لا شك أن الرئيس التنفيذي للشركة هو من يحدد النغمة والأسلوب بغض النظر عن حجم أو مرحلة العمل، بيد أن العديد من الرؤساء التنفيذيين يكافحون من أجل التعامل مع واجباتهم اليومية في قيادة الفريق ويفوتون فرصة التواصل مع فريقهم وتمكينهم بشكل أفضل.
وفي مناخ العمل اليوم، تتوقع الفرق المزيد من قيادتها، ومن واجباتنا أن نكون مستعدين ونظهر أن لدينا ما نقدمه لأولئك الذين نعتمد عليهم لمساعدتنا في تحقيق أهدافنا. ولسوء الحظ، يعتقد العديد من الرؤساء التنفيذيين وأصحاب الأعمال أن العكس هو الصحيح.
وفيما يلي الأخطاء الخمسة الشائعة التي يرتكبها الرؤساء التنفيذيون عند قيادة فرقهم.
1. التفكير في أن نوعا من الاتصال يغني عن غيره
الواقع أن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة، إذ إن فريقك يحب أن يتم التواصل معه بطرق متنوعة بل ويحتاج إلى ذلك، ولا توجد قاعدة واحدة محددة للتواصل معه، ومن الخطأ أن يعتقد أي قائد أن إرسال بريد إلكتروني واحد إلى أعضاء فريقه كافٍ، وأن يرى في ذلك التواصل المناسب. فالشركات تحتاج إلى سياسات وإجراءات اتصالات موحدة لضمان وصول رسائلها عبر المؤسسة بطرق متنوعة.
وقد يأتي ذلك في صورة التواصل عبر البريد الإلكتروني أو الاجتماعات أو التجمعات اليومية، أو استخدام أدوات الاتصال الأخرى، للتأكد من أن الجميع مواكب للعمل بنفس الدرجة، ويأخذ الاتصال الناجح في الاعتبار ما يحب فريقك ويحتاج إليه للتواصل معه.
وجود أعضاء فريق يكملون بعضهم البعض يجعل الفريق أقوى وأكثر فاعلية.
2- عدم التواصل مع فريقك على مستوى أعمق
اعلم أن فريقك يحتاج إلى التقدير، وعلى مستوى أعمق، خارج الحوافز المالية، وأن التواصل الصادق والمخلص يدفع الفريق لمزيد من التلاحم والتوافق لدرجة قد لا يكون بعض القادة مرتاحا لها، ولكن وضع حدود غير ضرورية عندما يتعلق الأمر بالانخراط مع الفرق يمنع النمو ويحد من الإبداع.
وبدلاً من ذلك، يجب على القادة التركيز على إجراء النوع الصحيح من التواصل، أي ذلك الذي يؤدي إلى تحسين الأداء والنتائج، واعلم أن الفرق تشعر بعدم التقدير والاستغلال وسوء المعاملة عندما يكون للقادة سيطرة كاملة على الخبرة التي تتمتع بها هذه الفرق، واليوم يتمتع الموظفون بخيارات احترافية أكثر من أي وقت مضى، لذا فإن التواصل الأعمق والمعاملة الصادقة ضروريان للاحتفاظ بأفضل المواهب.
3- الفشل في اكتشاف المواهب
اعلم أن بناء شركة ما هو إلا رياضة جماعية في كل مرحلة من مراحل تنفيذه، والاستفادة من موهبة فريقك في الواقع أمر هام لنجاح كل من الموظف والشركة. لقد عملت في أماكن اعتبر فيها من كانوا يشرفون على موهبتي تهديدا لهم ولم يقبلوا بها، والواقع أن القادة الحقيقيين يستغلون بشكل كامل القوة الكاملة لمواهب فريقهم.
إن مهمة أصحاب الأعمال هي المساعدة في تنمية مواهب فريقهم مع إيمانهم الراسخ بأن ذلك لن يكون إلا في صالح أعمالهم، ولا يعني الأمر تعيين الخبراء فقط وإنما يتعلق الأمر كذلك برؤية الإمكانات في الشخص الذي توظفه ومساعدته في أن يصبح خبيرًا، فالقادة هم من يصنعون دوما قادة آخرين.
كونك قائدا لا يعني أن تكون مثاليًا. فالأمر يتعلق بكونك صريحا وفضوليًا ومنفتحًا على فكرة أن فريقك يعرف أكثر منك، فالتعاون ضروري.
4- استبعاد الحاجة إلى كيمياء الفريق
لا شك أن وجود أعضاء فريق يكملون بعضهم البعض يجعل الفريق أقوى وأكثر فاعلية، وهذا يبدأ من مرحلة التوظيف، ثم يتشكل بشكل أكبر من خلال كيفية إشراك فريقك ورعايته.
قم بإشراك فريقك في عمليات التوظيف للمساعدة في معالجة أي نقاط غير واضحة المعالم قد تكون لديك مع مرشح ما. فنحن جميعا نأتي بمجموعتنا الفريدة من المهارات والخبرات والخلفيات، مما يعني أن إتاحة الفرصة لفريقك للمساعدة تعزز من تمكين أعضائه. شجعهم على الذهاب إلى بعضهم البعض بدلاً من المجيء دائمًا إليك أو إلى قادة آخرين داخل الشركة عند ظهور مشكلات أو أسئلة، فأنت تريد إنشاء قادة ومنحهم موارد بديلة.
5- محاولة إصلاح كل شيء
هذا يرتبط بالنقطة أعلاه. عليك أن تمنح فريقك الموارد اللازمة ليكون ناجحًا. ولا يوجد سبب يجعلك الشخص الذي يقوم بكل شيء، فكونك رجل إطفاء في شركتك سيضعك على المسار السريع للوصول لمرحلة الإرهاق، فالقيادة تدور حول السماح لفريقك بالتوصل إلى حلول قبل أن يأتوا إليك للحصول على التوجيه، ولا تكن البطل الذي يحاول إنقاذ الموقف، بل عليك أن تكون البطل الذي يثق بفريقه.
ويساعد وجود سياسة وإجراءات محددة في تحقيق ذلك، وكذلك تعليم فريقك طريقة تفكيرك. احرص دائمًا على إبقائهم في الحلقة وأشركهم في القرارات والمشاريع وحل المشكلات.
واعلم أن كونك قائدا لا يعني أن تكون مثاليًا. فالأمر يتعلق بكونك صريحا وفضوليًا ومنفتحًا على فكرة أن فريقك يعرف أكثر منك، فالتعاون ضروري. وكقائد، كن على استعداد لطرح الأسئلة، واطلب الملاحظات، ولا تنزعج من أنك لست أذكى شخص في الغرفة.