أخبار الشركات

“جونسون آند جونسون” تقرر التفكك للتركيز على الأدوية

هاشتاق عربي

أليكس جورسكي، الرئيس التنفيذي المنتهية ولايته لأكبر شركة رعاية صحية في العالم، أبلغ المستثمرين أن على شركة جونسون آند جونسون اغتنام “لحظتها الذهبية” وتفكيك نفسها.
قال جورسكي وهو يتفكر في قرار الشركة التي تبلغ من العمر 135 عاما الأسبوع الماضي فصل قسم المستهلكين لديها والسعي إلى تحقيق نمو أعلى لمجموعتها الصيدلانية والطبية، “نحن فخورون بتاريخنا المميز، لكننا لسنا أسرى للتاريخ”.
أضاف جورسكي في إحاطة للمستثمرين الخميس أن الابتكار العلمي والتغيرات في بيئة المستهلك ووباء فيروس كورونا، أقنع مجلس إدارة “جي آند جي” بالموافقة على عملية انفصال نوقشت منذ فترة طويلة لأعمال المستهلكين في غضون 24 شهرا.
يمثل التحول في الاستراتيجية نقطة تحول بالنسبة إلى شركة اشتهرت باختراع ضمادات ومنتجات الأطفال وتقديم عوائد ثابتة، إن لم تكن مذهلة، للمساهمين. سيعتمد نجاحها في المستقبل بشكل كبير على تجارة الأدوية عالية الهامش، التي تقدم مجموعة واسعة من العلاجات لكل شيء من السرطان إلى أمراض العيون.
قال جورسكي، “لم أكن أبدا أكثر تفاؤلا من قبل”، حيث قدم فريقه التنفيذي عروضا مبهرة للمحللين تظهر كيف يتوقع قسم الأدوية في “جي آند جي” زيادة الإيرادات السنوية إلى 60 مليار دولار بحلول 2025، ارتفاعا من 45.6 مليار دولار في 2020.
في دليل على ثقتها بالأدوية قيد الإنتاج، الخاص بها، روجت “جي آند جي” لـ14 عقارا جديدا ناجحا قادرا على توليد مليار دولار أو أكثر من الإيرادات بحلول 2025 – على الأقل خمسة من هذه الأدوية لديها القدرة على توليد أكثر من خمسة مليارات دولار في العام.
على الرغم من الضجة، إلا أن المستثمرين أبدوا استقبالا باردا لفصل قسم المستهلكين: بقيت أسهم الشركة ثابتة منذ إعلان الاستراتيجية الجديدة في 11 تشرين الثاني (نوفمبر).
يلقي محللون باللوم على نقص التفاصيل حول الاستراتيجية المستقبلية للأعمال الاستهلاكية، والإطار الزمني الطويل قبل حدوث التقسيم والمخاوف المستمرة بشأن التزامات “جي آند جي” المتعلقة بنحو 40 ألف مطالبة قانونية تتعلق بادعاءات قانونية بأن بودرة التلك للأطفال تسبب السرطان.
قال آشتين إيفانز، المحلل في إدوارد جونز، “مع احتمال أن يستغرق التقسيم ما يصل إلى عامين، من المتوقع أن يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يكون لدى المستثمرين صورة واضحة عن إمكانات نمو الشركة الاستهلاكية الجديدة”.
تبيع الأعمال الاستهلاكية لـ”جي آند جي” العلامات التجارية للبشرة والتجميل والرعاية الصحية مثل “تيلنول” و”ليسترين” و”نيتروجينا” التي ساعدت على ترسيخها واحدة من أكثر الشركات الموثوقة في أمريكا على مدار أكثر من قرن. لكنها تواجه منافسة شديدة من شركة بروكتر آند جامبل، وهي شركة استهلاكية تابعة لمجموعة جلاسكو سميث كلاين، التي تنبثق من مجموعتها موجة من الشركات الأصغر التي تستغل الطلب على المكونات العضوية والطبيعية.
نما إجمالي المبيعات في أعمال صحة المستهلك في “جي آند جي” 1 في المائة فقط إلى 14.05 مليار دولار في 2020، مقارنة بالعام السابق، وكان أقل من خمس إجمالي مبيعات المجموعة. بالمقارنة، نمت المبيعات في قسم الأدوية 8 في المائة إلى 45 مليار دولار العام الماضي.
تتبع “جي آند جي” اتجاها في قطاع المستحضرات الصيدلانية، حيث تتخلص الشركات من أقسام الرعاية الصحية الاستهلاكية الأبطأ نموا للتركيز على اكتشاف الأدوية. باعت شركة ميرك قسم المنتجات الاستهلاكية لشركة بروكتر آند جامبل في 2018. وبعد مرور عام شكلت جلاكسو سمين كلاين و “فايزر” مشروعا مشتركا من أقسام المنتجات الاستهلاكية الخاصة بهما، يخططان لإطلاقه العام المقبل.
قالت إميلي فيلدمان، أستاذة الإدارة في كلية وارتون في جامعة بنسلفانيا، إن شركتي جي آند جي المستقبليتان يمكن أن تبرزان “أكثر فاعلية ونجاحا” وتتحركان بسرعة أكبر فيما يتعلق بعمليات الاستحواذ أو تصفية الاستثمارات.
بعد نحو عقد من الزمن في قيادة “جي آند جي” سيسلم جروكسي زمام الأمور في كانون الثاني (يناير) إلى خليفته جواكين دواتو، الذي عمل في الشركة لمدة ثلاثة عقود وسيترأس “جي آند جي” الجديدة.
لكن ليس كل المحللين مقتنعين بتخلي “جي آند جي” عن استراتيجية التنويع التي استمرت لعقود من الزمن التي ساعدتها في الماضي على تجاوز الأسواق المتقلبة وتقديم مزايا على نطاق واسع.
قال إريك جوردون، الأستاذ في كلية روس للأعمال في جامعة ميشيغان، إن الكلمات الطنانة التي استخدمتها “جي آند جي” لتبرير الانفصال، مثل “التركيز الأكبر” و”الذكاء” ربما تبالغ في تقدير الفوائد المستقبلية، لأن كل قسم من أقسامها يتمتع بالفعل بكثير من الاستقلالية.
وشكك أيضا في قرار “جي آند جي” الاحتفاظ باسم جونسون آند جونسون داخل شركة الأجهزة الصيدلانية والطبية، بدلا من الأعمال الاستهلاكية التي تركز على العلامة التجارية. قال، “إنه أمر محير لأنهم يخاطرون بإمكانية التخلص من جميع حقوق ملكية العلامة التجارية لشركة جونسون آند جونسون”.
حذرت وكالة موديز لخدمات المستثمرين من أن الانفصال يمكن أن يكون له تأثير سلبي في التصنيف الائتماني AAA المطلوب لشركة جي آند جي، مشيرة إلى الانخفاض في النطاق والتنوع والأرباح بعد التحول. لكن لم يكن هناك ما يشير إلى شكوك بين الفريق التنفيذي الأول للشركة بعدما اختلطوا مع المحللين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى