170 دولة حول العالم أصدرت استراتيجياتها الرقمية
جائحة كورونا زادت حركة الدخول على شبكة الإنترنت 50% والطلب على خدمات النطاق العريض 20%
الجائحة سرّعت التحول الرقمي العالمي واختصرت 7 أعوام في عام واحد
176 شبكة 5G تجارية حول العالم و10 آلاف مشروع رقمنة اقتصادية بتقنية الجيل الخامس و490 مليون مستخدم لهذه الشبكات
3 ملايين مستفيد جديد من برنامج بذور المستقبل 2 لتطوير المهارات الرقمية بكلفة 150 مليون دولار
هواوي تواصل التقدم في حلول تقنية بيئية متقدمة للمساهمة في خفض الانبعاثات
هاشتاق عربي – خاص
قدم كارل سونغ، نائب رئيس الاتصالات العالمية لدى هواوي شرحاً مفصلاً عن رؤية هواوي لمستقبل التحول الرقمي في مختلف القطاعات في الشرق الأوسط على وجه الخصوص.
جاء ذلك على هامش فعاليات مؤتمر HUAWEI CONNECT “هواوي كونكت” خلال لقاء الطاولة المستديرة بمشاركة وسائل الاعلام المختلفة من منطقة الشرق الأوسط.
وقال كارل سونغ: نحن قادرون على التحدث عبر الإنترنت بفضل التقدم الذي تحقق في عملية التحول الرقمي مشيرا ان التكنولوجيا الرقمية تعيد تشكيل العالم حيث أصدرت أكثر من 170 دولة استراتيجياتها الرقمية، نظرا لان التحول الرقمي أصبح اليوم أكثر واقعية وإلحاحًا من أي وقت مضى.
وشرح سونغ أسباب إيمانه بالتحول الرقمي مشيراً إلى عدة محاور أولها: أنه بسبب جائحة COVID-19 على مدار نحو عامين، تم تسريع الرقمنة. فخلال الوباء، زادت حركة المرور على الشبكة العالمية بنسبة 50٪. كما نما الطلب على خدمات النطاق العريض المنزلي بسرعة وبنسبة 20٪ في عام 2020 وحده. ووفقًا لأبحاث مؤسسة ماكينزي، فإن الجائحة سرعت من التحول الرقمي العالمي بواقع 7 سنوات.
أما الجانب الثاني، فيعود إلى الاهتمام العالمي الواسع بالحد من انبعاثات الكربون وقضايا تغير المناخ. فالاتحاد الأوروبي يهدف إلى الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050. كما وتهدف الصين إلى الوصول الحياد الكروني بحلول عام 2060. ولكن لتحقيق هذه الأهداف، ستكون التكنولوجيا الرقمية بمثابة المفتاح لتقليل الانبعاثات في مختلف القطاعات. كما أن المنتدى الاقتصادي العالمي يتوقع أن تساعد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بحلول العام 2030 في تقليل الانبعاثات الصناعية بواقع 12.1 مليار طن، وهذا أكبر بمقدار10 مرات من الانبعاثات الناتجة عن صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ذاتها.
وعبر سونغ عن اعتقاده بأن التحول الرقمي بات يحظى بإجماع عالمي، لكن البلدان والقطاعات الاقتصادية في مراحل مختلفة من التطور، ولذلك فهي تواجه تحديات مختلفة، ولكن هذا يعني أنهم بحاجة إلى تكييف استراتيجيات وحلول الرقمنة مع أوضاعهم الخاصة، لذلك لا يزال هناك طريق طويل يجب أن نقطعه قبل أن نصبح عالم رقمي بالفعل. ولذا فإن رؤية هواوي ومهمتها تتمثل في توفير التكنولوجيا الرقمية لكل شخص ومنزل ومنظمة من أجل عالم ذكي متصل بالكامل. أعتقد أن مساعدة القطاعات على التحول الرقمي جزء مهم من هذه المهمة.
وتناول حديث سونغ في المائدة المستديرة عدة محاور أولها البنية التحتية الرقمية التي تركز على الاتصال والحوسبة كأساس للعالم الذكي.
ويؤكد سونغ على أن البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات أضحت تعتبر البنية التحتية الأساسية وعماد الاقتصاد الرقمي.
ومن وجهة نظره فإنه في العصر الرقمي، ستكون الاتصالات المستقرة وعالية السرعة والخدمات السحابية في كل مكان وانتشار الذكاء أمر ضروري للحياة اليومية، العمل، والإنتاج.
ويوجد حالياً 176 شبكة 5G تجارية، وأكثر من 10 آلاف مشروع رقمنة اقتصادية بتقنية 5G، وأكثر من 490 مليون مستخدم لشبكات الجيل الخامس 5G حول العالم.
ويستزيد قائلاً: “بالإضافة إلى ذلك، تستخدم 81٪ من المؤسسات في جميع أنحاء العالم الحوسبة السحابية والخدمات المرتبطة بها، لذا يتطور الذكاء الاصطناعي بشكل أسرع من أي وقت مضى. حيث يتم اعتماد الذكاء الصناعي الآن من قبل أكثر من 60٪ من الشركات في صناعات التكنولوجيا الفائقة والاتصالات والخدمات المالية وقطاع السيارات وصناعات التجميع.
وضرب سونغ مثالا على هذا التطور بـ “مصنع هواوي الجنوبي” حيث أكثر من 500 جهاز متصل بشبكة الجيل الخامس 5G، وقد أدى ذلك إلى تحسين كفاءة العمل بمقدار ثلاث مرات، مع تقليل الحاجة إلى العمال في الموقع بنسبة 80٪، وفي حين كان العامل في السابق يستغرق دقيقتين أو ثلاث دقائق لفحص لوحة الدوائر في الهاتف المحمول يدويا، فإنه الآن ومع وجود خدمات الذكاء الاصطناعي على السحابة، يستغرق الأمر ست ثوانٍ فقط.
واعتبر أن ذلك يعد السيناريو النموذجي حيث تتيح تقنيات الجيل الخامس، والحوسبة السحابية والذكاء الصناعي التحول الرقمي وتخلق قيمة للصناعات.
وكشف سونغ عن إطلاق هواوي رسمياً خدمات HUAWEI CLOUD UCS ، وهي خدمة سحابية أصلية موزعة. حيث تعني UCS “خدمة السحابة الأصلية في كل مكان”. وحتى الآن، اجتذبت HUAWEI CLOUD أكثر من 2.3 مليون مطور و 14000 شريك استشاري و 6000 شريك تقني. وتتوفر حالياً 4500 خدمة في HUAWEI CLOUD Marketplace. كما وتقدم HUAWEI CLOUD والخدمات السحابية العامة الشريكة خدماتها للعملاء في أكثر من 27 منطقة و 170 دولة حول العالم. كما وتصنف Gartner (جارتنر) HUAWEI CLOUD على أنها السحابة الأسرع نموا في سوق IaaS في عام 2020. وهذا يجعلها أحد أفضل مزودين للخدمات السحابية في الصين ومن أعلى 5 على مستوى العالم.
أما المحور الثاني فكان اعتقاد هواوي الراسخ بأن المواهب الرقمية ستلعب دورا رئيسيا في قيادة التحول الرقمي والنهوض بالاقتصاد الرقمي.
وأكد سونغ التزام هواوي في المساعدة بتطوير المواهب الرقمية في البلدان التي تعمل فيها. فمنذ العام 2008، أطلقت برنامج بذور المستقبل وبرامج تنمية المواهب الأخرى مثل المنح الدراسية، ومسابقات التكنولوجيا والتدريب على المهارات الرقمية. ومنذ ذلك الحين، استفاد من هذه البرامج 1.54 مليون شخص من ما يزيد عن 150 دولة، حيث استثمرت هواوي أكثر من 150 مليون دولار في هذه البرامج.
أما برنامج بذور المستقبل 2 فيعتبر جزءا من جهود هواوي المستمرة لتطوير المواهب الرقمية، حيث ستستثمر 150 مليون دولار في هذا البرنامج على مدى السنوات الـ 5 المقبلة لمساعدة الطلاب ورجال الأعمال الشباب على تحسين مهاراتهم الرقمية. ويتوقع أن يستفيد من هذا البرنامج أكثر من ثلاثة ملايين شخص إضافي، حيث تدعو هواوي إلى انضمام المزيد من الأشخاص والمؤسسات إلى مبادرتها للإدماج الرقمي لتطوير المزيد من المواهب الرقمية.
وبالنسبة للمحور الثالث والأخير فإن هواوي ستعمل على تعزيز التنمية الخضراء والمنخفضة الكربون باستخدام التكنولوجيا الرقمية، ما يتيح لها تحقيق توازن أفضل بين النمو الاقتصادي، حماية البيئة، وتعزيز التنمية المستدامة.
وبحسب سونغ فإن هواوي تؤمن بأن الاقتصاد الرقمي يجب أن يكون أولاً اقتصادًا أخضر. حيث أنها من خلال العمل في صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التزمت هواوي في الابتكار في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الخضراء التي تجعل المنتجات أكثر كفاءة في استخدام الطاقة.
كما وتعمل عملاق الاتصالات والتكنولوجيا، أيضا على تعزيز التنمية منخفضة الكربون لصناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ككل، فعلى مدى عقود ابتكرت المجموعة لتقليل استهلاك الطاقة وانبعاثات معداتها وحلولها. وبحلول عام 2025، ستكون منتجات هواوي أكثر كفاءة في استخدام الطاقة بمقدار 2.7 مرة مقارنة بعام 2019.
وفي مجالات العمل الأخرى، أشار سونغ إلى أنه تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تعمل أيضا على تمكين الصناعات الأخرى من الحفاظ على الطاقة وخفض الانبعاثات، فعلى سبيل المثال، في قطاع النقل الذكي، يساعد حل إدارة إشارات المرور لدى هواوي على تقليل الازدحام المروري في المناطق الحضرية وخفض الانبعاثات.
كما أوجدت حلول الزراعة الذكية التي تقدمها هواوي قيمة مضافة للمزارعين في سويسرا، فمثلاً الطائرات بدون طيار التي تستخدم البيانات الضخمة وشبكات الجيل الخامس قادرة على فحص الأراضي الزراعية بمعدل أسرع 20 مرة من ذي قبل، بالإضافة إلى ذلك، فإن إزالة الأعشاب الضارة بدقة قللت من استخدام المبيدات بنسبة 90%.
أما ما يتعلق بالطاقة الخضراء كشف سونغ عن إنشاء هواوي شركة طاقة رقمية تدمج تقنيات الإلكترونيات الرقمية مع الطاقة، حيث تعمل هواوي على استخدام “البتات لإدارة الواط” (bits to manage watts) بحسب وصفه.
كما وتقدم هواوي حلولًا خضراء وذكية في مجالات خمس هي: توليد الطاقة النظيفة، رقمنة الطاقة، كهرباء النقل، والبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الخضراء، وأخيراً الطاقة الذكية المتكاملة، ولذا فإن هواوي تعمل على قيادة التحول نحو انخفاض الكربون، وفي النهاية التخلص من الكربون.