أخبار الشركاتالرئيسية

هل ندم إيلون ماسك بعد شراء “تويتر” ؟

هاشتاق عربي

شارك هذا الموضوع:

لجأ إيلون ماسك إلى “تويتر” في وقت مبكر من يوم الجمعة، ليقول إن شراءه للشركة “معلّق بشكل مؤقت بانتظار التفاصيل التي تدعم العملية الحسابية التي تشير إلى أن الحسابات غير المرغوب فيها الوهمية، تُمثّل بالفعل أقل من 5% من عدد المستخدمين”.

قد يكون ماسك جاداً في هذا الأمر، أو ربما كان يمزح ويستخدم فقط وصوله الواسع على وسائل التواصل الاجتماعي للمرح مع المستثمرين، وموظفي شركة “تويتر”، والصحفيين، والمدافعين عن حرية التعبير، وغيرهم ممن كانوا يتابعون مثل هذه المواقف التي تنم عن عدم مبالاة (بعد ساعتين غرّد بأنه لا يزال ملتزماً بالصفقة).

أنا شخصيا، أقف في صف الذين يقولون إن “ماسك جاد في هذا الأمر، إلا أنه يبحث عن أكثر الأسباب غير الجدية لتفسير سبب تراجعه”؛ كما لو أنه يقول: “كنت أفكر في شراء هذا القصر، إلا أن الصفقة معلقة بانتظار التفاصيل حول ما إذا كان هناك نمل أبيض في بعض أحواض النباتات في الفناء. ولا يزال لدي الكثير من النقود، ويمكنني الحصول على قرض عقاري من البنك. صدقوني أن المسألة لا تتعلق بالمال”.

أظن أن مخاوف ماسك بشأن شراء “تويتر” تدور حول المال، وليست لها علاقة بعدد الحسابات الوهمية الموجودة على المنصة. كل الأمر أنه لا يريد قول ذلك. وإذا أراد أغنى رجل في العالم أن يكون أكثر صدقاً بشأن ما يحدث، فقد يتعين عليه الاعتراف بأن بطاقته الائتمانية الأساسية -أسهمه في شركة “تسلا”- لا تتمتع بالقوة الشرائية التي كانت تتمتع بها من قبل.

في الواقع، قال ماسك الشهر الماضي، إنه يريد شراء منصة “تويتر” مقابل 43 مليار دولار، في حين لم يكن لديه سوى حوالي 3 مليارات دولار نقداً في متناول اليد، حيث إن ثروة أغنى رجل في العالم، والتي بلغت نحو 259 مليار دولار في ذلك الوقت، مقيدة في معظمها بأسهمه في شركة “تسلا”. ومنذ ذلك الحين، خسرت أسهم “تسلا” حوالي 36% من قيمتها، وانخفض صافي ثروة ماسك إلى نحو 215 مليار دولار.

علاوةً على ذلك، قال ماسك في الأصل إنه سيضخ 21 مليار دولار من أمواله الخاصة في الصفقة، على الأرجح عن طريق بيع جزء كبير من أسهم “تسلا”. وقد باع حوالي 8.5 مليار دولار من أسهم “تسلا” منذ ذلك الحين. كما كانت البنوك ستزوده بقرض هامشي بقيمة 12.5 مليار دولار، مضموناً بـ62.5 مليار دولار إضافية من أسهمه في “تسلا”. وسيتم تمويل باقي سعر الشراء والتكاليف الأخرى من خلال ديون بقيمة 13 مليار دولار ستتحملها منصة “تويتر”.

تغير الظروف
لكن مما لا شك فيه أن الشروط تغيرت منذ ذلك الحين. وبحسب ما تردد بشأن الصفقة، فقد وجد ماسك مستثمرين على استعداد لتقديم 12.5 مليار دولار أخرى، بحيث لا يضطر إلى الحصول على القرض الهامشي الكبير هذا وتقييد المزيد من حصته في “تسلا”. لكن مع ذلك، كانت سوق الأسهم تذوي مؤخراً، كما أن شركات النمو الباهظة الثمن مثل “تسلا”، قد خسرت حظوظها. كل ذلك يمكن أن يتغير بالطبع، لكن عليّ أن أتخيل أن واقع السوق، والمستثمرين الساخطين في “تسلا”، والمحفظة الفارغة، كلها كانت بمثابة إشارات تنبيه لماسك.

بعد كل شيء، ترتبط تغريدة ماسك حول عدد الحسابات المزيفة الموجودة على “تويتر”، بمقال إخباري لـ”رويترز” يرجع إلى 11 يوماً. وإذا كانت هذه مسألة قد تُلغي الصفقة بالنسبة إليه، لكان من الممكن أن يقول هذا في ذلك الوقت. إلا أن سوق الأسهم لم تكن تتراجع بالسرعة ذاتها في ذلك الوقت أيضاً.

يُشار إلى أن ماسك تمكّن من استخدام عرض “تويتر” الخاص به لجذب مزيد من الاهتمام إلى كل الأمور التي لا تعجبه في المنصة. فقد غرّد الخميس بأنه على الرغم من تفضيله “مرشحاً أقل إثارة للانقسام” لمنصب الرئيس في عام 2024، فإنه يعتقد بأن على “تويتر” إنهاء حظرها على الرئيس السابق، دونالد ترمب. وفي هذا السياق، يبدو أن عبارة “أقل إثارة للانقسام” هي طريقة مهذبة للقول: “شخص لم يخرق الدستور أو حاول القيام بانقلاب”. لكن لا يبدو أن ماسك منزعج من تلك الفروق الدقيقة، والتي تجعله بالطبع مشرفاً مشكوكاً فيه على مستقبل “تويتر”.

قضايا معقدة
فضلاً عن ذلك، أشار ماسك بشكل روتيني إلى أنه يعتبر نفسه “مناصراً مطلقاً لحرية التعبير” ويريد أن يكون لدى “تويتر” نهج أكثر حرية في التعامل مع المحتوى. ومع ذلك، لديه سجل حافل في الدوس على حرية التعبير. كما قال مؤخراً إنه “إذا كانت هناك تغريدات خاطئة وسيئة، فيجب حذفها أو جعلها غير مرئية، والتعليق -التعليق المؤقت- مناسب، لكن ليس الحظر الدائم”.

كل هذا الموضوع يصبح شائكاً. هل السبب الحقيقي وراء قول ماسك إنه مؤيد لحرية التعبير هو أنه ليس مضطراً لتحمل عبء وتكاليف الإشراف على المحتوى بشكل أفضل على “تويتر”؟ أم أن السبب الحقيقي وراء قوله إنه مناصر مطلق، هو أنه يريد أن تكون منصة “تويتر” مساحة أكثر ودية لبعض المتخصصين في المعلومات المضللة، اليمينية، والمتطرفة، الذين أصبح متقارباً معهم؟ إذا كان جاداً في تتبع “التغريدات الخاطئة والسيئة”، فكيف سيفعل ذلك؟

هذه قضايا معقدة، وربما لعبت أيضاً دوراً في إقناع ماسك بالتراجع عن عرضه لشراء “تويتر”. إلا أنني أعتقد بأن الأمر كله، يتعلق بالمال.

بلومبرغ الشرق

اقتصاد الشرق مع بلومبِرغ هي أحد الخدمات الإخبارية الناطقة بالعربية والمتخصصة بتوفير الأخبار والقصص الاقتصادية من حول العالم، والتي تتبع الشرق للأخبار التي انطلقت في 11 نوفمبر 2020 لتقديم تغطيات إخبارية من حول العالم باللغة العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى