كشفت هيئة تنظيم سلامة السيارات الرئيسية في الحكومة الفيدرالية عن فتح تحقيق في ميزة في سيارات تسلا تسمح للسائقين بلعب الألعاب على شاشة تعمل باللمس في وحدة القيادة أثناء حركة السيارة.
وذكرت “الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة” (NHTSA) في وثيقة قدمت على موقعها بالإنترنت أن “هذه الوظيفة التي يشار إليها باسم “لعب الركاب”، قد تصرف انتباه السائق وتزيد من خطر وقوع حادث”.
ويأتي هذا الإجراء بعد أن نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا عن القلق بشأن السلامة هذا الشهر.
ويغطي التحقيق الذي تجريه وكالة السلامة، وهي جزء من وزارة النقل، حوالي 580 ألف سيارة وسيارات الدفع الرباعي من سنوات 2017 حتى عام 2022.
كما تحقق الوكالة بشكل منفصل في العيوب المحتملة في نظام الطيار الآلي لشركة السيارات الكهربائية التي يمكنها توجيه السيارة وتسريعها وكبحها بمفردها.
وقالت الوكالة “عند افتتاح هذا التقييم الأولي، ستقوم الهيئة بتقييم السيناريوهات التي يمكن فيها للسائق التفاعل مع ميزة لعب الركاب”.
لا يركز هذا التحقيق على الطيار الآلي، ولكن “الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة” ألمحت إلى مخاوف محتملة من أن السائقين يمكن أن يلعبوا الألعاب أثناء استخدام نظام مساعدة السائق المتقدم وهم يظنون خطأ بأن السيارة كانت تقود نفسها.
وترشد شركة تسلا السائقين بأن يضعوا أيديهم على عجلة القيادة وإيلاء الاهتمام للطريق أثناء استخدام الطيار الآلي.
وقالت الوكالة “إن الهيئة تذكّر الجماهير بأنه لا توجد سيارات متاحة تجاريا اليوم يمكنها قيادة نفسها”.
وأضافت “بعض ميزات مساعدة القيادة المتقدمة يمكن أن تعزز السلامة من خلال مساعدة السائقين على تجنب الأعطال والتخفيف من حدة الأعطال التي تحدث، ولكن كما هو الحال مع جميع التقنيات والمعدات على السيارات، يجب على السائقين استخدامها بشكل صحيح ومسؤول”.
وانتقد خبراء السلامة تسلا لعدم تركيب ضمانات فعالة في سياراتها لضمان إبقاء السائقين أيديهم على عجلة القيادة وعيونهم على الطريق أثناء استخدام الطيار الآلي.
كما تعرضت الشركة ورئيسها التنفيذي، إيلون ماسك، لانتقادات من قبل خبراء السلامة لترويجهم الطيار الآلي وحزمة أكثر تقدما من الخدمات تسمى “القيادة الذاتية الكاملة” كأنظمة للقيادة الذاتية فعلا.
وقد سمحت الشركة لبعض المالكين بالدخول إلى الطرق العامة لاختبار القيادة الذاتية الكاملة، والتي قالت تسلا إنها لا تستطيع في الواقع قيادة سياراتها بمفردها.
وقالت الوكالة إن ميزة ألعاب الفيديو متاحة منذ ديسمبر/كانون الأول 2020 في بعض سيارات تسلا. وأضافت الوكالة أنه “قبل هذا الوقت، لم يتم تمكين اللعب إلا عندما كانت السيارة فى حالة الوقوف”.
في أغسطس/آب، قدمت تسلا تحديثا لاسلكيا لبرامج سياراتها التي أضافت 3 ألعاب يمكن لعبها أثناء تحرك المركبات وهي لعبة سوليتير، ولعبة طائرة مقاتلة اسمها ” قوة الطيران مجددا، ومعركة بوليتوبيا ولعبة إستراتيجية الحروب “مونرايز”.
هذا، وقدم فينس باتون، وهو رجل متقاعد يعيش في ليك أوسويغو بولاية أوريغون، شكوى إلى وكالة السلامة من خلال موقعها الإلكتروني بعد شراء سيارة تسلا موديل 3 هذا الصيف. وقال إنه كان قادرا على لعب لعبة سوليتير على طراز 3 بينما كانت السيارة متحركة.
وفي تصريح لصحيفة “النيويورك تايمز” قال “أنا مصعق تماما”. وأضاف “بالنسبة لي، يبدو الأمر خطيرا بشكل جوهري”.