في هذا التقرير الذي نشره موقع “سي إن بي سي” (CNBC) الأميركي، تستعرض الكاتبة أليسيا أدامشيك تجارب ملهمة لأشخاص من جيل الألفية كشفوا من خلال سلسلة “أموال جيل الألفية” الخاصة بشبكة “سي إن بي سي” عن كيفية جني أموالهم وطريقة إنفاقها وادخارها.
يمكنك دائما البدء من جديد
في نهاية عام 2019، كانت ديون كارين وسيلفستر أكبان تتجاوز 110 آلاف دولار من القروض الدراسية إلى جانب قسط رهن عقاري قدره 4200 دولار شهريا لمنزل مكون من 5 غرف نوم في كاليفورنيا.
وفي ظل عدم قدرتهما على مجاراة كل هذه المصاريف وسداد ديونهما، ولا سيما بعد أن رزقا بابنهما أيدن، البالغ من العمر الآن 8 أعوام، قرر الزوجان بيع منزلهما والعيش في مقطورة في أوائل عام 2020.
وفي الوقت الحالي، تجوب هذه العائلة مختلف أنحاء البلاد، وتكسب المال من خلال المدونات وتنظيم الحملات على مواقع التواصل الاجتماعي. وقد تمكن الزوجان من تسديد جميع ديون قروضهما الدراسية وهما يركّزان على الاستثمار وبناء ثروة لابنهما. ويُقرّان بأن بدء حياتهما من جديد كان مخيفًا ولكن قرارها كان صائبًا.
وضع خطة بديلة
ديستني آدامز أخصائية رعاية أطفال في ولاية ميشيغان تكسب من وظيفتها حوالي 60 ألف دولار سنويا، وهي توفر لها الاستقرار المالي وامتيازات مثل التأمين الصحي. كما تنشر آدامز مقاطع فيديو استشارية على يوتيوب، فضلا عن أنها تدير مشروعًا صغيرًا متخصصًا في بيع الشعر المستعار ووصلات الشعر.
تؤكد آدامز أن “العمل من التاسعة إلى الخامسة يحد حقا من دخلك. ولكن عندما تكون رائد أعمال، هناك دائمًا إمكانية لكسب المزيد من الأموال إذا قمت بزيادة إنتاجك”. وحسب آدامز، تتيح مصادر الدخل المختلفة العيش برفاهية وتحقيق راحة البال.
لم يفت الأوان أبدا للتعلم
في عمر الـ38 لا يزال جي دي ويلسون يتعلم كيفية وضع ميزانية. ويقول حيال هذا الشأن: “لست جيدًا فيما يتعلق بإدارة المال، ولعل هذا الأمر أحد أكبر عيوبي، وأكثر ما أحتاج إلى العمل عليه. إنني أتعلم، ولا أنفكّ عن التعلم، كل يوم أتعلم”.
خلال جائحة فيروس كورونا، اضطر ويلسون إلى غلق شركته الخاصة “ليد يو” (Lead U)، المتخصصة في تنظيم فعاليات واستضافة ورش عمل للتمكين في المدارس في جميع أنحاء البلاد، وبيع معظم ممتلكاته والانتقال من نيوجيرسي إلى هاواي لتدريس الصف الثالث.
ورغم أن المعيشة في هاواي أعلى تكلفة من نيوجيرسي، فإن ويلسون يتعلم كيف يدير حياته ونفقاته. وبغض النظر عن الإيجار ومصاريف البقالة ومدفوعات قرض الدراسة، لا ينفق ويلسون الكثير من المال ويفضل عيش أسلوب حياة بسيط. إنه يحب هاواي ومجتمعه الجديد، وقد ساعده الوقت الذي يقضيه هناك على إدراك ما يريده حقا من الحياة.
استثمر في ذاتك
فقدت إيما سادلر وظيفتها كمديرة مطعم حالما ضربت جائحة فيروس كورونا مدينة نيويورك في أوائل عام 2020. ولم تكن جهود البحث عن وظائف جديدة في صناعة المواد الغذائية مثمرةً بالنسبة لها، فقررت سادلر في نهاية المطاف المشاركة في معسكر تدريبي في “تصميم تجربة المستخدم” لمدة 3 أشهر أملا في تأمين وظيفة في مجال مختلف تمامًا. بلغت تكلفة الدورة 12 ألف دولار أو ما يعادل ربع دخلها السنوي السابق، لكن سادلر كانت تعلم أنها ستعوّض ذلك من خلال الانفتاح على فرص وظيفية جديدة.
في حديثها عن هذا القرار، تذكر سادلر: “لقد كان الأمر مخيفًا. أتذكر أنني تحدثت إلى والدتي وسألتها: هل هذا القرار صائب، وهل يستحق هذا العناء، أليس من الجنون وضع كل هذه الأموال في هذا الاستثمار؟!”.
تكسب سادلر حاليا حوالي 60 ألف دولار سنويا من عملها كمصممة تجربة المستخدم، وتعلم أن أمامها الكثير من الفرص للارتقاء في السلم الوظيفي ومضاعفة دخلها.
المال ليس كل شيء
لطالما اعتقد جيسون واي لي عندما كان طفلا أن كسب دخل من 6 أرقام سيثبت نجاحه. وعندما تخرّج من الكلية، حصل على وظيفة استشارية في سن الـ21 عامًا ضمنت له تحقيق ذلك الدخل. لكن بعد بضع سنوات، أعاد النظر في كل ما كان يؤمن به حول بناء حياته.
في عام 2012 استقال من وظيفته الاستشارية، وأطلق مشروعًا غير ربحي مع شقيقه لم يكسب منه أي دخل. وفي نهاية المطاف، نما ذلك المشروع ليصبح “يوبيل ميديا” (Jubilee Media) وارتفع راتب لي السنوي من 0 دولار إلى 30 ألف دولار ثم إلى 60 ألفا فـ97 ألفا.
ومع أن هذا الرقم يظل بعيدا عما كان يحققه من وظيفته في مجال الاستشارات، فإنه يعتقد أن الشعور بالرضا الذي يمنحه إياه عمله يستحق التضحية.
وفي حديثه عن تغيير وظيفته، يقول لي: “إنني أتعلم وأتطوّر كل يوم”، مشيرا إلى أن إدارة شركته الخاصة “غيرت حقا طريقة تفكيره في المال والنجاح”.