الرئيسيةعملات إلكترونية

لماذا لم تحقق البتكوين طموحات معجبيها في هذه الأوقات العصيبة؟ 

هاشتاق عربي

شارك هذا الموضوع:

كان رأي العديد من المعجبين بعملة البتكوين أنها نوعا من “التأمين” وشكلا من أشكال “الذهب الرقمي” الذي سيكون مصدرا للاستقرار حين يصبح العالم أكثر فوضوية ويستحيل التنبؤ بمجريات الأمور، إلا أن هذا الأمر لم يحدث حتى في الأوقات العصيبة التي نمر بها.

نشر موقع “نيويورك تايمز” (The New York Times) تقريرا يحلل فيه الكاتب كيفين روس سبب عدم تحقيق البتكوين طموحات معجبيها.

ويواجه العالم الآن عاصفة كاملة من الأحداث الاقتصادية والجيوسياسية يفترض نظريا أن تكون أمرا جيدا بالنسبة لعملة البتكوين، حيث ارتفع التضخم في الولايات المتحدة بوتيرة هي الأسرع منذ عقود، كما ارتفع مؤشر “في آي إكس”(VIX) -وهو ما يعرف بمؤشر الخوف الذي تستخدمه “وول ستريت” ((Wall Street) لقياس التقلبات المتوقعة في سوق الأسهم- بأكثر من 80% هذا العام.

وخلال فبراير/شباط الماضي تعاملت الحكومة الكندية مع تصعيد مجموعة كبيرة من سائقي الشاحنات يحتجون على إلزامية التطعيم بالتهديد بتجميد حساباتهم المصرفية مما أثار مجددا الدعوات لاستحداث نوع من المال غير قابل للمصادرة من قبل الحكومات.

كما قوبلت العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا بعقوبات قاسية أضرت بالروبل ودمرت الاقتصاد الروسي، وانسحبت العديد من الشركات الأميركية من روسيا، مما جعل من المستحيل تقريبا على مواطنيها الوصول إلى حساباتهم المصرفية أو استخدام بطاقات الائتمان أو حتى النشر على مواقع التواصل الاجتماعي.

لكن برغم كل هذه الأحداث لم تزدهر عملة البتكوين، بل انخفضت قيمة العملات الرقمية بشكل مضطرد حتى في وقت فكر فيه محللو وول ستريت في إمكانية حدوث كارثة نووية مدمرة للعالم، حيث تراجعت قيمة البتكوين بنسبة 10% في فبراير/شباط الماضي وتراجعت “إيثر” -ثاني أكثر العملات المشفرة شيوعا- بنسبة 15% تقريبا.

كما أن الاستخدام اليومي للعملات المشفرة لم ينتعش أيضا بالطريقة التي كانت متوقعة، حيث ارتفع حجم تداول البتكوين منذ الأيام الأولى للحرب الروسية الأوكرانية، لكنه ظل ثابتا نسبيا منذ ذلك الحين، مما يشير إلى أن الناس لم يسارعوا إلى تداول الروبل والهريفنيا (العملة الأوكرانية) مقابل العملات الرقمية، وأن الأوليغارشية الروسية لم تستخدم هي أيضا العملات المشفرة للتهرب من العقوبات بشكل جماعي برغم مخاوف أولية من احتمال حدوث ذلك.

لذللك لا يبدو أن عملة البتكوين تلعب دورا مركزيا في هذا العالم المتفكك؛ مما يثير تساؤلات بشأن السبب.

يبقى أحد الاحتمالات التي قد تبرر هذا الأمر هو أن مجال العملات المشفرة لا يزال مربكا للغاية ويصعب جدا على الأشخاص العاديين استخدامه خاصة خلال فترات الحرب.

ففي بلد مثل أوكرانيا تعاني خدمة الإنترنت من الانقطاعات في مناطق عدة، كما أشارت تقارير إلى أن حتى النخب تكافح في سبيل تحويل أصولها إلى عملات مشفرة.

أما الاحتمال الآخر الشائع في أوساط المشككين في البتكوين وباقي العملات المشفرة الأخرى فهو أن البتكوين لا تزال عملة متقلبة للغاية بحيث لا تكون ذات فائدة للتحوط خلال فترات عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي.

شبكة الجزيرة

قناة تلفزيونية إخبارية حكومية تابعة لشبكة الجزيرة الإعلامية، تأسست في 1 نوفمبر 1996، ويقع مقرها في العاصمة القطرية الدوحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى