الرئيسيةريادة

إليك طريقة حماية ممتلكاتك ومدخراتك من التضخم في 2022

هاشتاق عربي

شارك هذا الموضوع:

دفع ارتفاع تكاليف الوقود والطاقة التضخم إلى أعلى مستوياته منذ فترة طويلة، وهو ما يهدد بتراجع قيمة الاستثمارات والممتلكات والمدخرات والمعاشات التقاعدية.

في تقرير نشرته صحيفة “ذا تلغراف” (The Telegraphy) البريطانية، يستعرض الكاتب جيسيكا بيرد بعض النصائح التي يمكنك اتباعها لحماية أموالك من ارتفاع معدلات التضخم.

ويؤكد الكاتب أن الأسعار ارتفعت بشكل كبير العام الماضي، وهناك مخاوف متزايدة من استمرار هذه الموجة حتى بعد انحسار الوباء.

وعلى خلفية ارتفاع تكاليف البنزين والطاقة المنزلية، وصل مؤشر أسعار المستهلك في إنجلترا إلى معدل 5%، وهو أعلى مستوى له منذ سبتمبر/أيلول 2011، ويفوق كثيرا هدف بنك إنجلترا الذي كان متوقعا ألا يتجاوز 2%، وأعلى بكثير مما توقعه الخبراء.

ومن أجل مكافحة التضخم، رفع البنك المركزي أسعار الفائدة من 0.1 إلى 0.25% في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ومع ذلك، فإن رفع أسعار الفائدة قد لا يكون كافيا لخفض الأسعار، وقد تكون هناك سلسلة من الزيادات الأخرى هذا العام.

ما معدل التضخم؟ ولماذا ترتفع الأسعار؟
يقيس التضخم معدل الزيادة في أسعار السلع والخدمات، وينظر مؤشر أسعار المستهلك الذي يشكل الأساس لهدف التضخم الحكومي في تكلفة مئات السلع، بدءا من الطعام وصولا إلى تذاكر السينما، لتتبع أي ارتفاع أو انخفاض في التكاليف.

ارتفع التضخم بالفعل إلى حدود 5.1 % ومن المتوقع أن يظل عند هذا المستوى في المستقبل القريب. وألقى بنك إنجلترا باللوم على ارتفاع أسعار الطاقة العالمية، فضلا عن “العقبات” التي تعرقل إمدادات السلع في جميع أنحاء العالم بسبب ارتفاع التكاليف.

وقال محافظ بنك إنجلترا السابق أندرو بيلي إن العوامل التي تدفع التضخم إلى الارتفاع مؤقتة، ولكن هذا يتوقف على حقيقة إذا كانت هذه العوامل ستؤدي إلى تطور الأجور وارتفاع الأسعار أكثر مما نراه حاليا.

من المستفيد من ارتفاع التضخم؟
يعد التضخم مؤشرا سيئا بالنسبة للمدخرين وأصحاب الدخل الثابت، الذين يرون أن قدرتهم الشرائية تنخفض مع ارتفاع الأسعار وزيادة قيمة النفقات اليومية، مثل الطعام والوقود.

ووفقا لشركة “كانتار” (Kantar) لتحليل البيانات، فإن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بأعلى معدل لها منذ أغسطس/آب من العام الماضي. ومع ذلك، يمكن لمن لديهم ديون بخطط سداد ثابتة -بما في ذلك الحكومة- الاستفادة من التضخم، حيث ينخفض حجم المبلغ المستحق بالقيمة الحقيقية.

هل سيضر التضخم استثماراتك؟
يمكن أن يعاني المستثمرون في السندات جراء التضخم أكثر من غيرهم، ويميل المستثمرون عند ارتفاع التضخم إلى بيع السندات بسبب تآكل القيمة الحقيقية لهذا النوع من العائدات.

كما أن ارتفاع التضخم من شأنه أن يزيد احتمالات رفع أسعار الفائدة، مما يشكل خسارة إضافية لمالكي السندات، حيث إنه يقلل القيمة النسبية للعوائد مقابل السندات الصادرة حديثا.

ولطالما حذر المستثمر الشهير وارن بافت المستثمرين من شراء السندات عندما ترتفع معدلات التضخم. ويقول بافت إن “التضخم ليس الوقت المناسب للشراء”، وإن المستثمرين يواجهون في مثل هذه الظروف “مستقبلا قاتما” لأن ارتفاع التضخم يؤدي إلى انخفاض القيمة الحقيقية للإيرادات. ولكن يمكن للمستثمرين حماية أنفسهم عن طريق شراء السندات المرتبطة بالمؤشر، حيث ترتفع الفائدة المدفوعة وفقا لمعدلات التضخم.

ولا يعد التضخم بالضرورة أمرا سيئا للمستثمرين في الأسهم، لأن الشركات بإمكانها أن تنقل جزءا من التكاليف إلى المستهلكين لموازنة ارتفاع التضخم.

ويقول ريتشارد هنتر، رئيس قسم الأسواق في “إنتراكتيف إنفستور” إن شركات النفط والتعدين ستستفيد من التضخم، إذ إن ارتفاع أسعار السلع الأساسية سيزيد أرباحها النهائية. ويضيف هنتر أن “المستثمرين يستفيدون من الضربة المزدوجة المتمثلة في نقل التكاليف إلى المستهلكين وتحقيق مكاسب أكبر”.

في المقابل، يرى هنتر أن التضخم قد يضر تجار التجزئة، مثل المحلات التجارية الكبرى التي قد تفتقر -على حد تعبيره- إلى القدرة على زيادة الأسعار.

كما أن عائدات استثمارات البنية التحتية والعقارات ترتفع مع ارتفاع معدلات التضخم، ويمكن أن ترتفع قيمة الذهب.

هل تتأثر المدخرات النقدية؟
رغم بلوغ معدلات التضخم 5.1% فإن أفضل حسابات التوفير لا تدفع سوى نحو 0.6% سنويا، أي أنه مقابل رصيد قدره 50 ألف جنيه إسترليني، سيكسب الشخص 300 جنيه إسترليني فقط في العام.

تأثير التضخم يبدو كبيرا في هذه الحالة، حيث إن القيمة الحقيقية لمبلغ 50 ألف جنيه إسترليني ستنخفض إلى 47 ألفا و750 جنيها إسترلينيا بعد عام.

في المقابل، يستفيد المدخرون عندما تؤدي معدلات التضخم المرتفعة إلى رفع سعر الفائدة.

هل يتضرر المعاش التقاعدي؟
يتآكل دخل الأشخاص الذين يتلقون معاشا تقاعديا سنويا إذا حصلوا عليه بسعر ثابت، وسيعانون أكثر من غيرهم من الارتفاع الحاد في معدلات التضخم.

ويقول ستيفن كاميرون مدير المعاشات التقاعدية في “أيجون” إن خطة “معاشات المستوى” حظيت بشعبية كبيرة في السنوات الأخيرة، حيث دفع الناس المزيد من الأموال منذ البداية، لكن هذا الاتجاه سيبدأ التراجع في ظل ارتفاع التضخم وانخفاض المداخيل.

إذا ارتفع التضخم أكثر 5.1%، كما هو متوقع، فإن المدخرين الذين لديهم معاش تقاعدي بنسبة مساهمة محددة سيضطرون إلى تحمل المزيد من المخاطر.

هل يؤثر التضخم على أسعار العقارات؟
يشكل التضخم تهديدا لسوق الإسكان لأنه سيدفع بنك إنجلترا إلى رفع أسعار الفائدة. من المنتظر أن تتراجع القدرة الشرائية عندما تصبح الرهون العقارية أكثر تكلفة، وقد بدأ هذا الاتجاه فعليا مع تخلي البنوك عن الصفقات منخفضة القيمة ورفع أسعار الفائدة.

ويقول الخبير الاقتصادي كاي نيوفيلد، من مركز “أبحاث الاقتصاد والأعمال” إن “أسعار الفائدة كانت منخفضة للغاية فترة طويلة في بريطانيا. لم يتوقع الناس هذا الأمر (ارتفاع التضخم)، وقد يكون التأثير النفسي على السوق كبيرا”.

ومن المنتظر أن ينخفض الطلب على قروض السكن، في حين سيجد أصحاب المنازل أن ديونهم السكنية أصبحت أكثر تكلفة.

شبكة الجزيرة

قناة تلفزيونية إخبارية حكومية تابعة لشبكة الجزيرة الإعلامية، تأسست في 1 نوفمبر 1996، ويقع مقرها في العاصمة القطرية الدوحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى