الرئيسيةعملات إلكترونية

تضييق الخناق على عملة “بيتكوين” في بكين

هاشتاق عربي

شارك هذا الموضوع:

“كيف تصبح مليونير بيتكوين” هو موضوع رائج لمقاطع الفيديو على تطبيق التيك توك، التطبيق الذي أنشأته شركة بايت دانس ـ مقرها بكين. في مقطع تلو آخر، يعلم المؤثرون الشباب الآخرين كيفية السير على خطاهم، متباهين بأساليب الحياة الممولة من قبل الثروة المشفرة.
لكن عندما فتحت تطبيق شركة بايت دانس الشقيق، دوين، كانت التجربة معاكسة. أثناء بحثي عن بايتيبي “الكلمة الصينية لبيتكوين”، يبرز لي التطبيق مقاطع فيديو سلبية تجعلني لا أشاهدها.
في أول مقطع فيديو تم وضع تعليق على صفوف من الحواسيب الطنانة التي تعدن البيتكوين مع ملاحظة تقول إنها تستهلك، سنويا، طاقة أكثر من 100 بلد مجتمعة. في مقطع آخر ينهي المتحدث حوارا حول البيتكوين قائلا، “لماذا لا نلعب بمجموعة من الهواء بدلا من هذا؟ تشتري مجموعتي وأنا أشتري مجموعتك”.
لماذا يختلف التطبيقان كثيرا؟ ليس لأن الشباب في الصين مختلفون كثيرا عن أقرانهم الأجانب. لكن بكين تتحكم في المحتوى الذي يمكنهم رؤيته ويجب على شركة بايت دانس أن تفرض الرقابة على مواقعها بما ينسجم مع أولويات الحكومة. هذا يعني بشكل متزايد، أن المحتوى المتعلق بالعملات الرقمية مثل البيتكوين مراقب من كثب.
في الشهر الماضي، جعل بنك الشعب الصيني وتسع وكالات أخرى، بما في ذلك مكتب الأمن العام، جميع معاملات العملات المشفرة غير قانونية. عندها بدأت البورصات الرئيسة حيث يشتري المستثمرون ويبيعون العملات الرقمية، في قطع علاقاتها مع مستخدميها الصينيين. ساعد هذا على استمرار حملة بدأت في وقت سابق من هذا العام، حين أغلقت السلطات الصينية مزارع الحاسوب التي يتم فيها تعدين البيتكوين.
يعد هذا منعطفا مهما لبلد كان، قبل خمسة أعوام، يمثل 90 في المائة من نسبة تداول البيتكوين في العالم. حتى هذا الربيع، كان يتم تعدين ما يقارب نصف عملات البيتكوين في العالم بوساطة مزارع الحاسوب في الصين، بينما تلقت المحافظ الرقمية في البلاد ما قيمته 150 مليار دولار من العملات المشفرة في النصف الأول من العام، لتأتي في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة فقط، وفقا لمزودة البيانات تشايناليسيز.
تضع الإجراءات الصارمة في الصين القوة غير المحدودة للحكومة في مواجهة نقطة بيع رئيسة للعملات المشفرة – وهي أن الشبكات اللامركزية لأجهزة الحاسوب التي تشغل العملات الرقمية تضع هذه العملات خارج سيطرة أي سلطة مركزية.
من وجهة نظر بكين، تسمح عملة البيتكوين للمواطنين الصينيين أن يتجنبوا الضوابط الصارمة لرأس المال في البلاد، التي تحدد الحوالات الخارجية بمبلغ 50 ألف دولار في العام. حتى محليا فإنها تمنح الناس العاديين القدرة على تحويل المال أو الاستثمار بعيدا عن رقابة الحكومة. وفي وقت من الأوقات كان من الممكن شراء القهوة في العاصمة الصينية باستخدام البيتكوين.
عندما حظرت بكين بورصات العملات المشفرة لأول مرة في عام 2017، هربت مراكز تداول العملات الرقمية عبر الإنترنت إلى الخارج. وقد سمحت بعض الثغرات للمستخدمين الصينيين بمواصلة شراء وبيع عملة البيتكوين بزيادة قليل من الخطوات الإضافية. لكن القواعد الأخيرة دفعت المواقع الإلكترونية والتطبيقات التي تخدمهم إلى التحرك لإيقاف المستخدمين الصينيين.
ربما بسبب الخوف من احتمال استهداف موظفيها المقيمين في الصين، بدأت البورصات الخارجية برفض العملاء الصينين. ولجأت عدة محافظ رقمية، حيث يخزن الأفراد العملة المشفرة، إلى فصل المستخدمين في البر الرئيس.
يعد تطبيق دوين مجرد واحد من عدد من منصات التواصل الصينية التي تعمل الآن على إزالة ما يمكن للمستخدمين تعلمه عن العملات الرقمية. موقع رائد آخر هو تشاينا نود أخطر المستخدمين بعمليات “تحسين” من شأنها تغيير تركيزه ـ اختفت من منتدى تابع له منشورات حول العملات المشفرة، من بينها قائمة بمؤسسات بكين التي تقبل البيتكوين.
على أي حال، يبدو أن المحتوى المحذوف تأخر عن وقته. كان على رأس القائمة مقهى في بكين في قلب مركز التكنولوجيا في المدينة، اشتهر في السابق بقبول عملة البيتكوين. لكن أحد العاملين هناك أخبرني أن أعواما عدة قد مرت منذ أن كان باستطاعة العملاء الدفع بها. قال، “لا يمكنك حتى المجيء إلى هنا للحديث عنها. كنا معتادين أن تكون لدينا مناسبات تتعلق بعملة بيتكوين لكن الحكومة لم تعد تسمح لنا بذلك”.
في حين لا يزال من الممكن للمستخدمين الصينيين إرسال عملات البيتكوين لبعضهم بعضا، ما يؤكد ثقة المؤمنين بالعملات المشفرة بالشبكة الموزعة لأجهزة الحاسوب التي تقوم بصيانة العملة، فإن السؤال الأكبر هو ما إذا كان الناس سيستمرون في القلق إزاء هذا الأمر.
في الوقت نفسه، المؤثرون عبر الإنترنت، في دوين، أكثر إيجابية بشأن الرنمينبي الرقمي الجديد، وهو عملة إلكترونية يطرحها البنك المركزي الصيني، من المرجح أن تمنح السلطات قدرة غير مسبوقة على تتبع المعاملات.
عندما أتحدث مع مسؤول صيني، يخبرني أن البلد لم يعد بحاجة إلى البيتكوين. يقول، “لدينا عملتنا الرقمية الخاصة الآن”.

فايننشال تايمز

صحيفة بريطانية دولية تتحدث عن الأعمال، يتم نشرها في لندن منذ تأسيسها في عام 1888 من قبل جيمس شيريدان وأخوه. هناك اتفاق خاص بين فايننشال تايمز وصحيفة الاقتصادية السعودية يتم بموجبها ترجمة لأهم مقالاتها يوميا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى