الرئيسيةسيارات

منافسة محتدمة على الميزات الداخلية بين مصنعي السيارات الكهربائية في الصين

هاشتاق عربي

شارك هذا الموضوع:

في منتصف اليوم في صالة عرض “إكس بنغ” في بكين الشهر الماضي، يتجول رجل يرتدي بدلة من ثلاث قطع بين صفوف من السيارات السيدان الكهربائية الأنيقة من طراز “بي7″ و”بي5”.

وبينما أتابعه، رأيته يتجه مسرعاً نحو نموذج معروض لسيارة طائرة، موجهاً سؤاله بلهفة إلى أحد موظفي المبيعات “متى ستكون متاحة؟” “أمل أن تكون في الخدمة في أقرب وقت ممكن”.

وبينما يركز العملاء الآخرون على ميزات الكاريوكي داخل السيارة، قام المسؤولون التنفيذيون في “إكس بنغ” مؤخراً بعمل ضجة دعائية حول آفاق الابتكارات الأخرى مثل تقنية التعرف على الوجه وإنتاج الشركة من “فرس الركوب الآلي”.

مع ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية في أكبر سوق للسيارات في العالم، من المتوقع ان تزيد بأكثر من الضعف، لتصل إلى 3 ملايين وحدة هذا العام، ارتفاعاً من 1.37 مليون في عام 2020. ويبدو أن قلق المستهلكين حول أداء السيارات الكهربائية تراجع كثيراً. وأصبحت معظم طرازات السيارات الكهربائية التابعة للعلامات التجارية الرائدة متشابهة وتتمتع جميعها بنطاق واسع قبل إعادة شحنها، إضافةً إلى نفس مستوى المتانة والراحة مع تقارب الأسعار.

يعني هذا أن مجال المنافسة بين شركات صناعة السيارات الكهربائية في الصين انحسر فيما يتم توفيره من ميزات داخل المركبة، وما إذا كانت أنظمة الملاحة الأكثر تقدماً، ومدى فعالية وكفاءة برنامج التعرف على الصوت، وما هي منصات التواصل الاجتماعي التي يمكن دمجها مباشرة مع الأنظمة الموجودة داخل المركبة. كان من ضمن نقاط قوة المنافسة لأفضل العلامات التجارية هي مقاعد السيارة القابلة للتحويل إلى أسرة مسطحة على غرار مقاعد الطائرات، وتوفير شاشات عرض.

صرح كريستوف غروت، رئيس وحدة السيارات الرقمية في شركة “بي إم دبليو”،الشهر الماضي، أن التكنولوجيا الرقمية في السيارات هي عامل هام لجذب المستهلكين في الصين، كما أنها تمثل تحدياً للعلامات التجارية إذا ما كانت تسعى إلى زيادة حصتها في السوق.

ومع تشابه سيارات الركوب بشكل متزايد مع الأجهزة الذكية ذات العجلات، تغتنم الشركات فرص التوسع في قطاعات التكنولوجيا ذات الصلة. ففي سبتمبر أفصحت “جيلي” عن خططها لبدء تصنيع الهواتف المحمولة، كما بدأت أيضاً في تصنيع الأقمار الصناعية من مركز في مدينة تايتشو بمقاطعة تشجيانغ.

وعلى الجانب الآخر فإن الخطوط تبدو متداخلة أيضاً. تعهدت “شاومي” عملاقة الهواتف الذكية باستثمار أولي قدره 10 مليارات دولار خلال العقد المقبل للدخول في قطاع السيارات الكهربائية، وقد أعلنت في أغسطس الماضي عن استحواذها على شركة ناشئة في مجال تكنولوجيا القيادة الذاتية. كما كشفت “فوكسكون تكنولوجي”، شركة الإلكترونيات التايوانية والشريك الرئيسي لـ “أبل”، مؤخراً عن أول سيارة كهربائية لها.

في مواجهة هؤلاء المنافسين في قطاع سيارات الركوب، يسعى صانعو السيارات الكهربائية في الصين إلى تسريع الابتكارات في قطاع وسائل النقل، بما في ذلك السيارات الطائرة.

تعمل شركة “إتش تي إيرو” التابعة لشركة “إكس بنغ”، والتي جمعت الشهر الماضي أكثر من 500 مليون دولار، على تطوير نموذج مركبة خفيفة الوزن قادرة على الإقلاع والهبوط بشكل عمودي، مع قاعدة دوارة قابلة للطي لتكون قادرة على السير على الطرقات والطيران على ارتفاعات منخفضة جداً. وكانت “جيلي” والعملاقة “تويوتا” من بين الشركات التي تعمل على إنتاج مركبة محمولة جواً.

تهدف وحدة “إكس بنغ” إلى إبقاء تكلفة المركبة أقل من مليون يوان (156 ألف دولار أمريكي) والدخول في الإنتاج الضخم بحلول عام 2024. وبينما أظهر ذلك العميل في صالة عرض بكين عدم استعداده للانتظار، فبالنسبة لبعض المستهلكين، فإن القفزة التالية لعمالقة السيارات الكهربائية في الصين لن تكون في وقت قريب جداً.

بلومبرغ الشرق

اقتصاد الشرق مع بلومبِرغ هي أحد الخدمات الإخبارية الناطقة بالعربية والمتخصصة بتوفير الأخبار والقصص الاقتصادية من حول العالم، والتي تتبع الشرق للأخبار التي انطلقت في 11 نوفمبر 2020 لتقديم تغطيات إخبارية من حول العالم باللغة العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى