الرئيسيةتكنولوجيا

هل نحن بحاجة إلى مراقبة أجهزة المراقبة المنزلية؟

هاشتاق عربي

شارك هذا الموضوع:

شوارع سان فرانسيسكو ليست فقط أكثر إشراقا وهدوءا من لندن، فهي أقل تغطية بشكل ملحوظ من كاميرات المراقبة. تفتقر المدن الأمريكية إلى نوع المراقبة الشاملة للأماكن العامة التي اعتاد عليها سكان لندن. هذا لا يعني أنك لست مراقبا.
بدلا من الكاميرات في كل زاوية شارع، توجد كاميرات على جرس الباب. في آخر مبنى عشت فيه، قام اثنان من الجيران بتركيب كاميرات على أبوابهما الأمامية. في كل مرة غادرت فيها المنزل أو عدت إليه، كان يتم تسجيلي بوساطة نظام الأمان الخاص بشخص آخر. في شارع هادئ في جزء هادئ من المدينة، شعرت أنه أمر مبالغ فيه.
لماذا يتم التساهل مع هذا النوع من الرقابة عندما تقاتل جماعات الحرية المدنية بشدة ضد الرقابة الحكومية؟ في 2019، مثلا، أصبحت سان فرانسيسكو أول مدينة رئيسة تحظر استخدام الوكالات الحكومية المحلية لبرامج التعرف على الوجه.
تعتقد شوشانا زوبوف، الأستاذة الفخرية في كلية هارفارد للأعمال ومؤلفة كتاب “عصر رأسمالية المراقبة”، أن جمع البيانات بطريقة تطفلية من قبل الدولة أقل قبولا للأمريكيين من التدخل الخبيث من قبل الشركات أو المواطنين العاديين. شعبية مكبرات الصوت الذكية من أمازون، التي يمكنها الاستماع إلى كل محادثة تحدث داخل المنزل، تشير إلى صحة ذلك.
في الواقع، تكاد الولايات المتحدة تكون على قدم المساواة مع الصين في انتهاك الكاميرات الأمنية لخصوصية الشخص، وفقا لأبحاث أجرتها قبل الوباء آي إتش إس ماركت. لكن المراقبة من قبل سلطات المدينة لا تمثل سوى 3 في المائة من إجمالي الشبكة. يتم تثبيت الباقي من قبل الشركات والأفراد.
ظلت أمازون لبضعة أعوام تعزز زيادة هائلة في الكاميرات الأمنية المنزلية الصغيرة. شركة التكنولوجيا العملاقة التي يوجد مقرها في سياتل اشترت في 2018 شركة رين” التي تتخذ من سانتا مونيكا مقرا لها مقابل أكثر من مليار دولار. لا تفصل أمازون المبيعات، لكن شركة ستراتيجي أناليتكس تقدر أن رينج باعت 1.4 مليون جرس باب مزود بالفيديو العام الماضي. منتجاتها بسيطة إلى حد ما. تم دمج كاميرا صغيرة في جرس الباب، تحتوي على مستشعر حركة وميكروفون يتيح للمستخدمين رؤية، وسماع، والتحدث إلى أي شخص عند الباب عبر هواتفهم الذكية.
تم الترويج لتوسيع المراقبة باعتبارها وسيلة لزيادة السلامة الشخصية. أجراس الباب هي مجرد منتج واحد. تأمل أمازون في أن يكون لديها أيضا طائرات دون طيار داخلية تطير داخل منزلك، وروبوت، “آسترو”، يمكنه التعرف على وجه وصوت كل شخص في منزلك.
عندما اشترت أمازون شركة رينج كانت هناك توقعات بأن الهدف النهائي قد يكون مرتبطا بعمليات التسليم. يمكن، نظريا، دمج كاميرا رينج الأمنية في أعمال الشركة الأوسع حتى يتمكن سائقو التوصيل من دخول منزل المتسوق وترك الطرود في الداخل. لكن بينما تقدم أمازون عمليات التسليم داخل المرأب، لا يزال يتم تسويق رينج على أنها منتج للسلامة والأمان. أبرمت أمازون صفقات مع وكالات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة ويمكن للمستخدمين تنزيل تطبيق يوفر “تنبيهات فورية للجريمة والسلامة” في منطقتهم.
أمان المنزل سوق مدرة للأرباح. تقدر الأبحاث والأسواق أنها ستصل إلى 51 مليار دولار العام المقبل. هرعت جوجل للتنافس بنظام الفيديو وجرس الباب الذكي “نيست أوير” Nest Aware.
قد تكون المراقبة المستمرة مريحة للمستخدم. لكن إذا كنت أحد الجيران الذين يمرون عبر هذه الكاميرات كل يوم، فلا يمكنك إلغاء الاشتراك. كما أنه ليس هناك حاجة إلى أن يخبرك المالك بأنه قام بتثبيت كاميرا وأنك قيد التسجيل الآن. بالنسبة إلى بعضهم هذا أمر مخيف.
في المملكة المتحدة، تسبب ذلك بالفعل في مشكلة. هذا الشهر، أيدت قاضية مزاعم بأن مالك رينج كان ينتهك خصوصية جاره. ركزت القاضية على الصوت الذي يمتلك نطاقا أطول من الفيديو. قالت إنه يمكن جمع تسجيلات الصوت من أشخاص غير مدركين لوجود الجهاز، ما ينتهك قانون حماية البيانات لعام 2018 ولائحة حماية البيانات العامة في المملكة المتحدة. تقول أمازون إن لديها ميزات يمكن من خلالها ضمان الخصوصية.
هناك حجة مفادها أن التخلي عن الخصوصية والبيانات الشخصية أمر منطقي إذا تم استبدالهما مقابل خدمة مفيدة. هل يهم ما إذا كانت خرائط جوجل تعرف مكانك عندما يكون التطبيق المجاني جيدا في مساعدتك على العثور على طريقك؟ هل من المقبول أن تتعقب أمازون كل موقع إلكتروني تزوره، في حين أنه من السهل جدا تذكيرك بالمنتجات التي قد ترغب في شرائها؟
لكن ماذا لو كنت من يتم التطفل على خصوصيته ولكن لا يستفيد من الخدمة؟ بالنسبة إلى جيران مالكي جرس رينج، عملية المقايضة فاشلة.

فايننشال تايمز

صحيفة بريطانية دولية تتحدث عن الأعمال، يتم نشرها في لندن منذ تأسيسها في عام 1888 من قبل جيمس شيريدان وأخوه. هناك اتفاق خاص بين فايننشال تايمز وصحيفة الاقتصادية السعودية يتم بموجبها ترجمة لأهم مقالاتها يوميا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى