اتصالاتالرئيسية

الهجمات الإلكترونية..خطر يهدد الثقة بأسس وأنظمة الاقتصاد بأكمله

هاشتاق عربي

في وقت مبكر، قبل نحو 20 عاما، دق مؤسس شركة الأمن السيبراني iDefence، جيمس آدامز، ناقوس الخطر بشأن التهديدات السيبرانية، من أن الفضاء الإلكتروني هو “ساحة معركة دولية جديدة”، وفيها “سيتم كسب الحملات العسكرية المستقبلية أو خسارتها”.

وطوال السنوات الماضية، أثبتت التهديدات المستمرة أن نبوءة آدامز كانت صادقة.

بعد آدامز، استخدم المسؤولون الأميركيون تعبيرات مثل “بيرل هاربور إليكتروني” في إشارة إلى الضربة اليابانية لأسطول أميركي في ميناء بيرل هاربور أدت إلى خسائر كبيرة، وكان عنصر المفاجأة حاضرا بقوة فيها.

كما استخدم المسؤولون الأميركيون تعابير أخرى مثل “11 سبتمبر إليكترونية” و”معركة نهاية العالم (هرمجدون) الإليكترونية، وطالبت أجيال متعاقبة من مسؤولي الأمن في أميركا بفهم الفضاء الإلكتروني على أنه “مجال” للصراع، مع “تضاريس رئيسية” تحتاج الولايات المتحدة إلى اتخاذها أو الدفاع عنها.

ساحة معركة
ربما لم تحدث هجمة مفجعة كبيرة، وقاضية، مثلما توقع المسؤولون حتى الآن، لكن الصراع الإلكتروني مستعر بالتأكيد.

وقالت مجلة Foreign Affairs الأميركية إن “الهجمات الإلكترونية على الشركات كلفت مئات المليارات من الدولارات”، كما إنها تهدد بتآكل الثقة التي يضعها الناس في الحكومة والاقتصاد والسوق، مما يهدد بخسائر أكبر.

وتقترح دراسة أعدتها المجلة أن “إعدادا كبيرا لتأمين الفضاء الإلكتروني قد يكون غير فعال، لكن حلولا لتشغيل أنظمة بديلة، وعزل الأنظمة المصابة بسرعة” قد تكون أكثر فعالية بكثير.

وتهدد الهجمات الإلكترونية “الصغيرة” استمرار تدفق العمل الإلكتروني بسبب اهتزاز ثقة المستخدمين، مما يؤدي إلى مشاكل مستقبلية في اقتصاد الشركات التي يتزايد اعتمادها على الإنترنت.

لكن في حال كانت هناك حلول بديلة، فإن توقفا بسيطا لدقائق – أو حتى لساعات – يمكن تناسيه بسهولة أكثر من أزمة تستمر لأيام، خاصة وأن الكثيرين يعتمدون على التعاملات الإليكترونية بشكل شبه كامل يوميا في كل شيء من البقالة وإلى الحسابات البنكية والاستثمار في الأسهم.

وتضيف المجلة أن “مفتاح النجاح في الفضاء الإلكتروني على المدى الطويل ليس إيجاد طريقة لهزيمة جميع الهجمات الإلكترونية، ولكن تعلم كيفية البقاء فعالا على الرغم من التعطيل والدمار الذي تسببه”.

تحطيم “الثقة” في النظام
وتقول المجلة أن الثقة هي عنصر أساسي لرأس المال الاجتماعي، حيث إن المعايير المشتركة والشبكات المترابطة تؤدي إلى مجتمعات أكثر سلاما وازدهارا.

ولا تهدد الثقة في النظام الإليكتروني التعاملات اليومية فحسب، إذ أنها أيضا ضرورية لضمان استمرار العمليات العسكرية، والعلاقات الدولية.

وتقتبس المجلة عن عالمة السياسة، كيتلين تالمادج، قولها إن “جهود صدام حسين لضمان عدم انقلاب ضباط جيشه عليه من خلال إعاقة الثقة في التواصل بينهم، وعدم خلق منظومة اتصالات إليكترونية فعالة لقيادة الجيش الكبير والمنتشر في البلاد، أدت إلى فشل الجيش العراقي – المجهز جيدا – بالتصدي بشكل فعال للقوات الأميركية”.

المشاكل الاقتصادية
في مايو 2021، أغلقت عصابة إجرامية تعرف باسم DarkSide خط الأنابيب، الذي يوفر حوالي 45 في المئة من الوقود للساحل الشرقي للولايات المتحدة، وطالبت بفدية دفعتها الشركة في نهاية المطاف.

وعلى الرغم من التأثير المحدود للهجوم على قدرة الشركة على توفير النفط لعملائها، أصيب الناس بالذعر وتوافدوا إلى محطات الوقود.

وتقول المجلة إن هذا النوع من عدم الثقة، والفوضى التي يسببها، لا يهدد أسس الاقتصاد الرقمي فحسب، بل ويهدد أيضا أسس الاقتصاد بأكمله.

وبالمثل، فإن عدم القدرة على حماية الملكية الفكرية من السرقة السيبرانية يسبب مصاعب كبيرة.

وقالت المجلة إن دولا من بينها الصين وكوريا الشمالية في سعيها للحاق بالولايات المتحدة وغيرها من البلدان التي تمتلك التكنولوجيا الأكثر ابتكارا، قد حاولت عدة مرات اختراق منظومات الشركات في الولايات المتحدة.

وأشارت إلى “كوريا الشمالية اخترقت شركة فايزر للأدوية في محاولة لسرقة تكنولوجيا لقاح COVID-19، وأدت عمليات التسلل الصينية لأبحاث القاعدة الصناعية الدفاعية الأميركية إلى تقليد التقدم التكنولوجي في تطوير الطائرات والصواريخ”.

وبحسب المجلة فإنه “كلما أصبحت هذه الهجمات أكثر اتساعا وتطورا، كلما قلت ثقة الشركات في أن استثماراتها في البحث والتطوير ستؤدي إلى تحقيق الربح – مما يدمر في نهاية المطاف الاقتصادات القائمة على التكنولوجيا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى