الرئيسيةدولي

ما هي أسباب رفض الصين لاستخدام لقاح فايزر حتى الآن؟ 

هاشتاق عربي

شارك هذا الموضوع:

كانت هناك نية لدى الصين قبل بضعة أشهر بإجازة استيراد اللقاحات الغربية المضادة لكورونا مثل فايزر، ولكن في الواقع لم يتم حتى الآن اتخاذ أي إجراءات فعلية، وهو ما طرح العديد من التساؤلات عن أسباب رفض الصين استخدام هذه اللقاحات بحسب ما ذكرت شبكة “سي إن إن”.

وكانت الصين قد أنتجت حتى الآن أربع لقاحات مضادة لفيروس كورونا المستجد، رغم أن التجارب خارج البلاد أظهرت انخفاض فعالية تلك اللقاحات دون نسبة الـ 50 في المئة.

وفي وقت سابق من شهر أبريل الماضي، قال مسؤول بارز في مركز الصين للسيطرة على الأمراض والوقاية منها إن اللقاحات التي طورتها بلاده منخفضة الفعالية.

وقال ذلك المسؤول ويدعى، غاو فاو، إن بكين كانت تبحث إمكانية دمج اللقاحات لكي تزيد من فعاليتها، وذلك قبل أن يتراجع عن تصريحات لاحقا، زاعما أنه قد أسيء تفسيرها.

وجرى حتى الآن تطعيم أكثر من 1.1 مليار صيني (أو ما يقرب من 80 بالمئة من السكان) بشكل كامل باللقاحات الصينية التي طورتها شركتي سينوفارم وسينوفاك، والمعتمدة على الطريقة التقليدية (الناقل الفيروسي)، ولكن الدراسات أشارت إلى أن فعاليتها أقل مقارنة باللقاحات الغربية التي انتهجت نظام (الحمض النووي الريبي المرسال).

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن لقاحات سينوفاك وسينوفارم قد وصلت فعاليتها إلى 51 بالمئة و71 بالمئة على التوالي في الوقاية من الأعراض الشديدة والمتوسطة، بينما وصلت نسبة الفعالية في لقاحات فايزر وموديرنا إلى نسبة 95 بالمئة.

ووجدت دراسة في هونغ كونغ نُشرت في مجلة “لانسيت” الطبية في يونيو أن العاملين الصحيين الذين تلقوا تطعيما كاملًا عبر لقاحات فايزر لديهم حوالي 10 أضعاف كمية الأجسام المضادة من أولئك الذين حصلوا على لقاح سينوفاك.

وبحسب خبراء فإن الحماية المحدودة التي توفرها اللقاحات الصينية ليست كافية على الإطلاق لتلبية هدف بكين الطموح المتمثل في ترسيخ سياسة “صفر كوفيد” داخل حدودها، حيث لجأت السلطات إلى تدابير صارمة بشكل متزايد للحد من تفشي المرض على المستوى المحلي بتكلفة اقتصادية باهظة وعلى حساب تعطيل الحياة اليومية.

وأشارت تقارير في الأسبوع الماضي عن الإبلاغ أكثر من 130 ألف حالة في مقاطعة تشجيانغ الشرقية التي تضم مراكز التصنيع والتصدير الرئيسية في البلاد، فيما دعت العديد من السلطات المحلية في جميع أنحاء الصين السكان إلى عدم السفر إلى ديارهم بمناسبة السنة الصينية الجديدة للحد من انتشار الفيروس.

ولتعزيز المناعة العامة في البلاد، بدأت السلطات الصينية في طرح جرعات معززة، ولكن عبر استخدام اللقاحات المحلية.

وقد وجدت بعض الأبحاث أن لقاحات “الحمض النووي الريبي المرسال” يمكن أن تولد استجابات مناعية أفضل كجرعات معززة، ومنها دراسة بريطانية حديثة أوضحت أن لقاحات فايزر وموديرنا توفر أكبر دفعة لمستويات الأجسام المضادة عند إعطائها عقب 10-12 أسبوعًا من أخذ الجرعة الثانية.

وفي غضون ذلك، أظهرت دراستان منفصلتان من إسرائيل نُشرتا الأسبوع الماضي، أن جرعات معززة من لقاح فايزر قد قللت العدوى بمقدار عشرة أضعاف والوفيات بنسبة 90 في المئة.

ولا يبدو في ظاهر الأمر أن المسؤولين الصينيين غير مدركين لميزة استخدام لقاحات الحمض الريبي، ففي الشهر الماضي، إذ أقر زينك غوانغ، كبير علماء الأوبئة السابق في المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، بأن “الأرقام والإحصائيات أظهرت أن استخدام لقاحات (الحمض الريبي) أو لقاحات البروتين المؤتلف كجرعة معززة للقاحات التقليدية سيحقق نتائج أفضل بناء على البيانات الواردة من دول مثل تركيا وتايلاند ولبنان”.

ولكن ومع ذلك، أصر زينك على أن استخدام نفس التكنولوجيا لتقديم الجرعات معززة سيكون أكثر أمانًا ومقبولًا على نطاق واسع من قبل الصينيين.

“فتش عن المصالح”
وفي معرض تبريره عن إحجام الصين على إدخال اللقاحات الغربية إلى البلاد، قال الزميل البارز للصحة العالمية في مجلس العلاقات الخارجية، يانتشونغ هوانغ، إن الأمر يعود إلى اعتبارات سياسية واقتصادية بالدرجة الأولى.

وأوضح: “الصين كانت سباقة في إنتاج اللقاحات المضادة للفيروس التاجي، وأرسلت مليارات الجرعات إلى العديد من الدول النامية مما ساهم في زيادة نفوذها عبر استخدام أساليب القوة الناعمة وإبراز تأثيرها المتزايد على الصعيد الدولي”.

وتابع: “عندما طورت الصين لقاحات خاصة بها فإنها كانت تسعى أن تظهر مدى التقدم التكنولوجي الذي حققته، وبالتالي فإن اعتمادها على اللقاحات الغريبة أو السماح باستيرادها يعني اعتراف بأنها ليست ندا للدول المتطورة في مجال التكنولوجيا الطبية”.

ولفت هوانغ إلى أن الحكومة الصينية حريصة أيضا على حماية مصالح الشركات التي تنتج اللقاحات المحلية وأنها لن تسمح لـ”الغرباء بالولوج إلى تلك السوق الضخمة”.

وفي حين أرجأ المسؤولون الصينيون الموافقة على لقاح فايزر، مُنحت الشركات المحلية الضوء الأخضر للمضي قدمًا في تطوير لقاحات تعتمد على نظام “الحمض النووي الريبي المرسال”.

وفي الشهر الماضي، وافقت وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية على تجارب لقاح “mRNA” مطور محليًا كجرعة معززة – للبالغين الذين جرى تطعيمهم بالكامل باللقاحات المحلية، وقد أجريت بالفعل تجارب سريرية في دول من بينها المكسيك وإندونيسيا، ولكن دون الإعلان عن أي نتائج حتى الآن.

وأوضح هوانغ أن العديد من الشركات الصينية، بما في ذلك شركة سينوفارم العملاقة المملوكة للدولة تطور حاليا لقاحات “mRNA”، مشيرا إلى أن بكين تحبذ إعطاء الموافقة للقاحات محلية الصنع قبل إعطاء الضوء الأخضر لاستيراد أي لقاحات أجنبية.

ومع ذلك فإن ثمة مؤشرات تدل على أن الخبراء الصينيين يأملون في مزيد من التعاون مع نظرائهم الغربيين، فخلال عطلة نهاية الأسبوع، حث كبير خبراء أمراض الجهاز التنفسي ومستشار الحكومة الصيني، تشونغ نانشان، بلاده على زيادة التبادلات والتعاون في تطوير اللقاحات مع الدول الأخرى.

وقال تشونغ في منتدى بمدينة غوانغتشو الجنوبية يوم السبت “نحتاج إلى التعرف على الأشياء الجيدة في البلدان الأخرى، مثل لقاحات mRNA”.

وتابع: “لقد أمضوا سنوات في البحث وتمكنوا من تطوير أول لقاح بتقنية الحمض النووي الريبي المرسال في العالم في غضون بضعة أشهر فقط … نحن بحاجة إلى التعلم من تقنياتهم في هذا المجال”.

الحرة

الحرة قناة فضائية مقرها في الولايات المتحدة الأميركية وتمولها حكومة الولايات المتحدة. بدأت البث في 14 فبراير، 2004 وتصل إلى 22 بلد عبر الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى