الذكاء الاصطناعيالرئيسية

زيادة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الصناديق المتداولة

هاشتاق عربي

شارك هذا الموضوع:

التقدير المتزايد لمنتقي الأسهم من البشر الذين يكافحون ليتفوقوا في أدائهم على مؤشراتهم المعيارية، ساعد على زيادة هائلة في الأصول التي تحتفظ بها الصناديق المتداولة في البورصة وتدار بشكل سلبي. تأمل بعض الشركات الآن في إظهار أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يمنحها ميزة في النهاية.
تتطور التكنولوجيا بسرعة، لكن اثنتين على الأقل من شركات إدارة الصناديق، “إيكوبوت” EquBot و”كرافت تكنولوجيز” Qraft Technologies، اللتين تديران صناديق متداولة في البورصة مخصصة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تدعيان أنهما حققتا نجاحا مبكرا، على الرغم من أن بعض قرارات نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بهما قد تتطلب أعصابا قوية لتنفيذها.
مثلا، شهد فريق “كرافت”، التي تقدم أربعة صناديق متداولة في البورصة مدعومة بالذكاء الاصطناعي مدرجة في بورصة نيويورك أركا للأوراق المالية NYSE Arca، أن الوزن الترجيحي لتكنولوجيته يبلغ 14.7 في المائة في أسهم “تسلا” في صندوق AMOM المتداول في البورصة المدعوم بالذكاء الاصطناعي، الذي أصدرته “كرافت”، في آب (أغسطس) من العام الماضي، لكن عندما قام بعملية إعادة التوازن بعد شهر باع جميع حيازتها.
بدأ الصندوق المتداول في البورصة شراء أسهم “تسلا” مرة أخرى في تشرين الثاني (نوفمبر)، جمعا حصة بلغت 7.6 في المائة بحلول كانون الثاني (يناير)، لكنه باع الحيازة بالكامل مرة أخرى في عملية إعادة توازن في شباط (فبراير). في كل حالة عند بيعه الأسهم، توقع انخفاضا حادا في سعر سهم “تسلا” وتمكن من جني الأرباح من الارتفاع اللاحق عند شرائها مرة أخرى.
قال فرانسيس أوه، المدير الإداري ورئيس قسم الصناديق المتداولة في البورصة المدعومة بالذكاء الاصطناعي في شركة كرافت، “تزداد صعوبة العثور على ألفا (العوائد الفائضة التي تتجاوز السوق)”، مشيرا إلى أن البشر يمكن أن يرتبطوا عاطفيا بأسهم معينة، ما يعيق عائدات محافظهم الاستثمارية. أضاف، “نموذجنا ليس لديه أي تحيز بشري”.
أظهرت أبحاث أكاديمية أن البشر يميلون إلى التردد في بلورة الخسائر، بينما على العكس يشعرون بأنهم مدفوعون لتحقيق المكاسب – أحيانا في وقت مبكر جدا.
إلا أنه يمكن الجدل حول ما إذا كانت أنظمة الذكاء الاصطناعي المستخدمة من قبل “كرافت” و”إيكوبوت” يمكنها بالفعل أن تقضي على التحيز البشري، لأن كلتاهما مدعومة من قبل فرق كبيرة من علماء البيانات يعملون باستمرار على تحسين نماذجها – تعاونت “إيكوبوت” مع “آي بي إم واتسون”، ولدى “كرافت” فريق متخصص في كوريا الجنوبية.
جريج ديفيز، رئيس قسم العلوم السلوكية في شركة أكسفورد ريسك الاستشارية، أشار إلى أن “الجهاز لديه بيانات تاريخية فقط. يرى الفرص وفقا للقواعد التي تمت برمجته من أجلها”.
وافق كريس ناتيفيداد، كبير مسؤولي الاستثمار في “إيكوبوت”، على ذلك قائلا، “النظام يعرف فقط ما يعرفه، وهي معلومات تاريخية”، إضافة إلى أن البشر يقررون المعلومات الجديدة التي يجب إدخالها في نظام التعلم الذاتي، يحتاج علماء البيانات أيضا إلى التحقق من النتائج “حتى نتمكن من شرحها للمستثمرين”.
صندوقا “إيكوبوت” المتداولان في البورصة، “إكويتي” المتداول في البورصة المدعوم بالذكاء الاصطناعي AIEQ وإنترناشيونال إكويتي المتداول في البورصة المدعوم بالذكاء الاصطناعي AIIQ، تفوقا في الأداء على المعايير الخاصة بهما منذ البداية.
تم تحقيق نجاحات مماثلة من خلال مجموعة “كرافت” من الصناديق المدعومة بالذكاء الاصطناعي. لكن التفوق في الأداء أقل وضوحا حتى الآن هذا العام عند مقارنته بصندوق إس بي وأي SPY الذي يتتبع حركة مؤشر ستاندرد آند بورز 500.
صندوق AMOM وصناديق “كرافت” الأخرى، QRFT المتداول في البورصة المدعوم بالذكاء الاصطناعي للشركات ذات رؤوس الأموال الكبيرة، وHDIV المتداول في البورصة المدعوم بالذكاء الاصطناعي للشركات الأمريكية ذات العائد المرتفع، وUS Next Value المتداول في البورصة المدعوم بالذكاء الاصطناعي لأسهم الشركات الأمريكية الكبرى، حققت عائدات تراوح بين 15.3 في المائة و20.8 في المائة خلال الأشهر الثمانية حتى نهاية آب (أغسطس). على الرغم من كونها تحظى بسمعة جيدة، إلا أن أيا منها لم يضاهي عائد صندوق SPY الذي بلغ 21.6 في المائة خلال الفترة نفسها.
صندوق AIEQ أيضا حقق عائدات أقل من صندوق SPY، حيث حقق أرباحا 21.3 في المائة في الأشهر الثمانية حتى نهاية آب (أغسطس)، في حين حقق صندوق AIIQ عائدات 12.2 في المائة فقط.
على الرغم من العائدات غير الملحوظة هذا العام، يظل أوه وناتيفيداد مقتنعين بأن نماذجهما لديها كثير لتقدمه.
قال ناتيفيداد، “تتزايد سرعة وتنوع وحجم البيانات”، مضيفا أن جلب مصادر بيانات جديدة يشبه إلى حد ما إضافة مزيد من وحدات البكسل إلى صورة عبر الإنترنت، “تحصل على صورة أوضح”. أضاف أن مديري الأصول ومزودي المؤشرات متورطون في سباق تسلح في مجال البيانات.
من جانبه، قال أوه إن عوامل القيمة والزخم أصبحت قصيرة الأجل ومجزأة لدرجة أن أنظمة الذكاء الاصطناعي ساعدت في إيجاد الفرص.
تبحث “إيكوبوت” في الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي وتقارير الصناعة والمحللين والبيانات المالية لبناء نماذج تنبؤية. كما تنظر في أشياء مثل إعلانات الوظائف. تستخدم “كرافت” أيضا مجموعة متنوعة مما يسمى مصادر البيانات المهيكلة وغير المهيكلة لقيادة نماذجها.
لكن على الرغم من وعود التكنولوجيا، تظل الأصول الخاضعة للإدارة في الصناديق المتداولة في البورصة في كلتا الشركتين متواضعة. يمتلك صندوق AIEQ وصندوق AIIQ مجتمعين أصولا تقل عن 200 مليون دولار، على الرغم من أن ناتيفيداد قال إن الشراكة مع “إتش إس بي سي” التي كانت تستخدم مؤشري “إيكوبوت” تعني أن هناك 1.4 مليار دولار لتتبع الاستراتيجيات.
جذبت صناديق المؤشرات المتداولة الخاصة بشركة “كرافت” أقل من 70 مليون دولار عبر جميع الصناديق الأربعة، على الرغم من أن أوه قال إن نموذج الأعمال التجارية كان يركز مرة أخرى على تصميم نماذج استشارية لتخصيص الأصول بين الشركات.
قال روني عبود، محلل صناديق المؤشرات المتداولة في “تراك إنسايت”، ربما أراد المستثمرون معرفة مزيد. شدد على أهمية اتخاذ الحيطة الواجبة، مضيفا، “كلما زاد عدد نقاط البيانات المستخدمة، زاد احتمال حدوث خطأ. إذن، من أين يحصلون على بياناتهم وما مدى دقتها؟”.
على الرغم من الشكوك، إلا أن اعتماد تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي في عالم الاستثمار آخذ في التزايد. “معالجة اللغة الطبيعية هي بالتأكيد مجال متنام”، بحسب إميرالد ياو، رئيسة إدارة منتجات مؤشر الأسهم لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في “فوتسي راسل”، التي قامت بأول غزوة لها في العروض المدعومة من البرمجة اللغوية العصبية مع إطلاقها مجموعة من المؤشرات ذات الطابع الابتكاري.
لكن ديفيز، من “أكسفورد ريسك”، حذر من أن الخوارزميات لا يمكنها التعامل مع الغموض حتى لو كانت جيدة في العثور على فرص المراجحة.
قال، “المشكلة في عالم الاستثمار هي أن القواعد ليست ثابتة”، مضيفا أن البشر ما زالوا يحتفظون بميزة. “إذا تعلم البشر شيئا ما في سياق ما، يمكنهم نقله إلى سياق آخر”.

فايننشال تايمز

صحيفة بريطانية دولية تتحدث عن الأعمال، يتم نشرها في لندن منذ تأسيسها في عام 1888 من قبل جيمس شيريدان وأخوه. هناك اتفاق خاص بين فايننشال تايمز وصحيفة الاقتصادية السعودية يتم بموجبها ترجمة لأهم مقالاتها يوميا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى