الرئيسيةريادة

ما الأسباب التي تجعل الموظف يرغب في ترك وظيفته؟ 

هاشتاق عربي

شارك هذا الموضوع:

خلال الأشهر الستة المقبلة، ترغب شركة إنتركوم، منصة اتصالات تكنولوجية تضم أكثر من 800 موظف، أن يعقد المديرون اجتماعات خاصة مع كل عضو من أعضاء فريقهم. الهدف؟ تشجيع الموظفين على البقاء في الشركة.
تقول ليز سويت، رئيسة قسم المواهب العالمية، “السوق ساخنة، إنها سوق الموظفين الآن”. مضيفة أنه قد يكون من الصعب أن “تتابع التطورات بدقة” عندما يتعلق الأمر بمعنويات الموظفين. تساعد هذه المحادثات، التي يطلق عليها عادة مقابلات “البقاء” أو “الإبقاء”، على إضفاء الطابع الإنساني على الشركة بعد أشهر طويلة من العمل عن بعد.
تقول ليلي فالنتين، رئيسة العمليات في أمريكا الشمالية في موقع أدزونا للبحث عن الوظائف، إنه ينيغي لهذه الاجتماعات أن تساعد أيضا على تكوين الروح المعنوية وروح العمل الجماعي. “ما نشهده على مستوى عالمي هو أن كوفيد زاد من الإرهاق. فقد الموظفون آليات التكيف”.
ستشكل هذه المحادثات بشكل متزايد جزءا من مجموعات أدوات أرباب العمل للاحتفاظ بالموظفين خلال فترة الاستقالة العظمى. تنشر الشركات كل ما في وسعها لمنع الأشخاص من ترك وظائفهم، كما يقول بريان كروب، رئيس أبحاث الموارد البشرية في شركة جارتنر الاستشارية، “لا يمكنهم منع الناس من الاستقالة ولا يمكنهم توظيف الناس بالسرعة الكافية”.
في حين أن مقابلات البقاء ليست جديدة، إلا أنها أقل شعبية بكثير من مقابلات الاستقالة، التي تكون متأخرة جدا من ناحية الإبقاء وليست سديدة بشكل خاص. يقول ديفيد ديسوزا، مدير العضوية في معهد تشارترد للأفراد والتنمية، الهيئة النقابية للموارد البشرية في المملكة المتحدة، “تحصل على وجهة نظر معدلة للعالم، نظرا إلى أن الموظفين الراحلين ليس لديهم مصالح كبيرة في الشركة”.
على النقيض من ذلك، يمكن لمقابلات البقاء أن تلغي رغبة الموظفين في الرحيل، فضلا عن إتاحة الوقت للشركة لتقديم عرض مقابل. كما أنها تشجع المديرين على فهم الموظفين، وقيمهم وطموحاتهم المهنية.
يقول ديسوزا إن مثل هذه النقاشات يمكن أن تكون ذات أهمية رمزية. الشركات والقادة ليسوا دائما رائعين في التعبير عن أهمية دور الموظفين وإظهار التقدير لهم. “إن عملية طرح الأسئلة نفسها تظهر أنهم مهتمون. إذا جلست مع مدير وناقشت معه كيفية تحسين الأمور، وإلى متى ستبقى، سيرحب أغلبية الناس بهذه المحادثة”.
تجري شركة لينكد إن مقابلات البقاء. تقول جنيفر شابلي، نائبة رئيس استقطاب المواهب العالمية في موقع الشبكات المهنية، إن المحادثات يمكن أن تساعد الموظفين على توضيح ما الذي يريدونه من وظائفهم وقيمهم. تشير إلى أنه بالنسبة إلى كثيرين فإن “موازنة الحياة والعمل” تكتسب أهمية متزايدة، على الرغم من الدراسة الاستقصائية الأخيرة التي أجراها مركز بيو للأبحاث وجدت أن الأجور المنخفضة تصدرت الأسباب التي تجعل الموظفين يتركون وظائفهم، إلى جانب انعدام فرص التقدم.
لن تفرض سويت هيكلا صارما لمقابلات البقاء في شركة إنتركوم لكنها ترغب من جميع الموظفين إجراء محادثة مع مديرهم خلال الأشهر الستة المقبلة. ستكون الأولوية للتحدث إلى الذين تراهم الشركة “أكثر احتمالا لترك وظائفهم”، لكنها تريد أن يكون الإجراء استبقايا بشكل عام.
تقول سويت إن هذا يتطلب الاستثمار في تدريب المديرين على التوجيه والاستماع وطرح “الأسئلة المدروسة والعميقة” لمعرفة “ما قد يتسبب برحيل الموظف، وما الأسباب المقنعة له بالبقاء”. كما يتطلب الأمر أيضا مهارات تسويق. تضيف، “يجب عليك فعل القليل من التسويق لتظهر ما هي الفرصة. كيف تتحدث عن كل الأشياء الرائعة المتعلقة بالنمو الوظيفي؟”.
حذر جوني بريجز، رئيس مجموعة استقطاب المواهب في شركة أفيفا للتأمين، من توسيع مسؤوليات المديرين. وفقا لاستطلاع أجراه معهد تشارترد للإدارة في العام الماضي، أبلغ أقل من نصف المديرين بقليل عن تدهور صحتهم النفسية بسبب الجائحة. يقول بريجز، “علينا أن نكون مدركين لمقدار المسؤولية التي نلقيها على المديرين. يعقد المديرون الجيدون عادة محادثة ودودة مرة واحدة في الأسبوع”.
مقابلات البقاء منفصلة عن مراجعات الأداء، التي عادة ما تكون بمنزلة نظرة إلى الوراء. تقول سويت، “إنها تميل إلى التركيز على تدريب المهارات والسلوكيات التي ينبغي أن يظهرها الموظف للوصول إلى الخطوة التالية. يمكن أن تصبح مقابلات البقاء أكثر فلسفية، ’ماذا ستكون وظيفتك التالية خارج شركة إنتركوم؟ ما الذي قد يجعل عملك أفضل؟‘”. تقول إن المال ينبغي أن يكون جزءا من المحادثة، “فالراتب هو سبب كبير لترك الأشخاص وظائفهم”.
تقول فالنتين إن الجائحة منعت الناس من السفر وقضاء الوقت مع الأقارب، إلى جانب جعل المواقف المتخذة تجاه مواقع العمل أكثر مرونة. “أدركنا أن البعض يريد قضاء الوقت في الخارج للتواصل مع العائلة، أو أن الآباء لا يريدون تفويت وقت العشاء. هذا الأمر يأتي بتكلفة قليلة جدا أو دون تكلفة”.
في حين ينبغي أن تكون هذه المحادثات مفيدة للموظف، فقد لا تكون مباشرة. تقول آنيت ريفيز، كبيرة مسؤولي شؤون الموظفين في منصة إنفوي لأماكن العمل، “الجزء الأصعب هو عدم تعامل الشخص مع مديره الذي قد لا يمتلك الذكاء العاطفي للتعامل مع الأمر، أو أنه عدواني جدا، أو عدم شعور الموظف بالقدرة على أن يكون صادقا”. في النهاية، قد يكون السبب الرئيس وراء استقالة الموظف هو العلاقة السيئة مع مديره.
بعيدا عن المشكلات الشخصية، قد يكون المدير منشغلا بأهدافه قصيرة المدى أو يفتقر إلى الخبرة في أجزاء مختلفة من الشركة. يقول كروب إن التركيز في مقابلة البقاء ليس قول “هل يمكنك البقاء في هذه الوظيفة، بل إذا كنت ستبقى في الشركة. ليس هناك كثير من المديرين الذين لديهم النضج الكافي لإجراء مقابلة البقاء”.
يقول ريفيز إن العملية لن تنجح ما لم يكن المدير مسؤولا. “لقد كنت محظوظا بما يكفي لإقناع الناس بالبقاء، لكنني بذلت جهودا فيما إذا كانوا يريدون العمل في فريق مختلف، أو تعلم شيء جديد. الفرصة هي حل كل ما هو تحت سيطرتك”. يوافق فالنتين على ذلك، قائلا، “لا يمكنك فقط تدوين الملاحظات وعدم فعل أي شيء بها”.
يقول مايكل بارك، الأستاذ المساعد في الإدارة في مدرسة وارتون، جامعة بنسلفانيا، “إذا لم تخرج بنتيجة، سيكون ذلك أسوأ من عدم إجراء المحادثة في المقام الأول”.
في النهاية، تعد مقابلات البقاء جزءا من استراتيجية أوسع لمشاركة الموظفين. تنظر إليها سويت على أنها مكمل لاستطلاعات الموظفين. استقطب استطلاع شركة إنتركوم الأخير 1،700 تعليق لكن مع ذلك، هذه التعليقات “جامدة”، كما تقول سويت. “بعد شهر، يمكن أن يكون كل شيء مختلفا تماما. هذه المحادثات لديها القدرة على الإشارة إلى المكان الذي نحتاج إلى الاستثمار فيه”. تقول إن كثير من الشركات تستخدم استطلاعات الرأي حول مشاركة الموظفين فقط من أجل “التأشير على المربع (…) إنك بحاجة إلى كثير من الطرق المختلفة لمحاولة فهم موظفيك”.
ما الأسئلة المفيدة لمقابلة “البقاء”؟
ما الذي تتطلع إليه عندما تأتي إلى العمل كل يوم؟
ما أكثر أو أقل شيء يعجبك في العمل هنا؟
ما الذي يجعلك تستمر في العمل هنا؟
إذا كان بإمكانك تغيير شيء ما بشأن عملك، فماذا سيكون ذلك؟
ما الذي قد يجعل عملك أكثر إرضاء؟
ما الذي يمكنني فعله بشكل أكثر أو أقل بصفتي مديرك؟
ما الذي قد يغريك لترك الوظيفة؟

فايننشال تايمز

صحيفة بريطانية دولية تتحدث عن الأعمال، يتم نشرها في لندن منذ تأسيسها في عام 1888 من قبل جيمس شيريدان وأخوه. هناك اتفاق خاص بين فايننشال تايمز وصحيفة الاقتصادية السعودية يتم بموجبها ترجمة لأهم مقالاتها يوميا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى