خاصمقالات

هل رحل ” بلال” ….؟!!!!

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي – إبراهيم المبيضين

بنفس الطابع” الإستهلاكي” لاي محتوى يجري تداوله عبر شبكات التواصل الاجتماعي، بالإستهلاك لمجرد الاستهلاك في كثير من الأحيان ،،،،، وبنفس طريقتنا في التعامل مع كل انواع الحملات الافتراضية، والاحداث العامة، صببنا جام غضبنا، وأبدعنا في سخريتنا، وعبرّنا عن الكثير من الاستغراب حينا، والإعجاب أحيانا اخرى بشخصية ” بلال” الفيسبوكية التي حلّت ضيفا علينا في اول اسبوعين من العام الحالي، وبعدها تراجع ظهور هذه الشخصية الكرتونية بشكل لافت وكان شيئا لم يكن، فماذا حدث ………..

هل رحل ” بلال”، وهل كان يحمل مهمة خاصة في فترة ظهوره، ومن ثم حمل حقائبه ورحل بعد ان انجز تلك المهمة؟ واذا لم يرحل لما خفت بريقه ؟؟؟؟

الحقيقة أن هذه الشخصية المثالية – المروسومة بطريقة بدائية – ما تزال تعيش بيننا في مجتمع الفيسبوك، وصفحته ” كن مثل بلال” ما تزال ماثلة على الشبكة بنصائحها حول الاستخدامات الصحيحة لشبكات التواصل الاجتماعي او السلوكيات الصحيحة في الحياة الاجتماعية الواقعية، لا بل زاد عدد معجبي هذه الصفحة ليسجل اليوم 275 الف معجب ، مقارنة بـ 87 الف معجب قبل 10 ايام فترة رواج هذه الشخصية.

وعلاوة على ذلك، ما زال ” بلال” مواكبا للحدث، فها هو يبثّ لنا رسائل ونصائح تتعلق بالثلجة التي يتحدث عنها كل الاردنيون اليوم ، فيمكننا أن نقرأ على الصفحة مثلا : ” هذا بلال، بلال لا يهجم على المخابز ويشتري كل ما يجد قبل الثلج، بلال ذكي ، كن مثل بلال”.

اذا فصفحة ” كن مثل بلال” قائمة على شبكة التواصل الاجتماعي الاكثر شعبية في الاردن، ونصائحها حاضرة مواكبة للحدث.

أستبعد صحة تحليلات البعض ممن اشاروا الى ان ثمة من من يقف وراء رواج هذه الشخصية خلال اول اسبوعين من العام الحالي لاشغال الاردنيين عن الشأن الاقتصادي، كما لا اريد تصديق اشارات البعض الى ان ثمة جهات تبث رسائلها عبر هذه الشخصية وتحاول توجيه الناس في قضايا سياسية واجتماعية ودينية بشكل غير مباشر،…

وحتى لو سلمنا بان هذه التحليلات صحيحة فالمصيبة كبيرة، لاننا نحن من ننشر ونتفاعل ونستهلك بنهم ، لنشغل بعضنا البعض عن القضايا الجوهرية…..!!!!!

بعيدا عن كل ذلك، ما اريد الحديث عنه بان حالة ” بلال” وما خلقته من حراك فيسبوكي في اول اسبوعين من العام الحالي – وحتى لو كان هناك من يقف وراءها – تؤكد لنا قوة تاثير شبكات التواصل الاجتماعي، وانتشارها الكبير، وامكانياتها في الترويج والتسويق، لدرجة اصبحت فيها هذه ” الشخصية المثالية” حديث الشارع والشباب حتى في الحياة الواقعية، حتى ان بعض الشركات بدات تروج لمنتجاتها وخدماتها مستخدمة شخصية ” بلال” للوصول الى عملاء جدد……

اذا يجب علينا تعلّم الدرس: استغلوا هذه الشبكات لترويج اعمالكم وشخصياتكم بالشكل الايجابي لفتح افاق وفرص جديدة لكم في الحياة الواقعية.

ان حالة ” بلال” كما ارى تؤكد بان مجتمع الفيسبوك الاردني ما يزال يستهلك بجنون اي انواع المحتوى، يستهلك دون ان يبحث ويحلل قبل النشر والمشاركة مع الاخرين…….، نستهلك وننشر بقوة وكثافة لفترة زمنية حول حالة او حدث معين ومن ثم نتوقف، وكاننا ننتظر دائما ما يملأ وقتنا الافتراضي على هذه الشبكات الاجتماعية من محتوى اي كان نوعه.، وهاي هي ” الثلجة” المرتقبة ستملأ اوقات الكثيرين الايام القليلة المقبلة على هذه الشبكات….!!!
بذلك نبتعد عن الفائدة الحقيقية التي وجدت لاجلها هذه الشبكات، تواصل اجتماعي مفيد، تطوير شخصياتنا واعمالنا، وخلق فرص لحياتنا الاقتصادية والعملية.

أومن بحرية النشر على الإنترنت على شبكات التواصل الاجتماعي، ولكن يجب علينا دائما توخي الحيطة والحذر في نوعية ما ننشر حتى نفيد ونستفيد، وبشكل لا يؤذي مشاعر الاخرين وينتهك خصوصيتهم في العالم الافتراضي، وعلينا اختيار الاوقات المناسبة للنشر، واختيار المحتوى المناسب لشخصياتنا ومن نرتبط بهم على الشبكة…..

كما وأؤكّد اهمية النشر والتفاعل الايجابي على مثل هذه المنصات، وعدم الإنسياق وراء كل ما هو غريب او طريف لمجرد الغرابة او الطرافة فقط.

” بلال” ما زال موجودا ، ونصائحه تتطور وتواكب الاحداث يوما بعد يوم، وانا شخصيا اذا ما وجدت في صفحته ” كن مثل بلال” ما يعجبني ويناسب شخصيتي وعملي سانشره في الوقت المناسب، ولنبحث عن الايجابي والمفيد على شبكات التواصل الاجتماعي حتى نستفيد جميعا من حياة افتراضية بدأت تتداخل وتؤثر في حياتنا الواقعية……………….!!!!

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى