خاصريادة

البيئة الريادية في الأردن ( 2) .. حزمة مقترحات لتمكين ريادة الأعمال في المملكة

شارك هذا الموضوع:

 

هاشتاق عربي – إبراهيم المبيضين

أكّد تقرير حديث محايد أهمية العمل بجدّ وبتشاركية تامّة بين القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني والخبراء المعنيين، لتعزيز مفاهيم ريادة الاعمال لدى الشباب الأردني الأمر الذي من شانه تطوير المجتمع والاقتصاد وتحقيق التنمية المجتمعية بشكل عام.

وخرج التقرير –  وهو من اعداد مبادرة ” رحلة الى الابتكار ” بمشاركة مجموعة من الخبراء والمعنيين في مضمار ريادة الأعمال في المملكة – بمجموعة كبيرة من المقترحات والتوصيات التي من شانها تطوير بيئة ريادة الاعمال في المملكة وفي جميع المحافظات وضمن ثلاثة محاور : محور بيئة تنشئة الريادة في الاردن، محور تمكين الريادة، ريادة الأعمال للمراة ومشاركتها الاقتصادية.

ويعتبر التقرير خلاصة لتوصيات خرجت بها جلسة نقاشية حول البيئة الريادية في الاردن عقدت خلال شهر تشرين الثاني ” نوفمبر ” الماضي بالتزامن مع انعقاد اسبوع الريادة العالمي، حيث حملت الجلسة عنوان : ” تحفيز المناخ الريادي في المملكة ” ، وجرى العمل الاسابيع الماضية على تجميع وتحليل وتنقيح التوصيات وصوغ التقرير بشكله النهائي.

وقد استضافت الجلسة النقاشية مجموعة من المتحدثين المتخصصين في مجال تطوير البرامج الريادية في قطاعات مختلفة وهم : سمر دودين المديرة الاقليمية ومديرة البرامج لمؤسسة ” رواد التنمية ” المؤسسة العربية للتنمية المستدامة”، ايمان أبدة وهي مدربة ومحاضرة جامعية ومستشارة في قطاع الاعمال، ايمان العتيبي وهي مختصة في تطوير البرامج التنموية والتعليمية ورائدة اعمال اردنية ناجحة، عمر الطويل وهو محامي مزاول للمهنة، صلاح العقبي وهو ريادي اردني مؤسس المصنع الاردني لانتاج الطباشير، زياد المصري وهو مختص في التسويق وتطوير الاعمال، الدكتورة سلمى النمس وهي الامين العام للجنة الوطنية الاردنية لشؤون المرأة، الدكتورة سوسن عبدالسلام المجالي وهي الامين العام للمجلس الاعلى للسكان، عالية غرايبة وهي ريادية مؤسسة لشركة تشكيل للتدريب والاستشارات، ورانيا السويطي وهي متخصصة في مجال التدريب والبحث في مجال التنمية الاقتصادية.

وقدّم هؤلاء المتخصّصون مجموعة من التوصيات للإرتقاء بمنظومة ريادة الاعمال في المملكة، ضمن ثلاثة محاور أساسية: بيئة تنشئة الريادة في الاردن، بيئة تمكين الريادة في الاردن، وريادة الاعمال للمراة ومشاركتها الاقتصادية.

ويرى مؤسسو مبادرة ” رحلة الى الابتكار” بانه مع استمرار نمو وتطور مشهد ريادة الاعمال في المملكة، فانه من الضروري التفاعل مع اصحاب المصلحة لاقامة شراكات لتشجيع استدامة ريادة الأعمال.

ومبادرة  ” رحلة الى الابتكار” ، التي انطلقت في العام 2010 بتنظيم من مجموعة من الشباب الأردنيين المتطوعين، هي عبارة عن مشروع غير ربحي يهدف الى تنمية ثقافة الابتكار بين الشباب الأردني والعمل على توفير أدوات الابتكار اللازمة لكل ريادي لمساعدته على اختبار وتطوير أفكاره وتحويلها الى مشاريع ملموسة تسهم في دعم الاقتصاد الأردني.

وتتكوّن المبادرة، التي تحرص على التنقل والتواجد في محافظات مختلفة وليس فقط في العاصمة عمان، من ورشات عمل تفاعلية تعرض أهم سبل النجاح للرياديين وطرق التفكير الإبداعي الخلاق في بيئة تفاعلية بين المشاركين وإعلام الريادة في المجتمع الأردني، بالإضافة الى زيارات ميدانية للمشاركين الى بيئات عمل ريادية وحاضنات أعمال وكبرى الشركات الوطنية للتعرف عن قرب على مراكز القرارات الاستراتيجية الناجحة في عالم الأعمال.

” هاشتاق عربي ” وبالتعاون مع مبادرة ” رحلة الى الابتكار” تنشر على ثلاثة حلقات التوصيات التي خرج بها المتخصصون المشاركون في الجلسة النقاشية لتطوير بيئة ريادة الاعمال في المملكة، وذلك ضمن المحاور الثلاثة ( الجللسات الفرعية الثلاثة ) التي شملتها الجلسة النقاشية: بيئة تنشئة الريادة في الاردن، بيئة تمكين الريادة في الاردن، وريادة الاعمال للمراة ومشاركتها الاقتصادية.

……………………………………………………………………………………………………..

المحور الثاني ( الجلسة الثانية ) : بيئة تمكين ريادة الاعمال في المملكة :

تحدثت هذه الجلسة عن البيئة الممكنة للريادي، و التي جرى الاتفاق على تعريفها بما يلي : جميع العناصر و المكونات المختلفة التي يتفاعل معها الريادي بعد أن يتخذ قراره بتأسيس عمله الخاص، مثل القوانين و التشريعات و تنافسية السوق و تكامله مع القطاع الخاص و غيرها، من العناصر.

وخلال هذه الجلسة جرى تسليط الضوء على هذه البيئة ضمن ثلاثة محاور:

# دور القطاع الخاص في المساهمة لبناء منظومة ريادة سليمة في الأردن.

# القوانين و التشريعات المؤثرة على رياديي الأعمال.

# منظور الريادي حول تجربته في التفاعل مع منظومة الريادة المحلية.

# وضمن المحور الاول : ” دور القطاع الخاص في المساهمة في بناء منظومة ريادة سليمة في الأردن “

 تحدث المتخصص في التسويق وتطوير الاعمال زياد المصري قائلا : ” إنّ من أهم احتياجات الريادي أن ينفتح على الاسواق العالمية ، و أن يطلع على مستجداتها حتي يتمكن من قياس أدائه على معايير حديثة و بلورة مشروعة بطريقة تواكب سوق الأعمال الحديث، و هذه من الخدمات التي ربما لا يستطيع تقديمها أي برنامج حكومي بسبب تكلفته العالية، علاوة على تخصصه حيث تتطلب مثل هذه الخدمات ممن يعمل على تصميمها ان يكون لديه خبرة في عالم الأعمال، وبناءا عليه قد تكون مساهمة القطاع الخاص في تزويد مثل هذه البرامج مهمة جدا لبناء منظومة الريادة المحلية، كمثال على ذلك، بادرت شركة “أمنية” بمشروع مماثل و قد حقق أثر كبير في حياة الرياديين الناشئين المنتفعين منه”.

        واشار المصري الى مفهوم تعزيز التواصل و الشراكات بين الشركات الكبيرة و الشركات الناشئة و العمل على تغيير الصورة النمطية لهذه الشراكات على أنها تصب في مصلحة الشركات الناشئة فقط ولكنها تفيد الشركات الكبيرة ايضا.

واوضح قائلا : ” ان الشركات الكبيرة اليوم تواجه الكثير من التحديات بسبب التقنيات الحديثة التي تهدد نجاحها ووجودها ولعل أكثر الطرق العملية في مواجهة ذلك هي الشراكة مع الشركات الناشئة التي تعمل على ابتكار حلول جديدة و تقنيات خلاقة، من الأمثلة على ذلك شراكة “أمنية” مع العديد من مزودي التطبيقات الذكية للهواتف الخلوية”.

# وأما المحور الثاني : ” القوانين و التشريعات المتعلقة أو ذات التأثير على أصحاب الأعمال” فتحدث عنه المحامي عمر الطويل والذي قدّم المقترحات التالية :

         حيث أكد على أهمية عمل المشرّع على إعادة النظر في تعريف القانون الأردني للشركة الناشئة حيث يستند التعريف على معايير التعريف لدى صندوق النقد الدولي و غيره من المؤسسات التي تختلف في نظرتها عن واقع السوق الأردني.

    واشار الى انه يجب على المشرّع إعادة النظر في العقود التي تستخدمها حاضنات و مسارعات الأعمال المحلية فهي بالغالب عقود مستوردة لا تراعي خصوصية منظومة الريادة المحلية  و بنودها غير منصفة للرياديين و لا تفعّل استفادتهم من هذه المؤسسات بشكل ملموس.

         ودعا الى إطلاق برنامج توعوي على مستوى موظفين مؤسسات القطاع العام بماهية العمل الريادي لأن لهم دور كبير في دعم أداء الرياديين من خلال تفهم خصوصية حالاتهم عند مراجعة الدوائر المختلفة.

        كما دعا الى تفعيل تطبيق القوانين الحالية التي استحدثتها الأردن لدعم منظومة الريادة المحلية بأسرع وقت وأعلى كفاءة حتى تصبح جزء من الثقافة المحلية و يصبح من الصعب إهمالها.

# وضمن المحور الثالث : ” منظور الريادي ووجهة نظره حول تجربته في التفاعل مع منظومة الريادة المحلية”

تحدث الريادي الاردني صلاح العقبي وهو مؤسس المصنع الاردني لانتاج الطباشير واكد على ما يلي :  

        ضرورة دعم المشروعات الناشئة في المحافظات و ذلك لأن ابن المحافظة عندما ينجح بالعمل في محافظته يساعد على تنميتها و تشغيل أبناءها.

         وتطرق العقبي في الحديث الى التحديات التي واجهته في تأسيس مشروعه واهمها : الحصول على الدعم، وبالرغم من أهليته (بحسب الشروط والأصول) إلا أنه واجه صعوبة مع أحد موظفين البرنامج التمويلي الذي توجه إليه حيث أن هذا الموظف حاول احباطه وثنيه عن البدء بالمشروع.

 يقول العقبي أنه لولا إصراره لما تمكن من تحقيق كل هذا النجاح حتى الان و يوصي أن يجري العمل على مهارات التواصل لموظفين الإقراض في المؤسسات المختلفة لضمان مساهمتهم في الدعم المعنوي و التحفيز تماما كالدعم المادي للريادي.

         واكد اهمية تفعيل السياسات و الممارسات التي تعزز استهلاك المنتج الأردني وإعطائه الأولوية محليا، لافتا الى انه مهما كانت ميزة التصدير لأسواق خارجية فإنها لاتغني أي ريادي عن الانتشار و النجاح على الصعيد المحلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى