على الرغم من التقدم الكبير الذي وصلت إليه كاميرات الهواتف الذكية، إلّا أن المصورون المحترفون لا يزالون يعتمدون على الكاميرات الاحترافية بشكل كبير وخاصة في مجال التصوير فائق الجودة، وهذا يعكس النمو المتوقع لسوق الكاميرات الاحترافية الرقمية التي تقدر قيمتها في 2021 بـ8.290 مليار دولار.
وتوقع التقرير المبني على دراسة تحليلية لسوق الكاميرات الاحترافية الذي حمل عنوان “سوق الكاميرات الرقمية – 2021 إلى 2028” أن تصل سوق الكاميرات الاحترافية الرقمية في 2028 إلى 12،119 مليار دولار، بنمو بقيمة 5.6 في المائة على أساس سنوي.
ويرى مختصون أن سوق الكاميرات الاحترافية الرقمية لا تزال سوقا واعدة على المستوى العالمي رغم التطور الكبير الحاصل في مجال الهواتف الذكية وكاميراتها، فعلى الرغم من هذا التطور، لا تزال الكاميرات الاحترافية توفر عديدا من الخيارات والمزايا المتعددة التي لا تعتمد على الوضوح فحسب، بل على الملحقات الخاصة بها من حيث الإضاءة والعدسات وغيرها.
وقال الخبير التقني طارق الجاسر، إن المستخدمين يمكن لهم أن يصبحوا مصورين محترفين عبر الهواتف الذكية، حيث إن التصوير يعتمد على نظرة المصور وجعل الصورة تتحدث، ولكن الأخذ في الحسبان لبعض الأساسيات المهمة مثل إبراز موضوع الصورة، واختيار نمط التصوير، وقراءة بعض الأساسيات عن التصوير التي تساعد كثيرا المصورين سواء على الهواتف الذكية أو الكاميرات الاحترافية من الاستفادة منها، ومن أهمها معرفة فوائد أنواع العدسات، سرعة الغالق، فتحة العدسة، تشبع الإضاءة، زاوية التصوير، ويعد الاختلاف بين الهواتف والكاميرات اختلافا تقنيا في عدة أمور أهمها نوع العدسة ونوع مستشعر التصوير ومعالجة الصورة، وكلها متوافرة في الهواتف والكاميرات على حد سواء، لكن تختلف جودة العدسات في الكاميرات عن الموجودة في الهواتف وإمكانية استبدال العدسات، وكذلك نوع المستشعر الذي يلتقط الإضاءة، إلى جانب معالجة الصور، إلا أن الهواتف الآن بدأت في تطور ملحوظ، حيث باتت شركات الهواتف تصنع نماذج مخصصة من الهواتف للتصوير الفوتوغرافي وتصوير الفيديو.
وتابع الجاسر “بالحديث عن الأعلى جودة وهي الكاميرات، فإن لها قدرة على تغيير نوع العدسة وفتحة العدسة، نوع المستشعر، الغالق، ومعالجة الصور تكون ذات كفاءة أعلى من الهواتف، وكذلك الفلاش المهم الذي يفيد في التصوير خلال المناسبات خصوصا ذات الإضاءة المنخفضة، ولكنها تحتاج إلى ممارسة حتى يعتاد عليها المستخدم، إضافة إلى حملها لأي مكان، بينما الهاتف يمكن استخدامه كهاتف وفي التصوير في وقت واحد وموجود مع المستخدم في الجيب طوال الوقت ولا توجد عيوب في الصور أو الفيديو الذي تنتجه الهواتف، إلا أن الجودة قد تختلف بالنسبة إلى المحترفين في ملاحظة الفروقات والهدف من التصوير، ولكن يمكن القول إن لكل حدث نستطيع استخدام أحدهما سواء الكاميرا الاحترافية أو الهاتف في توثيق اللحظات بحسب الهدف والجودة المطلوبة”. من جانبه قال المصور محمد العمودي، “يمكن للمستخدمين أن يصبحوا مصورين محترفين مع الهواتف الذكية لما تملكه من مميزات كثيرة من ناحية العدسات والملحقات الخاصة بالتصوير، مثل عدسات التقريب الخارجية الخاصة بالهواتف وحلول الإضاءة لالتقاط صور البورترية والمايكرو وعدسة الزاوية الواسعة والتقريب وغيرها من المميزات والملحقات، وما يميز الهواتف هو صغر حجمها ووزنها ووجودها مع المستخدم طوال اليوم، حتى أثناء السفر أو التنقل، أما الكاميرات الاحترافية، فهي تلك الحلول ذات الجودة والدقة الفائقة ونقاط التركيز المتعددة وحجم مستشعر الصورة ومستشعر الضوء، إلى جانب تنوع وتوافر جميع أنواع العدسات التي تخدم المصور في شتى المجالات. ورغم ذلك ومهما بلغ التطور في كاميرات الهواتف الذكية في جميع المعايير إلا أن عصر الكاميرات الاحترافية لن ينتهي”.
يذكر أن الدراسة تحليلية لسوق الكاميرات الاحترافية التي حملت عنوان “سوق الكاميرات الرقمية – 2021 إلى 2028″، تم إجراؤها حول المستخدمين النهائيين للكاميرات الاحترافية والرقمية في 14 دولة شملت كلا من السعودية والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا وفرنسا، واليابان والصين وغيرها.