الرئيسيةسيارات

سيارات “تسلا” ذاتية القيادة تخضع للفحص الدقيق في عدة دول

هاشتاق عربي

شارك هذا الموضوع:

يكرر إيلون ماسك مرارا أن سياراته ستصبح قريبا ذاتية القيادة بالكامل، لكن شركة تيسلا تحافظ على الغموض في شأن القدرات الحقيقية لأنظمة مساعدة السائق المتقدمة في مركباتها ولا تتردد في التحايل على قواعد السلامة المرورية.
وتنتشر عبر الإنترنت مقاطع فيديو تظهر فيها سيارات تيسلا تسير ضمن منعطف ضيق وتتجاوز بشكل مفاجئ سيارات أخرى، ما يظهر أن أداء هذه السيارات في ظل أحدث نظام لمساعدة السائق FSD Beta قد يكون غير منتظم.
ووافقت المجموعة المملوكة من إيلون ماسك في أوائل شباط (فبراير) على سحب نحو 54 ألف سيارة مزودة نظام FSD Beta لتعطل عن بعد خيارا يتيح للسيارات عدم التوقف بشكل تام عند إشارات التوقف على الطرقات في حالات معينة.
ووفقا لـ”الفرسية”، يقول كارنيجي ميلون المتخصص في سلامة المركبات ذاتية القيادة في جامعة فيل كوبمان إن “الأمر لم يكن خطأ هندسيا بسيطا، بل قرارا متعمدا من تيسلا لخرق قوانين المرور”.
وتواجه شركة تيسلا الأمريكية للسيارات مراجعة في ألمانيا، حول خاصية “الطيار الآلي”، حيث يتم تكثيف الفحص الدقيق المنتظم لتكنولوجيا مساعدة السائق لدى الشركة. ونقلت صحيفة “بيلد آم سونتاج” أمس، عن متحدث باسم هيئة النقل الاتحادية الألمانية “كيه.بي.إيه”، قوله إن الهيئة تحقق في وظيفة تغيير المسار الآلي لتيسلا، سواء تمت الموافقة على استخدامها في أوروبا أم لا، حسب وكالة بلومبيرج للأنباء.
وتجري هيئة “كيه.بي.إيه” اتصالا أيضا مع هيئة السيارات الهولندية، المسؤولة عن الموافقة على سيارات تيسلا في أوروبا، طبقا لصحيفة “بيلد”. يذكر أن تزايد عمليات الفحص الدقيق المنظم يمثل خطرا على تسويق سيارات تيسلا لتكنولوجيا المركبات الآلية.
وأطلقت الهيئة الأمريكية للسلامة المرورية في الصيف الفائت تحقيقا بعد تسجيل سلسلة من حوادث اصطدام بين سيارات تيسلا مجهزة بنظام “المرشد الآلي” Autopilot ومركبات الطوارئ والإسعافات الأولية.
كما فتحت الهيئة في الأيام الماضية تحقيقا جديدا يتعلق بنظام “السائق الآلي” بعد شكاوى من سائقين قلقين بشأن حالات فرملة غير متوقعة.
ويقول مايكل بروكس المدير التنفيذي لمجموعة “سنتر” المتخصصة في سلامة السيارات إن شركة تيسلا تنتهك من خلال أمور عدة قواعد السلامة على الطرقات وتطلق أفكارا تسويقية تعطي المستهلكين انطباعا بأن السيارات أكثر تطورا مما هي عليه في الحقيقة.
ولا تعطى السيارات الجديدة في الولايات المتحدة تراخيص تتيح طرحها في الأسواق قبل تجربتها على الطرقات، ويتعين على المصنعين فقط إثبات أن سياراتهم تتماشى مع قواعد السلامة المعمول بها.
وتتدخل الهيئة الأمريكية للسلامة المرورية في حال اعتبرت أن السيارات تنتهك المعايير أو تمثل “خطرا غير منطقي”.
ويشير براينت ووكر سميث الخبير القانوني في القيادة الذاتية في جامعة ستانفورد إلى غياب القواعد التي تتعلق ببعض الأمور كأجهزة تثبيت السرعة مثلا.
وركزت الهيئة الأمريكية للسلامة المرورية جهودها في ظل إدارة دونالد ترمب على إنشاء إطار جديد للمركبات ذاتية القيادة لا يزال حتى اليوم منسيا. وبدأت في ظل إدارتها الجديدة تولي اهتماما أكبر لتأثير التقنيات الحديثة في السلامة على الطرقات.
وطلبت في حزيران (يونيو) إبلاغها بكل حوادث الاصطدام التي تشمل سيارات مزودة أنظمة معينة لمساعدة السائق أو أنظمة القيادة الذاتية، وطلبت كذلك مزيدا من المعلومات بعد إطلاق التحقيق المتعلق بحوادث سيارات الطوارئ والإسعافات الأولية.
وتقول ناطقة باسم الإدارة إن “الإدارة تواصل أبحاثها حول التقنيات الجديدة، من بينها أدوات مساعدة السائق، وتراقب أداءها في الظروف الواقعية”.
وتدمج تيسلا نظام “المرشد الآلي” في كل سياراتها الجديدة، وهو يتيح تكييف سرعة السيارة مع حركة المرور والمحافظة على المسار على الطريق.
وتقدم المجموعة كذلك خيارات متنوعة مثل تغيير المسارات، والمساعدة على ركن السيارة، والانتباه إلى إشارات المرور، ضمن حزم أطلقت عليها اسم “المرشد الآلي المحسن” أو “القدرة التامة على القيادة الذاتية”.
وتعد تيسلا بطرح ميزة “القيادة الآلية في المدينة” قريبا، لكن الشركة المصنعة بدأت سابقا في اختبار هذه الوظيفة في ظروف واقعية عبر عدد متزايد من سائقي السيارات يبلغ حاليا نحو 60 ألفا.
وتوضح المجموعة في موقعها الإلكتروني أن على السائق أن يبقى يقظا ويداه على عجلة القيادة دائما. وتشير، في رسالة بعثتها إلى سلطات كاليفورنيا العام الماضي إلى أن هذه الوظائف كلها تقع ضمن المستوى 2 على مقياس القيادة الذاتية الذي حددته جمعية مهندسي السيارات ويشمل ستة مستويات، وبالتالي لا حاجة إلى أن تخضع لقواعد أكثر صرامة معتمدة في اختبارات القيادة المستقلة.
لكن إيلون ماسك يستمر في الإشادة بمزايا برامجه، ويوكد بوضوح أن هدفه يتمثل في الوصول إلى نظام قيادة مستقل كالأنظمة التي يطلق عليها اسم “المرشد الآلي” أو “القيادة الذاتية التامة”. ويعتبر براينت ووكر سميث أن “تيسلا تحاول الحصول على كل شيء من دون أي اعتبار وبطريقة مخادعة وغير مسؤولة”.
ولا يستثني سميث الشركات المصنعة الأخرى التي “تطلق منذ عقود إعلانات حول مركبات سريعة تسير في الصحراء”. لكن عددا من مطوري أنظمة القيادة الذاتية الأكثر تطورا من تيسلا كشركة “وايمو” مثلا هم “أكثر ترددا” في التباهي بقدراتهم.
ويرى المتخصص أن تصرفات تيسلا مؤسفة، لأن الأدوات التي طورتها المجموعة يمكن أن تساعد بالفعل على تقليص المخاطر على الطرقات، إذ إن عددا كبيرا من حوادث السير ناجم عن عدم انتباه السائقين.

صحيفة الاقتصادية السعودية

صحيفة عربية سعودية متخصصة باخبار الاقتصاد العالمي و الخليجي و السعودي و كل ما يخص أسواق الأسهم و الطاقة و العقارات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى