يغفل العديد من رواد الأعمال عن أهمية دور العلاقات العامة في تعزيز إستراتيجيات العمل في شركات بغض النظر عن حجم أعمالهم.
وفي هذا السياق، كتب لويس شوينك مقالا بموقع إنتربرنيور (Entrepreneur) حول أهمية أن تكون العلاقات العامة جزءا من إستراتيجية كل عمل، مضيفا أن هناك اتجاهات في مجال العلاقات العامة يمكنها المساعدة على تعظيم إستراتيجية صاحب العمل.
وأوضح الكاتب أن طبيعة العلاقات العامة قد تغيرت بالتأكيد على مر السنين، وتراجعت فعاليات الإطلاق وعمليات الترويج ذات التكلفة المرتفعة مع انتقال جهود العلاقات العامة تدريجيا إلى المشهد الرقمي، كما أدى الوباء إلى تعزيز هذا الاتجاه، إذ أصبح الوصول إلى الناس عن بعد أكثر أهمية من أي وقت مضى، ومع تعافي المجتمع والمضي قدما كان هناك أيضا تحول في العقلية لدى المستهلكين.
وأشار إلى أن وكالته -التي تحمل اسم “بوست ميديا” (Boost Media)- لاحظت وجود 6 اتجاهات مهمة في العلاقات العامة يمكنها تحسين كيفية مشاركة العلامات التجارية وتواصلها مع الجمهور.
مواءمة الهدف مع جمهور أخلاقي
كانت للجائحة آثار سيئة وأخرى جيدة في جميع أنحاء العالم، فقد شهد الناس تحولا جذريا في القيم وكذلك في الحكم على الأشياء، وأخذ ظهور جمهور أخلاقي في النمو، والجمهور الأخلاقي هم الناس الذين يحللون المحتوى وفعالية من يوصل الرسالة.
يميز المستهلكون بين العلامات التجارية التي لها هدف مقابل تلك التي لا تحمل أي قيمة، وينجذبون نحو الأولى، ولأخذ جمهور أخلاقي في الاعتبار ابدأ بمعرفة قيم علامتك التجارية من الداخل إلى الخارج، واعمل على نمذجة هذه القيم وتوصيلها إلى جمهورك.
المشاركة وليس الترويج
أحدثت منصات التواصل الاجتماعي ثورة في كيفية تسويق الأفراد والعلامات التجارية لأنفسهم، ومع ذلك فإن المشكلة تكمن في أن كثيرين يرونها فقط كمنصة للترويج لمنتجاتهم أو خدماتهم.
وعندما يتعلق الأمر بهذه الوسائل تحتاج العلامات التجارية إلى التفكير فيها على أنها طريق ذو اتجاهين، لا أحد يستمتع به عندما يتجاهله الآخرون، ويمكن قول الشيء نفسه عندما تتجاهل العلامات التجارية جمهورها وتعامل وسائل التواصل الاجتماعي كقناة اتصال أحادية الاتجاه.
ركز هذا العام على التفاعل مع أفراد جمهورك، والرد على كل رسالة منهم والتعليق عليها، دع من لديهم شكاوى يعلمون أنك سوف ترسل إليهم رسالة مباشرة، ثم قم بذلك.
تابع العلامات التجارية أو الأفراد الآخرين في مجال تخصصك، واعمل على إبداء الإعجاب أو التعليق على محتواهم، لا يتطلب الأمر سوى تفاعل واحد لتحويل شخص ما إلى عميل مدى الحياة، والجميع يعلم أن العملاء مدى الحياة يصبحون أفضل المروجين.
بث كلماتك على البودكاست
البودكاست هي شبكات البث الجديدة، ومهما كانت الصناعة التي تعمل فيها يمكنك المراهنة على أنه سيكون هناك عدد لا بأس به من ملفات البودكاست المناسبة لمجال تخصصك، فلماذا لا تستفيد من جمهورها؟ ستندهش من عدد ملفات البودكاست التي تبحث عن ضيوف جدد وترحب بالتواصل معك.
إذا كنت تفتقر إلى وقت الفراغ أو لا تعرف من أين تبدأ فضع ذلك في اعتبارك عند اختيار وكالة علاقات عامة للعمل معها.
إفساح المجال لمزيد من العناصر المرئية
لا تزال الكلمات مهمة، لكن يجب أن تسير جنبا إلى جنب مع المحتوى المرئي، ومع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي كان هناك تغير جذري في كيفية استهلاكنا لوسائل الإعلام وما قد نعتبره ذا أهمية إخبارية.
وتعتبر المقالات المميزة طريقة رائعة لتعزيز المصداقية، لكن العلامات التجارية تحتاج إلى التأكد من أنها تضع محتوى مرئيا حتى تظهر نفسها أولا.
على سبيل المثال، بدلا من نشر مقال عن أهم أسئلتك وإجاباتك لماذا لا تنشئ مقطعا قصيرا يتضمن نفس المحتوى، يمكنك بعد ذلك نشرها وتضمينها أيضا في مقالة مميزة أخرى عنك، أو العكس، وفي نهاية الشريط الخاص بك يمكنك توجيه الأشخاص للتحقق من المزيد من خلال توجيههم إلى مقال.
في عام 2022 سنرى المزيد من العلامات التجارية التي تستخدم الاثنين معا.
الاختيار الصحيح للمؤثرين
لقد غيّر تسويق المؤثرين قواعد اللعبة بالنسبة للعلامات التجارية، ويعد استخدام الشخصيات العامة المعروفة والمحبوبة والموثوق بها طريقة رائعة للعلامات التجارية لتقديم منتجاتها أو خدماتها، ومع ذلك فقد تسبب العدد الضخم من المؤثرين الكبار الذين يروجون للعديد من الأشخاص في الكثير من التدقيق بين المستهلكين، وربما في فقدان الثقة من قبل المستهلك.
إن معرفة أن هؤلاء الأشخاص يتلقون رواتب جيدة للترويج للمنتجات قد يكون له تأثير معاكس لما هو مقصود، ولا سيما إذا كانوا يروجون لمنتجات أخرى لا تتوافق مع علامتك التجارية أو قيم جمهورك.
قياس البيانات
العلاقات العامة هي لعبة طويلة الأمد، ولا يمكن قياسها بمقاييس عائد الاستثمار التقليدية، ولا فائدة من تطبيق العلاقات العامة في إستراتيجيتك التسويقية إذا لم تستخدم البيانات على الإطلاق.
تتمتع منصات الوسائط الاجتماعية بمقاييس رائعة، فقد قام إنستغرام مؤخرا بتحديث مقاييسه لتلائم احتياجات الشركات والمبدعين بشكل أفضل.
وبالمثل، يجب مراقبة الأدوات الأخرى المنشورة مثل التسويق عبر البريد الإلكتروني أو مسارات التحويل قبل وبعد دمج التغطية الصحفية أو البودكاست فيها حتى تتمكن من قياس النتائج بشكل أفضل بعد ذلك.