منوعات

كوكب المريخ.. اكتشافات مبهرة وحقائق مذهلة على مدار قرون

هاشتاق عربي - الجزيرة

شارك هذا الموضوع:

لطالما استطاع البشر مشاهدة العديد من الأشياء الغريبة على سطح المريخ على مدار قرون، ويعزى السبب إلى كون كوكب المريخ هو أقرب كوكب للأرض وقد يكون صالح للسكن والعيش عليه.

وأيا ما كان السبب، فإن المريخ بسطحه الصخري الذي ترتسم عليه علامات ذات سيكولوجية خاصة أحيانا لطالما خدعنا نحن البشر، إذ رأى الناس على مدار أزمنة مختلفة أشياء غريبة تبدو على سطحه، بدءا بالقنوات إلى الوجوه البشرية المخيفة والأشجار والحشرات وغيرها، غير أن هذه الأشياء الغريبة قد دُحضت وفُنّدت.

اليابسة والمحيطات

كانت البداية عام 1784، عندما كتب وليام هيرشل -عالم الفلك البريطاني الشهير الذي اكتشف كوكب أورانوس ليكون بذلك أول كوكب يكتشف بالتلسكوب- أن المناطق المعتمة على سطح المريخ تُمثِّل المحيطات، في حين تُمثِّل المناطق المضيئة اليابسة. ووفقا لوكالة “ناسا” (NASA)، فقد اعتقد هيرشل أن كائنات ذكية سكنت المريخ ونعمت بظروف مشابهة لظروفنا.

وحسب التقرير الذي نشره موقع “لايف ساينس” (Live Science)، فقد ساد اعتقاد هيرشل مدة قرن من الزمان. إذ ادّعى علماء فلك آخرون أن من الممكن أيضا رصد غطاء نباتي في تلك المناطق المضيئة التي عدّها هيرشل أنها اليابسة.

وعلى الرغم من غرابة هذا المعتقد، فإن إسهامات هيرشل الفلكية العديدة قد ساعدت في الحفاظ على سمعته العلمية، مع وضع نظرياته عن المريخ في ذيل سيرته الذاتية.

قنوات طبيعية أم اصطناعية؟

ومن بين الأمور الأخرى التي شوهدت على سطح الكوكب الأحمر كانت تلك الأخاديد التي اكتشفها عالم الفلك الإيطالي جيوفاني سكيابارلي عام 1877 باستخدام التلسكوب، وأطلق عليها سكيابارلي اسم “كانالي” (Canali)، وهي كلمة إيطالية تعني “القنوات” (Channels)، وهي ممرات مائية طبيعية.

وبينما كان الانتهاء من حفر قناة السويس عام 1869 مسيطرا على ألباب الناس آنذاك باعتبارها من عجائب العصر الهندسية وفقا لوكالة “ناسا”، فقد حظيت القنوات الاصطناعية باهتمام شعبي وإعلامي جارف.

ومن ثم فقد تُرجمت قنوات سكيابارلي إلى كلمة إنجليزية غير صحيحة تعني “القنوات الاصطناعية” (Canals)، وذلك دفع كثيرا من الناس إلى استنتاج أن المريخ قد شَهِد حياة ذكية أقامت نظاما من الممرات المائية.

وشاع هذه المصطلح الخاطئ بعدما أصدر عالم الفلك بيرسيفال لويل -الذي اكتشف كوكب بلوتو- كتابا عام 1895 بعنوان “المريخ” (Mars)، حمل رسوما وخطوطا لتلك القنوات. كما أعقب لويل ذلك بكتاب ثان يروّج لأفكاره حمل عنوان “المريخ مأوى للحياة” (Mars as the Abode of Life).

ودافع لويل في ذلك الكتاب الذي صدر عام 1908عن نظريته الكاملة تلك بأن حياة ذكية كانت على المريخ أنشأت هذه القنوات المائية لنقل المياه من القمم القطبية إلى المناطق الاستوائية.

وقد دُحِضت هذه النظرية في أوائل القرن الـ20، عندما ثبت أن تلك “القنوات” ليست سوى أوهام بصرية تُرى عندما يُنظر إلى المريخ بالتلسكوبات رديئة الجودة. إذ تظهر الجبال والحفر كأنها مرتبطة ببعضها بعضا خلال خط مستقيم، ولاحقا أظهر التحليل الطيفي للضوء القادم من المريخ انتفاء وجود مياه على سطحه.

وجه على المريخ

بدأت هذه القصة عندما نشرت وكالة “ناسا” عام 1976 صورة لتشكيل جغرافي مثير للاهتمام على سطح المريخ كانت قد التقطتها مركبة الفضاء “فايكينغ 1” (Viking 1)، وقد ذُيّلت الصورة بوصف يوحي بأنها كجبل ذي عيون وأنف.

وحتى بعد مرور أكثر من 40 عاما، فإن صورة “الوجه على المريخ” ما زالت تلهم الأساطير الحديثة ونظريات المؤامرة، إذ يعتقد كثير من الناس أنها لهيكل اصطناعي بنته حضارة مريخية قديمة.

وبالنظر البسيط إلى الجبل من زاوية أخرى كالتي التقطتها مركبة الفضاء “مارس إكسبريس” (Mars Express) أو غيرها من مركبات الفضاء، فإن شكل الجبل لا يظهر كالوجه على الإطلاق. ومن ثم، فإن ظلال التكوينات الموجودة على الجبل هي ما جعلته يبدو كوجه في الصورة الأولى.

غير أن هذه الظاهرة النفسية التي يقارب فيها العقل الأنماط العشوائية -وعادة ما تكون صوتا أو صورة- ليدرجها ضمن ما يعرفه من أنماط مألوفة تعرف باسم “الباريدوليا” (Pareidolia).

أشجار المريخ

قبل 7 سنوات من وفاته، أعلن كاتب الخيال العلمي الشهير آرثر سي كلارك -مؤلف رواية “2001: أوديسة الفضاء” (2001: A Space Odyssey) التي كُتِبت تزامنا مع الفيلم الذي يحمل الاسم نفسه- أنه رصد رقاعا نباتية، من بينها أشجار، في صور جديدة للمريخ التقطها “مستكشف المريخ الشامل” (Mars Global Surveyor) الذي كان يدور حول الكوكب في ذلك الوقت.

وحسب تقرير “لايف ساينس”، فإن كلارك قد أشار -في مكالمة هاتفية في ذلك الوقت- إلى أن “التفحص الجيد لهذه الصور يظهر في الواقع شيئا ما يتحرك ويتغير بتغير المواسم، ويُعتقَد -على أقل تقدير- أنها نباتات”.

غير أن ما رآه كلارك على سطح المريخ ليس سوى ظاهرة يعرفها العلماء باسم “عناكب” (Spiders) المريخ أو “ينابيع المريخ” (Martian geysers)، إذ يرجع السبب في هذه الظاهرة إلى الذوبان الموسمي للغطاء الجليدي المتكون بنسبة كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، والموجود عند أقطاب المريخ.

ويتسبب ذلك في ظهور نوافير من الرمال الناعمة تندفع عاليا في الهواء البارد، وتستمر هذه الظاهرة أشهرا ثم تختفي وتظهر مجددا في موسمها.

شخص مريخي ووجه لغاندي

وفي حادثة غريبة أخرى، التقطت مركبة الفضاء “سبيريت” (Spirit) عام 2007 مشهدا بدا واضحا كأنه لشخص يرتدي رداء وهو جاث على ركبتيه في صلاة.

وقد التقطت المركبة هذه الصورة عندما كانت تتجول بين تلال المريخ المعروفة باسم “تلال كولومبيا” (Columbia Hills) التي تقع عند فوهة “غوسيف” (Gusev Crater) على سطح المريخ، غير أن الصورة البانورامية لتلك المنطقة تظهر أنها مجرد صخرة.

ومع بدء إطلاق خرائط غوغل المريخ (Google Mars) عام 2009، أصبح بإمكان المستخدمين التجول عبر الكوكب الأحمر لاكتشاف نتوءاته المثيرة للاهتمام.

وباستخدام تلك الخرائط، اكتشف شاب إيطالي يدعى ماتيو إيانيو صورة على سطح المريخ بدت كأنها للزعيم الهندي مهاتما غاندي.

غير أن الصور فائقة الاستبانة لهذا الشكل تظهر أنه ليس جبلا أو تلا، بل حفرة تبدو بالفعل كرأس إنسان من مظهرها الجانبي. وهنا تتجلى “الباريدوليا” مرة أخرى لكي تخدعنا بتفسير ما نعجز عن تفسيره من أنماط غريبة.

عنكبوت أزرق وخنفساء وارتطام خلاق

التقطت وكالة الفضاء الأوروبية (European Space Agency) عام 2019 صورا تظهر عنكبوتا ضخما مشعرا يمتد على ساقيه عبر جبال المريخ، غير أن الواقع يقول إن هذه الأرجل الطويلة ما هي إلا ممرات لمئات الأعاصير الصغيرة.

ويبدو أن رؤية الزواحف أمر متكرر على المريخ، إذ زعم عالم الحشرات وليام روموسر أنه تمكن من رؤية خنافس وحشرات أخرى وزواحف على سطح المريخ بعد فحصه الصور التي التقطتها مركبات المريخ التابعة لناسا، التي تظهر كثيرا من الأشكال البيضاوية، غير أن هذه الصور ليست ذات جودة كافية تمكننا من الزعم بشيء استثنائي كهذا.

وفي وقت ما في صيف عام 2019 ارتطم جسم فضائي بالغطاء الجليدي الجنوبي للمريخ، فأدى الارتطام إلى إطلاق زخات من الغبار الأحمر إلى الأعلى، وتشبه تلك الرقعة المتكونة آثار أقدام ركض لشخصية كرتونية.

صخرة خضراء غريبة

وعلى الرغم من أن المريخ يشتهر بكونه الكوكب الأحمر، فما سر الصخرة الخضراء التي اكتشفتها مركبة “برسيفيرانس” (Perseverance) حديثا؟

وفي الوقت الحالي لا يملك العلماء إجابة بشأنها، غير أنهم يتساءلون عما إذا كانت جراء تصادم جسم خارجي بالمريخ. وقد قامت المركبة بالفعل بصعق جزء من الصخرة التي يبلغ طولها نحو 15 سنتيمترا وذلك لتبخير جزء منها ودراستها، وسيتم تحليل سحابة البخار المتكونة بواسطة كاميرات المركبة ومقاييس الطيف للكشف عن تركيبها الكيميائي، وربما قد يحل هذا اللغز قريبا أيضا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى