أظهرت أحدث البيانات والمعلومات المتعلقة بحركة الشحن في العالم، أن القطاع يواجه مشكلة جديدة وهي تكدس البضائع وحاويات النقل في المخازن التي أصبحت شبه ممتلئة، وهو ما يُشكل أزمة جديدة لهذا القطاع الذي يعاني أصلاً من مخاوف الركود الاقتصادي والظروف الجديدة التي يمر بها العالم.
قال تقرير نشرته شبكة “سي إن بي سي” الأميركية على موقعها الإلكتروني، إنه “علاوة على انخفاض أسعار الشحن فإن أحدث البيانات تُظهر أن مستودعات الحاويات المستخدمة لإيواء الحاويات بعد تفريغها ممتلئة حالياً، وهو ما يشكل مشكلة جديدة تواجه قطاع الشحن العالمي”.
وبحسب التقرير فإن هذا “يشير إلى مزيد من علامات انخفاض الطلب العالمي وتباطؤ اقتصادي وشيك”.
ويقول التجار والشاحنون إن الانخفاض في الطلب الاستهلاكي العالمي يدل على تباطؤ وشيك في الاقتصاد العالمي بعد اندفاع محموم للاستهلاك أعقب فترة الإغلاق الكبير الذي تسبب به وباء كورونا.
وقال كريستيان رويلوفز، الرئيس التنفيذي لمنصة الحاويات اللوجستية على الإنترنت “كونتينر إكس تشينج”: “لا توجد مساحة كافية في المستودع لاستيعاب جميع الحاويات”.
وأضاف: “مع إطلاق المزيد من مخزون الحاويات في السوق، وخاصة عمليات التخلص من أساطيل التأجير، سيكون هناك ضغط إضافي على المستودعات في الأشهر المقبلة”.
وقال أندريا مونتي، مالك مستودع الحاويات الإيطالي، إن مستودعاته ممتلئة. وأضاف: “مهما كان الدخول والخروج، فعلى سبيل المثال، مستودعنا في ميلانو عالق تماماً. ويتزايد حجم الحاويات في المستودعات إلى حد أننا بدأنا نعيد بعض الطلبات”.
وتابع: “نحن في موقف لا يمكننا فيه قبول عملاء جدد لبعض المواقع”.
وقال مونتي إن “موسم الذروة لشحنات البضائع – مع اقتراب عيد الميلاد – من الناحية الفنية لم يحدث هذا العام”. وأضاف أن تجار التجزئة حذرون بشأن المستوى العالي للمخزون لديهم.
وتابع: “يوجد مخزون كافٍ لدى تجار التجزئة”.
لمكافحة تكدس الحاويات في المستودعات بدأت بعض المواني، مثل ميناء هيوستن في فرض رسوم على الحاويات الفارغة الموجودة في المحطات لأكثر من سبعة أيام، بحسب ما نقلته “سي إن بي سي” عن مصادر في قطاع الشحن.
وقال المدير في شركة Sedgwick، دارين ميلر: “ما لا يدركه الكثيرون في كثير من الأحيان هو أن الحاويات داخل المستودعات فارغة”.
وأضاف: غالباً ما تُترك لأسابيع متتالية.. العدد الهائل للحاويات على السفن أو في المواني، يتركنا مع مساحة مستودعات غير كافية مما يؤدي إلى تفاقم أزمة سلسلة التوريد المستمرة لدينا لأنها تؤثر على إعادة تموضع الحاويات وحركتها”.
وأضاف ميلر أنه يمكن للمستهلكين توقع أن يقدم تجار التجزئة خصومات من أجل مسح المخزون.
ويقول تقرير “سي إن بي سي” إن عمليات الإبحار الفارغة أو الملغاة آخذة في الارتفاع، وذلك على الرغم من اقتراب أكبر فترة إنفاق لهذا العام.
ويحدث الإبحار الفارغ عندما تقرر شركة الشحن تخطي منفذ أو جزء كامل من جدولها الزمني، لإدارة التغييرات في الطلب والسعة.