبني خارطة طريق رقمية حتى تماشي التطور الرقمي الحاصل في عالمنا اليوم. فعليا، التحول الرقمي سيخلق فرص وأسواق جديدة من شأنها تحسين المستوى المعيشي، رفع الكفاءة والجاهزية، تطوير وتحسين ورفع جودة المنتجات، سهولة الوصول للأسواق العالمية، رفع الناتج القومي، تطوير وتحسين عمل جميع القطاعات الصناعية والخدمية والزراعية والصحية وغيرها، خفض التكاليف، والعديد من المزايا الأخرى. لم يعد التحول الرقمي عبارة عن رفاه معيشي بقدر ما هو ضرورة حياتية لمواكبة التطور الحاصل والاستفادة من التكنولوجيا الناشئة لتحسين جميع نواحي الحياة المعاصرة التي نعيشها. ان التركيز اليوم على تطوير الكفاءات والمهارات البشرية لم يعد يعتمد على التعليم فقط، بل يجب العمل على تبني مفاهيم جديدة تعنى بالقدرات والمهارات الرقمية، ريادة الاعمال، لم تعد أسواق العمل بحاجة للقوى العاملة البدائية بقدر حاجتها للمهارات والقوى العاملة الرقمية، أسواق العمل أصبحت بلا حدود مع تطور العمل عن بعد، التعليم عن بعد ستمنح المزيد من حرية التعلم ونيل الشهادات الدولية دون الحاجة للسفر، ستصبح الشركات اكثر قدرة على فتح أسواق عالمية دون الحاجة للتواجد الفعلي، العمل على مدار الساعة من أي مكان بالعالم سيصبح اكثر سهولة مع انتشار الاندماج البشري الآلي وانترنت كل شيء والروبوتات والميتافيرس، كل شيء سيكون مختلف تماما وسيبدو عالمنا اليوم بدائي مقارنة مع ما سيكون عليه في المستقبل القريب. إذا لم تخطوا الدول باتجاه الرقمنة العالمية فإنها ستكون من العصور المتخلفة مهما كانت مكانتها اليوم.