أخبار الشركاتالرئيسية

بعد تراجع أعداد المشتركين..”نتفليكس” تفتح الباب للمعلنين

هاشتاق عربي

شارك هذا الموضوع:

جرت العادة في مثل هذا الوقت من كل عام أن يأتي بعض من أقوى المديرين التنفيذيين والممثلين والمبدعين في هوليوود إلى مانهاتن لطرح برامجهم السنوية للمعلنين: احتفال فاخر و20 مليار دولار على المحك.
“عروض المعلنين” هي بقايا عالم ترفيهي كان يهيمن عليه التلفزيون التناظري والإعلانات التجارية الفخمة والمواسم الجديدة من البرامج الناجحة التي يتم إصدارها كل خريف. لكن صعود “نتفليكس” التي تعترض بقوة على بث الإعلانات التجارية، أدى إلى كسر هذا النموذج. إلا أن التغيير المفاجئ الذي طرأ على “نتفليكس” قبل بضعة أسابيع فقط بشأن الإعلانات قد يغير ذلك.
على مدار الأعوام القليلة الماضية تضاءلت الإثارة التي أحاطت بأسبوع عروض المعلنين حيث وضعت شركات التلفزيون أنظارها على خدمات البث التدفقي – وبسبب الوباء تم استبدال عروض تقديمية افتراضية بالحفلات التي يحضرها النجوم. على الرغم من أن الإعلان التلفزيوني لا يزال يحقق أكثر من 60 مليار دولار سنويا، ما يقزم حجم الوسائط العصرية مثل البودكاست، إلا أنه شكل بدا أنه سيتحلل على المدى الطويل جنبا إلى جنب مع تلفزيون الكابل.
لكن الإعلان عاد للرواج. في الأشهر القليلة الماضية، مع تعثر “نتفليكس”، وارتفاع التضخم وانهيار سوق الأسهم، أعلنت منصة البث التدفقي، جنبا إلى جنب مع عملاقة الصناعة الأخرى، ديزني، أنهما ستطلقان إصدارات أرخص من خدماتهما مدعومة بالإعلانات.
قال ريتش جرينفيلد، المحلل في شركاء لايتشيد: “إنه أمر مخيف أن تكون الطريقة الوحيدة لتنشيط النمو هي تقديم منتجات أرخص تؤدي إلى تدني تجربة المستهلك، ما يجعلها أشبه بتجربة التلفزيون التقليدي المحتضرة”.
يعد قبول الإعلانات خطوة قاومها ريد هاستينجز المؤسس المشارك لـ”نتفليكس”، لأعوام. أخيرا، في الثامن من آذار (مارس)، قال المدير المالي للشركة في أحد المؤتمرات إن “نتفليكس””لن تقول لا أبدا، لكنها ليست في خطتنا”، مضيفا: “في الوقت الحالي لا يعد ذلك منطقيا بالنسبة إلينا”.
عكس هاستينجز هذا بعد ستة أسابيع فقط بعد أن كشف أن “نتفليكس” ستفقد مليوني مشترك في الربع الحالي. وقدم مسؤولو الشركة معلومات شحيحة علنا حول متى وكيف سيتم طرح إصدار مدعوم بالإعلانات من الخدمة.
على الرغم من افتقار “نتفليكس” إلى التفاصيل، فإن المعلنين الذين حضروا عروض المعلنين هذا الأسبوع متحمسون لإمكانية تمكنهم أخيرا من الوصول إلى جمهور “نتفليكس” الذي يشاهد بشراهة. بعد أن شهدنا انخفاضا حادا في أعداد مشاهدي التلفزيون التقليدي خلال العقد الماضي بسبب “قطع الأسلاك”، فإن خدمة البث التدفقي المدعومة بالإعلانات من “نتفليكس” أو ديزني بلس يمكن أن تعطي دفعة للمعلنين.
يرى المعلنون “جمهورا رائعا غير مستغل” في مشاهدي “نتفليكس” المعزولين عنهم، كما يقول برايان وايزر، رئيس ذكاء الأعمال في جروب إم، الوكالة المملوكة لشركة دبليو بي بي.
قال وايزر: “المعلنون حرصاء جدا على العثور على مصدر جديد من المشاهدين، خاصة الفرصة للوصول إلى جماهير البث التدفقي الذي كان من الصعب الوصول إليهم بطريقة أخرى”.
لدى “نتفليكس” وديزني الهدف نفسه: إضافة مزيد من المشتركين عن طريق تقديم خدمة أرخص. الحيلة هي التأكد من أن الخدمة المدعومة بالإعلانات لا تجرف كثيرا من العملاء ذوي السعر الكامل، مع الوصول أيضا إلى عدد كاف من الأشخاص لجذب المعلنين ذوي الجودة. يحذر وايزر من أن “هذه هي المقايضات التي يتعين عليهم التفكير فيها”.
قال بوب تشابك، الرئيس التنفيذي لشركة ديزني، الأسبوع الماضي إن الخدمة المدعومة بالإعلانات ستساعد ديزني بلس، التي تضم نحو 137 مليون مشترك، على اكتساب جمهور أوسع عند طرحها هذا العام. قد يكون ذلك أيضا ضروريا لتحقيق هدفها المتمثل في الوصول إلى 230 ـ 260 مليون مشترك بحلول 2024، وهو مقياس يراقبه المستثمرون من كثب.
قال تشابك: “نعتقد أنه مفيد للمستهلك، لأنه يعطينا نقطة سعر ودخول أخرى”. تمتلك ديزني السبق على “نتفليكس”، نظرا لأنها تتحكم أيضا في خدمة بث هولو، التي تحتوي على اشتراك مدعوم بالإعلانات، وتجربة بيع الإعلانات من خلال خدماتها التلفزيونية التقليدية، مثل “أيه بي سي”.
قال تشابك: “لا يوجد شيء نحتاج إلى الاستحواذ عليه أو، بصراحة، إنشاء أي شيء جديد بأي شكل من الأشكال. هذا شيء مدروس جيدا”.
خدمات البث التدفقي الأخرى في الولايات المتحدة وحول العالم لديها بالفعل بث مدعوم بالإعلانات، بما في ذلك “إتش بي أو ماكس” من وورنر و”بيكوك” من إن بي سي يونيفيرسال وباراماونت بلس.
ليس من المؤكد كيف تخطط “نتفليكس” لبيع الإعلانات. يمكنها الاستعانة بشركة خارجية أو تطوير فريق مبيعات داخلي، الأمر الذي قد يتطلب توظيفا كبيرا. يمكنها أيضا اختيار الاستحواذ على شركة إعلانات. لكن لا يزال من غير الواضح مدى التزام “نتفليكس” بالعمل التجاري. أخبر هاستينجز المستثمرين أنه يمكنه الاستعانة بمصادر خارجية للعمل “أشخاص آخرين يقومون بكل أعمال مطابقة الإعلانات الرائعة”.
وفقا لوايزر: “ليس من المحتمل أن تصبح الإعلانات جزءا أساسيا من أعمال نتفليكس”.
لا تشارك “نتفليكس” في عروض المعلنين هذا العام، بعد أن قررت قبل أسابيع فقط تبني الإعلانات. لكن ديزني وإن بي سي يونيفرسال وورنر بروس ديسكفري وشركات أخرى ستتفاخر بنجومها لجذب المسؤولين عن ميزانيات التسويق وتخصيص مليارات الدولارات في التزامات الإنفاق. خصص المعلنون نحو 20 مليار دولار مقدما للموسم التلفزيوني 2021-2022، بزيادة 8 في المائة عن العام السابق، الذي كان مقيدا بالوباء.
جيسون كيلار، الرئيس التنفيذي السابق لشركة وورنر الذي قدم منتج إتش بي أو ماكس المدعوم بالإعلانات، قال أخيرا لباك نيوز: “لم نتمكن من بدء (الإعلانات) في وقت أقرب بما فيه الكفاية لأننا ندرك أن كل هذه الأشياء تتعلق بالاقتصاد الأسري، ونريد أن نجعل هذه الخدمة ميسورة التكلفة قدر الإمكان لأكبر عدد ممكن من الناس على هذا الكوكب”.

فايننشال تايمز

صحيفة بريطانية دولية تتحدث عن الأعمال، يتم نشرها في لندن منذ تأسيسها في عام 1888 من قبل جيمس شيريدان وأخوه. هناك اتفاق خاص بين فايننشال تايمز وصحيفة الاقتصادية السعودية يتم بموجبها ترجمة لأهم مقالاتها يوميا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى