ريادة

ملحس لرياديي الإنترنت : طريقكم تعجّ بالكثير من التحديات

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي – إبراهيم المبيضين
في الوقت الذي سهلت فيه شبكة الإنترنت، ومهدّت لنجاح العديد من الشركات الريادية لتصبح اليوم كيانات اقتصادية ضخمة على شاكلة ” جوجل” و ” فيسبوك” و ” واتساب” وغيرها من الأسماء، يحلم الكثير من الشباب العربي والأردني اليوم، ويعملون بجد لانشاء وتوسيع عمليات شركات ريادية قائمة على شبكة الإنترنت متأملين تحقيق نجاحات اقتصادية واجتماعية بعيدا عن حلم الوظيفة التقليدية بطموحاتها المحدودة.
فالطفرة التي تشهدها استخدامات الإنترنت والهواتف الذكية في المنطقة العربية والاردن، أفرزت حالة من الأمل للشباب الذي يواجه شبح البطالة، وحفزتهم خلال السنوات الخمس الماضية نحو ابداع افكار جديدة لمشاريع تقوم على شبكة الإنترنت مع انخفاض كلفة تأسيس مثل هذه المشاريع ، والفرص الكبيرة المتاحة امامها للوصول بسهولة للاسواق العالمية عبر الشبكة العنكبوتية.
ورغم هذه المزايا لمشاريع الإنترنت، والتطوّر الذي طرأ على بيئة ريادة الاعمال في مجالاتها خلال السنوات الأخيرة مع ظهور العديد من حاضنات الأعمال التي تعتني برياديي القطاع، إلا أن الريادي الأردني- الشريك والرئيس التنفيذي لموقع “جوابكم” رائد ملحس أكّد أنّ تأسيس المشاريع في صناعة الإنترنت ليست بالامر السهل، فهو عمل يحتاج الى رؤية واضحة والى الكثير من الجدّ والبحث والدراسة والقدرة على توليد الايرادات كأي عمل تجاري اخر.
ملحس الذي درس هندسة الحاسوب في اميركا وعمل عن قرب في بيئة “وادي السيليكون” الذي يمثل القلب النابض لتكنولوجيا المعلومات العالمية، قال في لقاء مع ” الغد” إنه “لبدء الأعمال التجارية عبر الإنترنت مزايا كبيرة، وعلى رأسها انخفاض تكاليف اطلاق الشركة مقارنة مع الشركات خارج هذا القطاع الانترنت”.
بيد انه استدرك قائلا ” لكن هناك تحديات أخرى كثيرة؛ فإذا كنت غير قادر على جذب اعداد كبيرة من المستخدمين الذين لديهم الاستعداد لدفع ثمن الخدمة الخاصة بك، فإنك لن تتمكن من الاستمرار، وهذا يختلف عن الشركات خارج الانترنت التي قد تحتاج فقط لبيع عشرات الأصناف كل شهر لكي تستمر؛ لذلك، يجب على رواد الأعمال الذين يفكرون في انشاء شركات على الإنترنت ان يكونوا واضحين بشأن قدرتهم على جذب حجم كبير من العملاء كل يوم، وأعتقد بان هذا هو المفتاح الوحيد للبقاء”.
ولدى سؤاله عن الفرص المتاحة امام الشباب في صناعة الانترنت ، اوضح ملحس : ” قطعا، هناك الكثير من الفرص، لكنني ارى بان هناك الكثير من سوء الفهم حول بدء الأعمال التجارية على الإنترنت في العالم العربي، ونظراً لعملي في وادي السيليكون والشركات الناشئة في الولايات المتحدة، أدركت بعض المفاهيم الخاطئة الشائعة نتيجة لاختلاطي مع الكثير من رواد الأعمال العرب”.
وقال ” ان اطلاق موقع على شبكة الانترنت سهل جداً، ويمكن لجدتي أن تفعل ذلك، إلا ان تأسيس شركة على الانترنت هو أمر صعب مثل تأسيس اي عمل آخر لاعلاقة له بالانترنت؛ فجميع قواعد العمل التجاري تنطبق في الحالتين؛ فلابد من توفر الطلب كي تتمكن الشركة من الاستمرار، ويجب أن تتنامى الإيرادات ، ويجب أن تتوافر الأرباح كي تتمكن الشركة من البقاء”.
وأضاف ” لذلك يجب أن يكون لدى رواد الأعمال رؤية واضحة حول كيفية التخطيط لتشغيل أعمالهم وعلى وجه التحديد كيف يخططون لجذب الزبائن وتحويل قيمة خدمتهم الى نقود”.
ورائد ملحس ريادي اردني متواجد اليوم في الولايات المتحدة؛ وأمضى السنوات الـ 15 الماضية في دراسة هندسة الحاسوب وذلك في أفضل الجامعات الامريكية وفي العمل في شركة مايكروسوفت كمهندس ومدير للبرامج الإلكترونية ليعمل بعد ذلك وشريكه ” دنيز اركان” على انشاء شركتهم الأولى ، وبعدها أسسا موقع (جوابكم دوت كوم) في وادي السليكون”.
وموقع “www.jawabkom.com ” يقترب من اتمام عامه الثاني خلال أشهر قليلة، وهو موجّه للعالم العربي مقدّما بالعربية إجابات متخصصة لاستفسارات الناطقين باللغة العربية عن أسئلة قانونية وطبية وصحية ونفسية وأخرى تتعلق بالعمل والقضايا الاجتماعية، وفي شهر ايلول ( سبتمبر ) الماضي أعلن الموقع عن نجاحه في جذب أكثر من 5 ملايين مستخدم خلال الفترة منذ انطلاقته قبل عام ونصف العام، ليصبح أحد ” أكثر المواقع تأثيرا في العالم العربي”.
الى ذلك؛ يرى ملحس ان الانتشار الكبير لاستخدام الإنترنت في المنطقة العربية ” شكّل حافزا رئيسا لاطلاق مشروع ” جوابكم”، وقال ” كثير من دول المنطقة العربية تعد أكثر تقدماً في هذا المجال من بقية دول العالم، بما ذلك الغرب، نتيجة لانتشار استخدامات جهاز الهاتف المتنقل، ما دفع باتجاه تزايد استخدام الانترنت في المنطقة العربية وبسرعة ملحوظة، ومع أن خدمات الإنترنت باللغة العربية ما تزال تفتقر بشدة لتلبية ارتفاع الطلب، إلا أنني أرى أن توقيت بدء (جوابكم ) هو توقيت مناسب جدا”.
وتابع ملحس قائلا : “إن أحد أصعب وأشق الأمور التي نواجهها كرواد أعمال هو أننا نصبح مرتبطين عاطفيا مع أفكارنا وهذا هو السبب في أنه من المهم جداً استخدام “البيانات”، فهي وحدها ستقرر ما إذا كانت فكرة شركتك جديرة بالمتابعة؛ فإذا كانت البيانات تظهر عدم وجود الطلب أو الربح، تجاهل الفكرة وانتقل إلى الفكرة التالية”.
وقال “تذكر أنه في كل مرة تقرر المضي قدما في تنفيذ فكرة ما، سوف تستهلك 2-5 سنوات على الأقل من حياتك؛ لذلك؛ استخدم منهجية “التغيير السريع” من اجل اتخاذ قرار سريع بشأن ما إذا كان هذا العمل هو فكرة جديرة بالمتابعة أم لا وإذا أظهرت البيانات مؤشرات واعدة، فقم بتنفيذ الفكرة بكل قوة”.

المصدر : صحيفة الغد الأردنية

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى