الرئيسيةعملات إلكترونية

ماذا سيستفيد العالم في حال سيطرت أميركا على العملات الرقمية؟

هاشتاق عربي

شارك هذا الموضوع:

نشر موقع “ناشونال إنترست” الأميركي (National Interest) تقريرا يقول فيه إن الأصول أو العملات الرقمية القائمة على “البلوكشين” (Blockchain)، في ظل نظام تشريعي وتنظيمي سليم، سيكون بإمكانها تحقيق آفاق جديدة من الرخاء العادل لأميركا والعالم.

وأشار التقرير إلى أن سكوت ستورنيتا المخترع المشارك في البلوكشين ورئيس المجلس الاستشاري لـ”أميركان بلوكشين باك”(American Blockchain PAC)، هو الذي صاغ مؤخرا “بلوكشين بخصائص أميركية”، وقدم هذه العبارة خلال خطاب له في يناير/كانون الثاني الماضي قبل اجتماع جمعية بلوكشين الحكومية في واشنطن العاصمة.

وذكر التقرير أن “بلوكشين بخصائص أميركية” يلمح إلى نظام يحترم لامركزية السلطة المتأصلة في النظام الجمهوري الليبرالي (كما هي الحال في الحرية)، الذي يتغلغل في الحمض النووي السياسي لأميركا.

وقال إن هذا يضع أميركا في ميزة إستراتيجية في جوهرها، تمثل الفلسفة الكبرى التي تأسست عليها أميركا اللامركزية، وليس مركزية السيطرة.

ما المقصود بذلك؟
وأشار التقرير إلى أن تغييرين جذريين حدثا في العالم، قبل أن يبدأ بتوقعه أن العملات المشفرة لديها القدرة على أن تكون عاملا تحوليا رئيسيا لتحقيق عصر ذهبي غير مسبوق من الحرية والازدهار.

والتغييران اللذان أشار إليهما هما: نهاية النظام الإمبراطوري في العالم. ففي عام 1910 كان معظم العالم يحكمه الأباطرة، وكان النظام العالمي الإمبراطوري هو جوهر السيطرة المركزية. هذه هي الطريقة التي عمل بها العالم لنحو 5 آلاف عام حتى أوائل القرن العشرين، ثم انهارت أكبر 5 إمبراطوريات في تتابع سريع، 4 منها -صينية (1911)، وروسية (1917)، ونمساوية مجرية (1918)، وعثمانية (1922)- في غضون عقد تقريبا، ودخلت الإمبراطورية البريطانية -وهي الخامسة- في الانهيار النهائي.

ووفقا للمعايير التاريخية، كانت الثورة العالمية في الحكم من الإمبريالية إلى الصراع بين الجمهورية الليبرالية والشمولية سريعة بشكل مذهل. منذ انهيار الإمبريالية، تم تحديد النظام الجيوسياسي العالمي من خلال المعارك بين العالم الحرّ، بقيادة أميركا، والدكتاتوريات: النازيون والفاشيون أولا، ثم الشيوعيون.

هزمت قوى الحرية كلا من الاشتراكية القومية والفاشية والإمبريالية اليابانية، ثم قام العالم الحر بتفكيك الاتحاد السوفياتي ودفع روسيا والصين من الشمولية إلى الاستبداد، وهي خطوة في الاتجاه الصحيح. فقد كان سقوط الإمبراطورية بمثابة “الانفجار الكبير” للنظام السياسي العالمي الحديث.

ويؤكد التقرير أن طبيعة البلوكشين تعد آلية لتوزيع التوافق على نطاق واسع، ويتم تكييف هذا بطبيعته مع الروح المؤيدة للحرية والمناهضة للاستبداد التي سادت منذ انتصار قوى الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، وتغلب العالم الحرّ على الشيوعيين في الحرب الباردة.

يلخص هذا ما يمكن تسميته بـ”تحول الحرية” السياسي. أما التغيير الثاني فيكاد يكون أكبر من أن نراه، وهو “تحول الازدهار”.

ويمضي التقرير ليقول إنه وعندما ظهرت ثورة “العرض” (supply-side revolution) -ويقصد بها تثبيت الدولار وخفض معدلات الضرائب الهامشية- لأول مرة، وتم تسليمها من النائب جاك كيمب (جمهوري من نيويورك) إلى المرشح الرئاسي رونالد ريغان، أطلقت العنان لعصر من الرخاء العالمي غير المسبوق.

في اليوم الذي أعلن فيه ريغان رسميا ترشحه للرئاسة (13 نوفمبر/تشرين الثاني 1979)، كان متوسط ​​داو جونز الصناعي 814 نقطة، وكان الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة 2.7 تريليون دولار. والآن تجاوز 24 تريليون دولار، كما ارتفع الناتج المحلي الإجمالي العالمي من حوالي 10 تريليونات دولار، إلى حوالي 94 تريليون دولار الآن.

وارتفع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في الولايات المتحدة من 30 ألف دولار إلى ما يقرب من 60 ألف دولار، مما يعني أن الأميركيين اليوم أكثر ثراء مما كانوا عليه قبل 40 عاما تقريبا.

علاقة وثيقة بين الحرية والازدهار
ويستمر التقرير ليقول إن الأصول الرقمية القائمة على البلوكشين، مثل العملات المشفرة، في ظل نظام تشريعي وتنظيمي سليم يحمي الجمهور والأسواق مع السماح للتقنيات الناشئة بالازدهار، مثل تلك المنصوص عليها في قانون النائب غلين جي تي طومسون “قانون تبادل السلع الرقمية المقترح”، تحمل في طياتها إمكانية تحقيق آفاق جديدة من الازدهار العادل لأميركا والعالم.

وأضاف أن كل ما هو مطلوب الآن هو أن يتقدم واحد أو أكثر من قادة قطاع العملات المشفرة إلى الأمام، لتوفير التوجيه الفكري لمساعدة المسؤولين المنتخبين لدينا على خلق مناخ السياسة الصحيح.

ما هذا المناخ؟
هو الذي يسمح للعملات المشفرة بالازدهار، مع حماية المستهلكين ودفع العالم -تحت قيادة أميركا- إلى عصر ذهبي من الازدهار غير المسبوق، هذا هو “البلوكشين بخصائص أميركية!”.

شبكة الجزيرة

قناة تلفزيونية إخبارية حكومية تابعة لشبكة الجزيرة الإعلامية، تأسست في 1 نوفمبر 1996، ويقع مقرها في العاصمة القطرية الدوحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى