أدت جائحة كوفيد – 19 إلى تسريع تبني الحوسبة السحابية بمعدلات غير مسبوقة خلال العامين الماضيين، حيث تتبنى المؤسسات عبر مختلف القطاعات نماذج سحابية لتوفير إمكانية الوصول لأنظمتها في أي مكان وأي وقت وعبر أي جهاز، ما يرفع من الكفاءة والجودة وفي الوقت ذاته تخفض التكاليف، وتعد من أهم الأسباب التي تجعل المؤسسات تتجه إلى الخدمات السحابية خاصة في ظل توافر وانتشار اتصال الإنترنت في جميع الأماكن، الأمر الذي من شأنه تسريع عملية التحول الرقمي.
وكشف مختصون أن البنية التحتية للمملكة توفر اتصالا مستقرا وآمنا وفائق السرعة، من شأنه تسريع وتيرة تبني الأعمال للحوسبة السحابة، حيث إن الطرق التقليدية لمراكز البيانات لا توفر السرعة والمرونة اللازمتين لتطوير النظام الأساس أو المرونة اللازمين للمنافسة، لذلك فإن حلول السحابة الحديثة تساعد الشركات على مواجهة تحديات العصر الرقمي.
وتمتلك المؤسسات التي تعتمد السحابة تلقائيا على أحدث الابتكارات والتقنيات الناشئة المدمجة في أنظمة تكنولوجيا المعلومات الخاصة بهم، ويتولى موفر الخدمات السحابية العمل على تطوير قدرات وميزات جديدة.
وقد يرى البعض أن تأمين مراكز البيانات المركزية يعد أمرا صعبا للغاية، لذلك فإن الانتقال إلى السحابة يؤدي إلى التخلص من تحديات الحفاظ على أمان تكنولوجيا المعلومات وتكاليفها.
وقال فهد بن عبدالعزيز الطريف، المدير العام، نائب رئيس قسم الحوسبة السحابية لدى شركة Oracle في المملكة وأسواق المشرق وشمال إفريقيا في حديث خاص لـ”الاقتصادية”، “إن خطة التحول الرقمي تقوم على تقنيات الحوسبة السحابية والتقنيات الناشئة وتقنيات المستقبل، وهذه كلها تتوافر عن طريق الخدمات السحابية التي تتميز بعديد من الأمور من أبرزها ترشيد الإنفاق، وهذا ما تتجه إليه المملكة بشكل كبير، إلى جانب سرعة الوصول للمستخدم، والقدرة على الحصول على تقنيات الإبداع والابتكار، وهذه موجودة في تقنيات الحوسبة السحابية، وتحقيق أعلى معايير الأمن السيبراني”.
وتشير التوقعات إلى أن الإنفاق في المملكة على تقنيات الحوسبة السحابية سيصل إلى 950 مليون دولار خلال العام الجاري، وسينمو بمعدل نمو سنوي مركب 24 في المائة بحلول 2025، هذا كله مدعوم بالتشريعات التي وضعتها المملكة، وتدعمها مختلف الجهات، وعلى المستوى العالمي، من المتوقع أن يتجاوز الإنفاق على السحابة عالميا إلى 1.3 تريليون دولار بحلول 2025 مع الحفاظ على معدل نمو سنوي مركب يبلغ 16.9 في المائة.
وتابع الطريف، “أعتقد أن المملكة تطورت في مجال البنية التحتية بشكل كبير والدليل على ذلك هو انتقال جميع الأعمال إلى المنازل وعن بعد مع ابتداء كوفيد – 19، وكانت شبكة الاتصالات والإنترنت هي المحرك الأساس والبنية التحتية للمملكة لم تتأثر بالضغط الكبير، فقد تمكنت من توفير اتصال ممتاز ومناسب ضمن استمرارية جميع الأعمال”.
وفي حديث خاص لـ”الاقتصادية”، كشف سلمان فقيه، المدير العام لشركة سيسكو في المملكة عن نتائج تقرير مؤشر النطاق العريض من “سيسكو”، حيث يعتمد نحو 40 في المائة من القوى العاملة السعودية على شبكة الإنترنت في منازلهم للعمل أو إدارة شركاتهم.
وأشار فقيه إلى أن إلى أن ثمانية من كل عشرة مشاركين في الاستبيان الذي اعتمد عليه التقرير التي بلغت نسبتهم 82 في المائة أكدوا أهمية الموثوقية والجودة التي تتسم بها اتصالات النطاق العريض بالنسبة إليهم، بينما تأكد اعتمادهم على الوصول إلى الإنترنت عالي الأداء من قبل ثلثي المشاركين الذين بلغت نسبتهم 65 في المائة، الذين أوضحوا أن استخدامهم خدمات النطاق العريض يصل إلى نحو سبع ساعات أو أكثر يوميا.
وأكد فقيه عزم نحو ثلثي العاملين في المملكة الذين تبلغ نسبتهم 63 في المائة تحديث خدمات الإنترنت لديهم في غضون 12 شهرا المقبلة، ويشكل الأمن أحد الاعتبارات الأساسية لدى كثير من العاملين، مع إعراب 73 في المائة من المشاركين في الاستبيان عن استعدادهم لدفع مبالغ إضافية مقابل الحصول على اتصال أكثر أمانا.