الرئيسيةدولي

غيوم قاتمة تخيم على مستقبل علي بابا وتينسنت

شارك هذا الموضوع:

منذ أكثر من عام بقليل، في ظل مواجهة مجموعة علي بابا لتحقيق خاص بمكافحة الاحتكار وتعرض مؤسسها جاك ما لضغوط سياسية، سارعت المديرة المالية، ماجي وو، إلى التحدث مع المستثمرين عن أعمال الشركة السحابية سريعة التوسع وغير المثيرة للجدل.

قالت في مؤتمر جولدمان ساكس في شباط (فبراير) الماضي، وفقا لملاحظات تم تقديمها إلى “فاينانشيال تايمز”: “ستكون الصين أكبر اقتصاد في غضون عشرة أعوام، وستنتقل المؤسسات والملايين من الشركات إلى السحابة”.

لكن إشارة وو إلى أن معدل نمو “علي كلاود” البالغ 50 في المائة على أساس سنوي كان مستداما، أثبتت أنه مفرط في التفاؤل. اليوم توقف النمو في قسم الحوسبة السحابية: ارتفعت المبيعات 12 في المائة فقط في الربع الأول من 2022 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

من جانبها، أبلغت شركة تينسنت، المنافسة الكبرى، عن تقلص ذراعها السحابية في الفترة نفسها.

تكشف الشركات السحابية المتعثرة كيف تكافح شركتا التكنولوجيا العملاقتين في الصين لاستعادة مواطئ أقدامهما في الوقت الذي تواجهان فيه هجمة تنظيمية من بكين وتباطؤا اقتصاديا ناتجا، جزئيا، عن نظام صارم تم استحداثه بسبب فيروس كورونا الذي أوقف النشاط التجاري في معظم أنحاء البلاد.

لقد تحدى النمو الباهت توقعات بأن الحوسبة السحابية يمكن أن تحول مجموعات التكنولوجيا الصينية بالطريقة التي جددت بها “أمازون ويب سيرفيسز” عملاق التجارة الإلكترونية في الولايات المتحدة، والطريقة التي عززت بها “أزور” شركة مايكروسوفت.

كما أن المنافسة من البائعين المفضلين سياسيا، مثل هواوي، وشركات الاتصالات المدعومة من الدولة، بما في ذلك “تيانيي كلاود”، التي تديرها “تشاينا تيليكوم”، و”تسينجهوا يونيجروب” تزيد الضغط.

على عكس نظرائها في وادي السيليكون، تباطأ النمو في قسم السحابة التابع لشركة علي بابا إلى حد كبير خلال الـ12 شهرا الماضية، بينما لا تزال الأرباح في طور التكون. في غضون ذلك، تحولت تينسنت من زيادة النمو إلى السعي وراء الربحية.

أحد أجزاء أحجية التباطؤ يكمن في بنية السوق السحابية في الصين. تمثل السحابة العامة في البلاد نحو 60 في المائة من السوق، بقيادة شركتي علي بابا وتينسنت.

في السحابة العامة يشترك كثير من الشركات في النظام الأساسي للمورد. هذا الجزء من السوق مهيمن جدا في الولايات المتحدة لدرجة أنه يعرف عموما باسم “السحابة” ـ تهيمن أمازون ومايكروسوفت وجوجل على هذا القطاع.

في الصين 40 في المائة من السوق مخصصة للحوسبة السحابية الخاصة، حيث تستخدم الشركات موارد حوسبة مكرسة ومخصصة للغاية في كثير من الأحيان، وفقا للأكاديمية الصينية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وهي مؤسسة فكرية تديرها الحكومة. يشمل العملاء في هذا الجزء من السوق الشركات الكبيرة المملوكة للدولة والحكومات. البائعون الرئيسون هم هواوي، المملوكة للدولة، وأيضا علي بابا.

في السحابة العامة، يمثل عملاء صناعة الإنترنت نحو نصف المستخدمين النهائيين، الأمر الذي ترك الأذرع السحابية لشركة علي بابا وتينسنت عرضة للحملة الأمنية الصينية. استشهدت علي بابا بتراجع الاستخدام من جانب شركات تكنولوجيا التعليم التي حظرت بكين نموذج أعمالها التجاري، وشركات الترفيه عبر الإنترنت التي واجهت قواعد أكثر صرامة.

كما حفز التحول التنظيمي أصحاب رؤوس الأموال على التخلي عن مساحة الإنترنت للمستهلكين. قال شخص مقرب في قسم السحابة في علي بابا: “أغلق كثير من شركات الإنترنت الصغيرة التي تضم أقل من 100 شخص هذا العام. إنهم مستخدمو السحابة الإلكترونية الرئيسون. إذا رحلوا، سنعاني”.

في الـ12 شهرا حتى 31 آذار (مارس) تراجع نمو شركة علي كلاود: ارتفعت مبيعاتها 23 في المائة فقط على مدار العام إلى 75 مليار رنمينبي (11 مليار دولار) مع خسارة تشغيلية بلغت خمسة مليارات رنمينبي. بالمقارنة، نمت إيرادات أمازون السحابية 38 في المائة في الفترة نفسها، لتسهم بمبلغ 21 مليار دولار في الدخل التشغيلي من 67 مليار دولار من المبيعات.

قال شون يانج، المدير الإداري في بلو لوتس كابيتال أدفايزرز: “تعد السحابة ثاني أهم أعمال علي بابا بعد التجارة الإلكترونية، لذا فإن التباطؤ مثير للقلق. علي بابا تقول إن ذلك كان بسبب فقدان عميل رئيس، وهو تيك توك من بايت دانس، لكن من الواضح أن هناك أسبابا أخرى أيضا”.

بصرف النظر عن خسارة تيك توك، ألقى الرئيس التنفيذي لشركة علي بابا، دانيال تشانج، الشهر الماضي باللوم أيضا على تفشي كوفيد – 19 في تأخير المشاريع والاقتصاد المتعثر وتراجع الطلب من شركات الإنترنت، مؤكدا أن تباطؤ النمو مؤقت فقط. قال: “بدأت رقمنة الصناعات الأخرى للتو ونرى كثير من الفرص”.

لكن بعض المحللين يرون أن القضايا الهيكلية والمنافسة المتزايدة ستظلان على الأقل تحديين على المدى القريب بالنسبة إلى علي بابا وتينسنت.

قال إيفان زينج، من جارتنر: “الشركات الصغيرة فقط هي التي تريد استخدام السحابة العامة. المؤسسات الكبيرة لا تثق بمزودي خدمات السحابة الإلكترونية العامة (…) يريدون السيطرة على الأمن والبيئة بأكمله “.

أضاف بوريس فان، كبير محللي البرمجيات في الصين في برنشتاين، أن طرح بكين لعدد كبير من سياسات الأمن السيبراني وخصوصية البيانات العام الماضي أقنع مزيدا من الشركات باختيار الحوسبة السحابية الخاصة. “إنهم يريدون تحكما أفضل في بيئات البيانات الخاصة بهم”.

في غضون ذلك، قالت تينسنت إنها تبتعد عن الخدمات الخاسرة، مثل تقديم بنية تحتية سحابية مخفضة التكلفة ومشاريع مخصصة للغاية، ما أدى إلى انخفاض مبيعاتها في الربع الأول.

قال جيمس ميتشل، كبير المسؤولين الاستراتيجيين في تينسنت، للمستثمرين الشهر الماضي، إن عديدا من بائعي السحابة قدموا “حلولا باهظة التكلفة” مثل العمل مستشارا لتكنولوجيا المعلومات. “يمكن تحقيق ذلك في بيئة رأس مال غير متناه (…) ذلك ليس مستداما”.

قال روبن تشو، محلل الإنترنت الصيني في برنشتاين، إنه مع تزايد المنافسة من شركات الاتصال وهواوي، تبتعد تينسنت وعلي بابا عن العمل السحابي الخاص ذي القيمة المضافة المنخفضة. “إنهما تركزان على الخدمات السحابية ذات الهامش الأعلى – نتوقع نموا أبطأ في الأرباع القليلة المقبلة.”

فايننشال تايمز – رايان ماك مورو وسون يو وتابي كيندر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى