يرى البعض أن دخول عصر الجيل الجديد للاتصالات G6 قد بدأ مع بداية الأبحاث والتجارب التي رأت النور قبل عامين، لكن تطوير هذا الجيل ما زال مستمرا على أن يتم إطلاقه في المستقبل، وينظر إلى شبكات الجيل السادس على كونها التقنية الثورية الجديدة المقبلة، ونتيجة لذلك فهي تحظى باهتمام كبير يتزايد يوما بعد يوم من مختلف الشركات وحكومات الدول حول العالم.
وتشهد تقنيات الجيل السادس في وقتنا الحالي الآلاف من براءات الاختراع، حيث تمتلك الصين التي تعد الأولى في هذا المجال ما يقرب مجموعه من 35 في المائة، بينما تأتي الولايات المتحدة في المرتبة الثانية بـ18 في المائة، ووصلت براءات الاختراع المتعلقة بتقنيات الجيل السادس إلى ما يزيد على 38 ألف براءة اختراع، ويأتي الجيل الجديد للاتصالات بست خصائص وهي التكامل مع الذكاء الاصطناعي، الاستشعار الشبكي، الاتصال السريع، استخدام شبكات Non Terrestrial Networks، إضافة للموثوقية العالية والاستدامة.
ومع الرتم العالمي لإطلاق أجيال شبكات الاتصالات التي يعتمد على إطلاق جيل جديد من الشبكات كل عشرة أعوام، حيث تم إطلاق الجيل الرابع في 2009 وتلاه إطلاق الجيل الخامس الحالي في 2019، فمن المتوقع أن يتم إطلاق الجيل السادس بين 2028 و2030، ومن شأن شبكات الجيل السادس أن تفتح كثيرا من الإمكانات والفرص من حيث ترسيخ تقنيات بتطبيقات الواقع الافتراضي Virtual Reality والواقع المدمج Augmented Reality والواقع المختلط Mixed Reality، حيث ستكون كل الأجهزة والتقنيات تتطلب اتصالا بالإنترنت وأمانا عاليا وبنية تحتية ذات موثوقية عالية للعمل وفق المطلوب دون أي أخطاء، هذا يعني اتصالا عالي السرعة وتأخيرا منعدما للإشارة.
لن يكون هذا الجيل مقتصرا فقط على تطوير حاجات الفرد الاعتيادية من حيث سرعة الإنترنت والتحميل والبث، بل سيكون تطويرا تستفيد منه جميع القطاعات التجارية والصناعية والعلمية، وسيفتح المجالات لأفكار وابتكارات لم نحسب أنها ممكنة الحدوث من قبل.
ومن حيث مقارنة الجيل السادس مع الأجيال السابقة، أتى الجيل الأول الذي تم إطلاقة في 1979 بسرعة تحميل قصوى آنذاك 2 كيلو بت في الثانية، تلاها الجيل الثاني في 1991 بسرعة 100 كيلوبت في الثانية، ثم الجيل الثالث في 1998 بسرعة ثمانية ميجا بت في الثانية، حتى جاء الجيل الرابع الذي شكل ثورة من حيث السرعة، حيث جاء بسرعة تحميل قصوى 150 ميجا بت، حتى ظهر الجيل الخامس الذي بات منتشرا في معظم دول العالم بسرعة قصوى عشرة جيجا بت في الثانية، في حين أنه من المتوقع أن تصل سرعة الجيل السادس للاتصالات في 2030 إلى تيرا بت في الثانية كسرعة قصوى.
ومن أبرز الخصائص التي ستوفرها شبكات الجيل السادس التكامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث ستستغل شبكات الجيل السادس التقدم التقني الكبير في مجال الذكاء الاصطناعي لتحسين أدائها، وبالأخص تقنيات الند للند في مجال تعلم الآلة، إذ سيؤثر ذلك إيجابا في قوة الاتصال وتخصيص التجربة وتقويتها. قد لا تكون هذه الإضافة مهمة للغاية للمستخدم الفردي لكنها، إضافة ثورية للتطبيقات الكبيرة واسعة النطاق.
كما ستستفيد تقنية الاستشعار الشبكي من حزمة الترددات الكبيرة التي ستقدمها شبكات الجيل السادس، إضافة إلى عرض النطاق الترددي والهوائيات، سيكون الاستشعار الشبكي واحدا من أبرز الميزات في الجيل الجديد، إذ ستتمكن موجات الجيل هذا من استيعاب والتعرف على العالم الفيزيائي المحيط بها، هذا سينعكس بالإيجاب على أداء أبراج الاتصال وتقليل سرعة التأخر الزمني.
وستقدم شبكات الجيل السادس سرعة قصوى تتجاوز أكثر من 50 ضعف سرعة شبكات الجيل الخامس الذي تصل إلى المستخدم العادي في الجيل الخامس التي تعادل جيجابت في الثانية، وتأخيرا في الإشارة شبه منعدم لا يتجاوز 0.1 ميلي ثانية، الأمر الذي سيفتح فرصا لتطبيقات وأعمال جديدة.
وستستخدم شبكات الجيل السادس الشبكات غير الأرضية، أي ما يقصد بها الشبكات المؤلفة من مجموعة أقمار صناعية موجودة في مدار دوران الأرض المنخفض التي ستعمل على تحسين تغطية أجهزة الجيل السادس والمناطق المرتفعة عن سطح الأرض.
ويعتمد هذا العصر على شبكات الإنترنت والتقنية كشريان أساسي لاستدامته وهذا الطلب يزداد عاما بعد عام، وعقدا بعد عقد، لذا ستوفر شبكات الجيل السادس موثوقية عالية في استخدامها لمختلف التطبيقات العملية والترفيهية سواء أكان الأمر تحريك ذراع آلية أو لعب ألعاب الفيديو في الميتافيرس.
وكغيرها من التقنيات التي تعتمد على التوجه نحو الاستدامة، وتهدف شبكات الجيل السادس إلى التركيز في جانب الاستدامة البيئية بشكل رئيس، إذ من المتوقع أن ينخفض استهلاك الطاقة للبنى التحتية الخاصة بهذه الشبكات إلى 100 ضعف مقارنة بالجيل الحالي مع المحافظة على جودة الاتصال وفعاليته.